كغيرها من طلبة الثانوية العامة كان حلمها الحصول على مجموع كبير يساعدها فى دخول إحدى الكليات التى تحلم بها، ولكن المرض القاتل السرطان لم يعطها الفرصة لمشاهدة نجاحها وتفوقها الكبير فى الثانوية العامة، وهى الطالبة ياسمينا محمد حميدة ابنة مدينة أرمنت غرب محافظة الأقصر، والتى ظلت على مدار السنوات الماضية تتلقى العلاج من السرطان فى مستشفى أورام الأقصر، ودخلت هذا العام امتحانات الثانوية العامة وفارق الحياة بعد 10 أيام من نهاية الامتحانات وتأدية مهمتها كطالبة متفوقة.
أنهت الطالبة الراحلة ياسمينا محمد حميدة امتحانات الثانوية العامة فى 13 يوليو الماضى، داخل مدرستها أرمنت الثانوية بنات والتى كانت تتلقى وقت الامتحانات جرعات العلاج الكيماوى والإشعاعى فى حربها الأخرى ضد السرطان الفتاك، ولكن بعد 10 أيام فقط وفى 23 يوليو الماضى فارقت الحياة ورحلت عن الدنيا جراء تفاقم حالتها الصحية ولم يمهلها القدر الوقت لمشاهدة حصاد تفوقها ونبوغها العلمى، حيث ظهرت نتيجة الثانوية العامة منذ أيام وقد حصلت الراحلة ياسمينا على 88% فى الثانوية، والتى تفوقت على الكثير من نظيراتها فى الثانوية، ودخل جميع أبناء بلدتها والأقصر ومصر بأكلمها فى حالة من الحزن على فراقها ورحيلها بعد رحلة لعدة سنوات فى العلاج من السرطان.
وفى هذا الصدد يقول أشرف الهلالى إبن مدينة أرمنت، أن الراحلة ياسمينا محمد حميدة التى كانت طالبة فى مدرسة أرمنت الثانوية بنات كانت متفوقة علميًا وكان الجميع يحبها فى أسرتها ومدرستها، ولكنها منذ دخولها مرحلة الثانوية العامة أصيب بورم سرطانى، وبدأت رحلة العلاج من السرطان داخل مستشفى أورام الأقصر فى مدينة طيبة الجديدة شمال المحافظة، وبعد نهاية رحلتها الدراسية فى الثانوية العامة وتأديتها لكافة الامتحانات فوجئ الجميع بخبر رحيلها فى 23 يوليو الماضى ودخلت بلدتها فى حالة من الحزن الشديدة على رحيلها قبل أن تسمع خبر تفوقها وحصولها على 88% بنتيجة الثانوية العامة.
ويضيف أشرف الهلالى لـ"اليوم السابع"، أن الطالبة الراحلة ياسمينا محمد كانت نابغة منذ طفولتها، فقد كرمها من قبل الأستاذ الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر على تفوقها العلمى وكذلك حفظها لكتاب الله كاملًا فى فترة الدراسة الثانوية، وكذلك تم تكريمها فى إحدى احتفالات دور تحفيظ كتاب الله بمدينة أرمنت بعد ختمها كتاب الله، مؤكدًا على أن مرضها وإصابتها بورم سرطانى سيكون خير شفيع لها أمام الله ويحتسبها الجميع من الشهداء.
وقالت أسماء عبد الله إحدى أقرباء الطالبة الراحلة ياسمينا محمد على صفحتها بعد وفاتها:- (ابنة عمة زوجى ياسمينا محمد حميدة فى ذمة الله.. أتيت الدنيا كحلم جميل ثم رحلتى، كنت مثل نسمة رقيقة مرت فى حياة كل من عرفك.. رغم صغر سنك إلا أن الجميع أحبك.. رحمك الله يا رقيقة القلب وثبتك عند السؤال ونحتسبك عند الله من الشهداء.. وربط على قلب أمك وألهمها الصبر على ألم فراقك).
أما عن رحلة علاج الراحلة ياسمينا محمد حميدة ابنة أرمنت، فيقول أحمد شوقى مسئول العلاقات العامة بمستشفى أورام الأقصر فى مدينة طيبة الجديدة، أن الطالبة الراحلة ياسمينا كانت تزور المستشفى بصورة متكررة ضمن رحلة تلقيها العلاج المجانى داخل المستشفى من السرطان، وكانت إدارة المستشفى تقدم لها الدعم اللازم خلال فترة الامتحانات بإنهاء جرعاتها فى أسرع وقت ممكن لدعمها نفسيًا وتوفير الوقت اللازم لها للمذاكرة ومراجعة دروسها خلال فترة امتحانات الثانوية العامة، ولكن حالتها الصحية لصغر سنها وعدم قدرتها على مواجهة المرض القاتل أدت لوفاتها فى 23 يوليو الماضى، مؤكدًا على أن إدارة المستشفى بالكامل تقدم واجب العزاء لأسرتها وجميع أبناء أرمنت والأقصر على فقدانها إحدى الطالبات المتفوقات ومن حفظة كتاب الله.
تكريم شيخ الأزهر للطالبة الراحلة ياسمينا محمد
تكريم ياسمينا بعد حفظها كتاب الله
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة