بدأ منذ قليل حفل افتتاح الدورة الثلاثين من مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي بدار الأوبرا المصرية، بحضور وزيرة الثقافة الدكتورة نيفين الكيلاني، ولفيف من المسرحيين العرب والأجانب والمصريين.
وبدأ الحفل بالسلام الجمهوري لجمهورية مصر العربية، وتبعه عرض ضوئى عبارة تشكيلات ضوئية بأشكال تجسد شعار مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي، عبارة عن زهرة اللوتس تحتوى بداخلها دائرة تمثل أشعة الشمس وبداخلها الألوان الطبيعة الأساسية الأحمر والأصفر والأزرق.
وقدم الحفل الدكتور مدحت العدل الذي قال: "أهلا بكم جميعا في افتتاح مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي، أحد أهم مهرجانات المسرح في العالم ومن أعرقها، النهاردة بنحتفل بافتتاح الدورة الثلاثين من المهرجان".
وأضاف "العدل": "التجريب هو سر تطور الإنسانية.. التجريب هو اللي خلى نيوتن يكتشف قانون الجاذبية، وصل الإنسان للقمر والفن يعني المغامرة والجرأة الفن هو القدرة على اثارة الدهشة فما بالنا بالفن التجريبي، حيث الخيال الجامح وصولا للأجمل والأحلى والأكمل".
وتابع: "المهرجان ده ليه ذكرى عزيزة على قلبي فأول فنان عربي ومصري يفوز بجائزة أفضل ممثل فيه هو العزيز الغالي أخي الأكبر الفنان سامي العدل، أما الثاني والأخير فهو بطل أحد أهم أعمالي العمل اللي شرفنا باختياره يكون عرض الافتتاح الليلة تشارلي عن قصة حياة، أسطورة السينما تشارلي شابلن الفنان محمد فهيم".
وقال الدكتور سامح مهران رئيس مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي: "المسرح في تقدمه كان التعبير الأوضح عن الخروج من تنظيم اجتماعي إلى تنظيم اجتماعي آخر، ومن اتجاه معرفي إلى اتجاه معرفي مغاير. وبالتالي في المسرح المنحاز إلى الماضي، إنما هو مسرح يتبدى لنا كما يتكلم، فمن لم يغادر ماضيه لا ماضِ له".
وتابع: "لا تغيير في المجتمعات من دون التجريب، فمن لا يجرب، يغلق الدائرة من حوله، ليظل يدور ويلهث داخلها مقطوع الأنفاس، ويموت مختنقًا بالعزلة والصمت"، وأوضح: "صحيح أن كل فعل تجريبي سواء في الفن أو العلم، إنما يتم بالرجوع التمهيدي إلى الوراء، لا بقصد تقمصه أو استنساخه، لكن بهدف القفز إلى الأمام بشكل أفضل وأكثر قوة وثقة".
واستطرد: "لا يتوجه المسرح التجريبي إلى الجمهور الكتلة المتوحد بفعل أيديولوجية ما، أو سردية كبرى ما، بل هو المسرح الذي يتوجه للمتفرج الفرد الذي تتوافر لديه استعدادات ثقافية للتقويم المستقل، إذ لا يمكن في المسرح التجريبي مسألة (توحيد الوعي) فيما يعرف (بسيكولوجيا) الجمهرة التي تمثل طريقة واحدة وعامة من الأحاسيس والمعتقدات".
بعدها صعدت الدكتورة نيفين الكيلاني، وزيرة الثقافة، لإعلان إطلاق الدورة الثلاثين من مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي، قائلة: "السادة ضيوف مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي، سعدنا بحضوركم، وأهلاً ومرحباً بجميع الفرق المسرحية المشاركة في المهرجان".
ومع ختام كلمة الوزيرة قدم الدكتور سامح مهران، أعضاء لجنة تحكيم مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي لعام 2023، وهم: المخرج المسرحي عصام السيد (رئيسا)، وتضم في عضويتها كلا من: أحمد كمال (مصر)، جهاد سعد (سوريا)، عز الدين بونيت (المغرب)، جيلز فورمان (إنجلترا)، أسيموي ديبوراه كاوي (أوغندا)، رالوكا رادوليسكو (رومانيا).
