تحل، اليوم، ذكرى صدور العدد الأول لمجلة الهلال الثقافية، والتى تعد أول مجلة ثقافية شهرية عربية، ولا تزال تصدر حتى اليوم عن مؤسسة دار الهلال، وقد أسسها جورجى زيدان سنة 1892.
بدأت المجلة من مطبعة بشارع الفجالة، وقد خرج العدد الأول فى 32 صفحة، بمؤسسها جورجى زيدان المولود فى بيروت عام 1861 والمتوفى بالقاهرة عام 1914، وكان يتولى أمورها بنفسه من إدارة وتحرير ومكاتبات وغير ذلك.
وقام جورجى زيدان بتنسيق أبواب المجلة عند إصدارها، حيث كتب بيانا يطرح فيه مسوغات إصدار المجلة ورسالتها والمجالات التى ستعنى بها، وتبويبها، وقد حدد ذلك كله فى خمسة بنود وأبواب هى: باب "أشهر الحوادث وأعظم الرجال، والروايات، تاريخ الشهر، المنتخبات من الأخبار، التقريظ والانتقاد".
لكن لماذا أطلق جورجى زيدان على المجلة اسم "الهلال"؟، كان ذلك لثلاثة أسباب وهى: "تبركا بالهلال العثمانى، ولأنها تظهر كل أول شهر كالهلال، وتفاؤلاً بنموها مع الزمن حتى تكتمل بدرًا".
وزين جورجى زيدان صدر الصفحة الأولى من مجلة الهلال فى عددها الأول سبتمبر 1892م، الافتتاحية بقوله: "لا بد للمرء فى ما يشرع فيه من فاتحة يستهل بها وخطة يسير عليها وغاية يسعى إليها.. أما فاتحتنا فحمد الله على ما أسبغ من نعمة وأفاض من كرمه والتوسل إليه إن يُلهمنا الصواب وفصل الخطاب".
وضم العدد الأول من مجلة الهلال أبوابا مثل الحوادث المصرية والعربية ولم يكن جورجى زيدان يعنى بالحوادث الجرائم وإنما الأحداث أي أهم الأحداث في القطر المصرى فى ذلك الحين أما الحوداث الأجنبية فكانت على نفس المنوال ووما ذكر منها في العدد الأول خلاف وقع بين سفير إنجلترا وسلطان مراكش بشأن بعض الاتفاقيات التجارية.
ولمواكبة العصر التكنولوجى المتطور تم إصدار المجلة فى نسختها الرقمية بالتحديد فى فبراير 2005 حيث احتفلت مؤسسة دار الهلال بالنسخة الرقمية من الأعداد الأولى لمجلة الهلال.