يستمر الذهب الفنزويلى فى إثارة الجدل، خاصة بعد أن انخفاض احتياطى الذهب الذى يحتفظ به البنك المركزي الفنزويلي BCV ، واصلت احتياطيات الذهب التي يحتفظ بها البنك المركزي الفنزويلي (BCV) انخفاضها، حيث انخفضت 8 أطنان في 6 أشهر، وفقًا لأخر البيانات التي تم أصدرها حول النصف الأول من عام 2023 ، حسبما قالت صحيفة انفوباى الأرجنتينية.
وأشار البنك المركزى الفنزويلى، إلى أن السيولة تحتاج إلى مواجهة الانخفاض في إنتاج النفط وتأثيرات العقوبات الأمريكية على تسويق النفط الخام مما دفع الرئيس نيكولاس مادورو إلى الاستمرار فى استخدام الذهب النقدي كمصدر للدخل.
ولفتت الصحيفة، إلى أن توافر الذهب في سبائك BCV في نهاية يونيو ما يعادل 61 طنًا، وفقًا لملاحظات البيانات المالية للكيان مقابل 69 طنًا في الخزائن في ديسمبر 2022، وبلغت قيمة احتياطي الذهب في نهاية يونيو 3649 مليون دولار بانخفاض 261 مليون دولار عن ديسمبر من العام الماضي.
ولم يذكر البنك المركزي بالتفصيل أسباب الانخفاض في أصوله، ومتوسط سعر الذهب الذي قدّره المصدر الفنزويلي في ميزانيته العمومية في النصف الأول من العام الجارى كان 1.862.71 دولارًا للأونصة، وفي النصف الثاني من عام 2022 ، كان متوسط القيمة 1775.02 دولارًا للأونصة.
كان جزء من احتياطيات المُصدر محل نزاع في محاكم لندن، ففي يونيو، خسر مجلس إدارة BCV ، الذي تسيطر عليه حكومة الرئيس نيكولاس مادورو، استئنافه الأخير للسيطرة على 1.95 مليار دولار من احتياطيات الذهب في البلاد المحتفظ بها في بنك إنجلترا.
وعلى مدى عقود، تجاوزت سبائك الذهب 300 طن، حتى في الفترة من 2015 إلى 2017، استخدمت السلطات السبائك كضمان في القروض مع البنوك الأجنبية لضمان السيولة، وتم استرداد جزء من الذهب وفقد جزء آخر في التبادلات مع البنوك.
وبعد ذلك، أدت الاحتياجات المالية لمواجهة الانخفاض في إنتاج النفط وتأثير العقوبات الأمريكية على بيع النفط الخام بالحكومة إلى استخدام الذهب النقدي كأحد مصادر دخلها. وأشار المعارضون والمحللون إلى أنه تم بيع سبائك الذهب مقابل صرف العملات مقابل النقد.
أزمة الذهب بين فنزويلا وبريطانيا
ويستمر صراع السيطرة على أكثر من مليار دولار قيمة كمية من الذهب الفنزويلي المودع في خزائن بنك إنجلترا ، منذ اعتراف الحكومة البريطانية بقيادة المعارض خوان جوايدو برئاسة البلاد، وانتهت محكمة الاستئناف فى لندن من استئناف مجلس إدارة البنك المركزى الفنزويلي (BCV) ، المعين من قبل نيكولاس مادورو، على حكم منح الحكومة المؤقتة المنحلة لخوان جوايدو، سلطة على الذهب المودع في بنك إنجلترا.
وتحاول حكومة مادورو، من خلال البنك المركزي الفنزويلي برئاسة كاليكستو أورتيجا، دون جدوى استعادة 31 طنًا من الذهب من الاحتياطي الوطني، بقيمة مليار دولار، كانت مخزنة في خزائن البنك من انجلترا، لكن الجمعية الوطنية الفنزويلية، التي كانت تسيطر عليها المعارضة في ذلك الوقت ويترأسها جوايدو، عينت قيادتها الخاصة للبنك المركزي الفنزويلي في يوليو 2019 وطلبت من لندن عدم تسليم السبائك.
وأعربت حكومة مادورو فى عام 2021 عن رغبتها فى بيعها واستخدام الأموال لمكافحة انتشار فيروس كورونا في البلاد ، وفقًا لحكومة مادورو، ومع ذلك، رفض بنك إنجلترا الطلب الفنزويلى، وذلك بسبب شكوكه بأن سلطة مادورو يرغب فى الاستيلاء عليه، بحجة أن المملكة المتحدة تعترف بزعيم المعارضة.
وأكد ساروش زايوالا ، المحامي الذي يمثل بنك انجلترا BCV في لندن ،أنه في ذلك الوقت ، سافر رئيس المؤسسة الفنزويلية ، كاليكستو أورتيجا ، ووزير المالية آنذاك ، سيمون زيربا ، إلى العاصمة البريطانية لطلب عودة قال لهم بنك إنجلترا: "لا ، تعترف حكومتنا (المملكة المتحدة) بجوايدو (بصفته الرئيس الشرعي لفنزويلا) ولهذا السبب لا يمكننا منحكم الذهب."
لكن لماذا تمتلك فنزويلا احتياطيات الذهب هذه في إنجلترا؟
لعقود من الزمان ، خزنت فنزويلا الذهب الذي يعد جزءًا من احتياطيات البنك المركزي لديها في البنوك الأجنبية ، في كل من أوروبا والولايات المتحدة ، وهي استراتيجية تتبعها العديد من الدول الأخرى.
وأوضح لويس فيسينتي ليون ، الاقتصادي الفنزويلي ورئيس شركة الاستشارات Datanálisis: "لا يوجد شيء غريب في أن تحتفظ دولة ما باحتياطيات من الذهب أو غيرها من الأوراق المالية في بنوك أخرى"، حيث يرى الاقتصادي ، هذه مجرد استراتيجية لحماية احتياطيات الذهب وحمايتها، مضيفا "إنها مشكلة بالنسبة للبنوك المركزية ، خاصة عندما لا تكون لديها القدرة على الحماية والتدابير الأمنية والتكنولوجيا لمنع تنفيذ عملية سرقة. عندما تضع ذهبك في بنك أجنبي بدلاً من ذلك ، فإنك تضعه في محاسبة ، وإذا حدث شيء ما ، فأنت محمي لأنك تدفع مقابل خدمة الحفظ ".
وبشكل عام يوجد في خزائن بنك إنجلترا وحده أكثر من 5000 طن من الذهب ، بما في ذلك احتياطيات الخزانة البريطانية ، والكثير من الحجم الهائل الذي يتم تداوله في المدينة،ويعد بنك إنجلترا ثاني أكبر حامل للذهب في العالم ، بحوالي 400 الف قطعة، بالإضافة إلى ذلك ، تفتخر المؤسسة بأنه على مدار تاريخها الممتد 320 عامًا ، لم تتم سرقة سبيكة واحدة من خزائنها.