تعرض الكاتب الكبير صنع الله إبراهيم لوعكة صحية، بسبب كسر فى مفصل الحوض، إثر سقوطه فى منزله بحى مصر الجديدة، منذ فترة قريبة، وعلى أثر ذلك أجرى جراحة صعبة مرت بسلام وبعد فترة عصيبة من العلاج بدأ بالجلوس، والآن يستمر فى تلقى العلاج الطبيعى، وبدرونا ومتابعتنا لحالته الصحية يتواصل "اليوم السابع" بشكل دائم مع الروائى الكبير للإطمئنان على حالته الصحية.
وقال الروائى الكبير صنع الله إبراهيم، إن صحته فى تحسن ويستطيع الآن المشى ولكن بحرص مع تلقى العلاج الطبيعى لاستكمال مراحل الشفاء، وأنه يقضى تلك الفترة فى القراءة.
وخلال حديثنا انتهزنا فرصة الإطمئنان على الروائى الكبير وطرحنا عليه سؤالين الأول ماذا يقرأ فى الوقت الحالى أثناء تلقى العلاج الطبيعى، فأوضح الروائى الكبير صنع الله إبراهيم، إنه يقرأ فى الوقت الحالى كتاب بعنوان "نسب"، للكاتبة الأمريكية أوكتافيا بتلر، وترجمة الفلسطينية منى كريم، والرواية تتناول تاريخ العبودية فى أمريكا.
رواية "نسب"
عملت بتلر على هذه الرواية لما يقارب من عشر سنوات من عمرها، قرأت فيها مذكرات العبيد والوثائق الرسمية وأرشيف الجمعيات التاريخية والخرائط القديمة، لتقوم على أساسها بالتخطيط لمسارات وتحركات شخصياتها، هذا بالإضافة إلى زياراتها لولاية ماريلاند حيث تدور أحداث الرواية.
أما السؤال الثانى الذى قمنا بطرحه على الروائى الكبير هو له علاقة بالكتاب الشباب، إذ أنه إحدى حواراتنا مع الكاتب الكبير صنع الله إبراهيم على مدار السنوات الماضية تحدثنا عن أن هناك عدد كبير من الكتاب الشباب يحرصون على إرسال أعمالهم للكتاب الكبير لقراءتها ويعطى لهم انطباعه عن تلك الأعمال.
فقال الروائى الكبير صنع الله إبراهيم، بالفعل مازال هناك العديد من الكتاب الشباب لديهم الحرص على إرسال أعمالهم، وأنا أعطى لهم انطباعى بكل صراحة.
صنع الله إبراهيم من مواليد القاهرة 1937، وهو روائى مصرى ومن أكثر الكتاب شهرة فى العالم العربى بفضل أعماله ذات النزعات التجريبية، ومنها: نجمة أغسطس، وتلك الرائحة، وبيروت بيروت، وإنسان السد العالى، ووردة، والعمامة والقبعة، والقانون الفرنسى، والتلصص، وذات.
وتتميز أعمال إبراهيم بصلتها وثيقة التشابك مع سيرته من جهة ومع تاريخ مصر السياسى من جهة أخرى، وتعتمد بشكل رئيسى على بناء يمزج السرد التخييلى بالتوثيق، ونال الروائى المصرى عبر مسيرته جوائز عدة؛ أهمها جائزة "ابن رشد للفكر الحر" عام 2004، وجائزة تكريمية نالها عند بلوغه عامه الثمانين قدمت له باسم المثقفين المصريين.
يذكر أن الروائى الكبير صنع الله إبراهيم رفض تسلم جائزة ملتقى الرواية عام 2003، وتذكر عدد من التقارير الصحفية فى ذلك التوقيت، أنه فور انسحاب صنع الله إبراهيم، توجه الفنان فاروق حسنى، وزير الثقافة آنذاك، إلى المنصة ليلقى كلمة قصيرة، واعتذر لأعضاء لجنة التحكيم، مشيدًا بجهدهم كى ينتهوا إلى هذا "الاختيار الجيد"، ونقلت الصحف عن الوزير السابق: "هذه الجائزة لم تمنحها له الوزارة ولا الحكومة، وإنما منحتها لجنة من الأدباء العرب ترأسها الأديب السودانى الكبير الطيب صالح، وهى جائزة استحدثناها فى المجلس الأعلى للثقافة للرواية والشعر العربى".