ورد فى "تاريخ هيرودوت" والذى يستكشف ثقافات العالم القديم طقوس حداد غريبة فأثناء طرحه فكرة تبجيل المصريين القدماء للحيوانات قال المؤرخ اليونانى هيرودوت إنه عندما تموت قطة فإن جميع أفراد تلك الأسرة يحلقون حواجبهم كعلامة واضحة على الاحترام والحزن.
لكن هذه لم تكن مجرد علامة على أن المصريين يحبون حيواناتهم الأليفة حقًا من منظورهم للعالم بل كان يُنظر إلى الحيوانات على أنها مقدسة، وتلعب دورًا مهمًا فى الحياة اليومية والعبادة الدينية وفقا لموقع ancient origin.
من التماثيل إلى لوحات القبور تم تصوير القطط فى عدد كبير من الأشياء التى تشهد على صفاتها المقدسة المتصورة حتى أن هناك روايات تفيد بأن القطط التى يملكها الملوك كانت مزينة بمجوهرات ذهبية فاخرة.
لكن المصريين القدماء لم يعبدوا القطط بحد ذاتها، "ما فعلوه هو مراقبة سلوكها" هكذا أوضحت خبيرة الآثار أنتونييتا كاتانزاريتى أمينة مجموعة السلالات الإلهية: قطط مصر القديمة فى NPR من خلال مراقبة خصائصهم مثل دقتها أو عدوانها أو تغذيتها، حيث تقول إن المصريين القدماء خلقوا آلهة على صورة القطط وتم وصف هذه العلاقة بأنها مشابهة لعلاقة البقرة فى الهند الحديثة.
ويعتقد علماء الآثار أن القطط تم تدجينها لأول مرة كمكافحة فعالة للآفات ضد الحشرات والثعابين السامة عندما أصبحت القطط منزلية أكثر، ازدادت شعبية باستت إلهة المنزل المصرية القديمة والتى كانت معادلة للخصوبة والحماية وجذب الحظ السعيد ودرء الأرواح الشريرة .
أحب المصريون القدماء القطط لدرجة أنهم كانوا يقومون بتحنيطها ودفنها وفقا لطقوس متقنة وغالبًا ما دُفِنوها مع البشر لينضموا إليهم فى الآخرة، ومن المفارقات أن القطط كانت تعتبر أيضًا أضحيات مناسبة للآلهة.
حفزت هذه العادات اقتصادًا مزدهرًا، حيث تم إنشاء الملايين من مومياوات القطط عن طريق تربية القطط وتحنيطها، وهو ما ظهر فى المتحف فيما بعد.