وكرمت وزيرة الثقافة الدكتورة نيفين الكيلاني 8 من رموز وصناع المسرح في مصر والعالم، خلال حفل افتتاح مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي، حيث تنوعت التكريمات بين عدد من أبرز المؤثرين في الحركة المسرحية، فى مصر والعالم.
وجاء اختيار النجوم المكرمين، تقديرا لبصماتهم الواضحة في عالم أبي الفنون، وإسهاماتهم الكبيرة في عالم التجريب المسرحي، وذلك تقديرًا لجهودهم المضنية من أجل النهوض بالحركة المسرحية في بلدانهم المختلفة، ووصل الأثر الكبير لأعمالهم لخارج القطر المحلي وامتد للمحيط الإقليمي والدولي.
وكرم المهرجان من مصر المخرج الكبير خالد جلال، تقديرا لمسيرته المسرحية، الذي أثرى الحركة الفنية واكتشاف وصقل مواهبًا صارت نجومًا في المسرح والسينما والتلفزيون، في مجالات التمثيل والإخراج وتصميم الديكور والأزياء، من خلال (استوديو مسرح مركز الإبداع الفني) الذي تولى رئاسته منذ 2002، حققت العروض التى وضع رؤيتها وكتب صياغتها وأخرجها لطلبة مركز الإبداع الفنى نجاحًا جماهيريًا ونقديًا كبيرًا.
وكرم المهرجان من مصر أيضا المخرج المسرحي الكبير ناصر عبد المنعم، صاحب الإنتاج المسرحي الكبير، تنظيرا وإدارة، حيث اهتم مشروعه المسرحي بالاشتغال على التراث والتاريخ ومسرحة الرواية، أخرج للمسرح أكثر من (50) عملًا مسرحيًا ومن أهمها: رحلة حنظلة، المتاهة، طفل الرمال، الأميرة تنتظر، الطوق والإسورة، أيام الإنسان السبعة، رجل القلعة، شارك بعروضه في العديد من المهرجانات الدولية والعربية والمحلية، حصل على العديد من الجوائز أهمها :جائزة الدولة للتفوق في الفنون (2008).
ومن مصر أيضا كرم مهرجان القاهرة للمسرح التجريبي، مهندس الديكور الكبير حازم شبل، صاحب أشهر تصميمات الديكور المسرحية، وصاحب اللمسة الواضحة في عالم الديكور المسرحي، والحاصل علي جائزة الدولة التشجيعية لعام 2004 في الديكور المسرحي، حصل على منحة فولبرايت الأمريكية للفنون لعام (2006-2007)، عمل رئيسا للمركز المصري بالهيئة العالمية للمسرح، قوميسير الجناح المصري والجناح العربي في كوادرينيال براج الدولي للسينوغرافيا (2015 و2019)، عضو لجنة التحكيم الدولية لاختيار أفضل التصميمات المقدمة لمعرض التصميمات العالمية.
كذلك كرم المهرجان الناقد المصري الكبير جلال حافظ، أستاذ متفرغ بقسم الدراما والنقد المسرحي - المعهد العالي للفنون المسرحية - أكاديمية الفنون، وصاحب العديد من المؤلفات المسرحية البارزة، منها: الفودفيل في تاريخ المسرح المصري 2006، نظرية الدراما الكلاسيكية 2022، وتقديرا لمشواره النقدي الكبير رشحته أكاديمية الفنون المصرية، للحصول على جائزة النيل في الآداب لعام 2023.
ومن السعودية كرم المهرجان سلطان البازعي، الرئيس التنفيذي لهيئة المسرح والفنون الأدائية في السعودية، والرئيس الأسبق لهيئة الموسيقى السعودية، وصاحب التاريخ الرفيع في أكبر المناصب الفنية في المملكة، حيث شغل سابقا منصب رئيس الجمعية السعودية للثقافة والفنون، عمل كرئيس تنفيذي لشرك، عين رئيساً لمجلس إدارة الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون عام 2012م، عمل مديرًا عاماً للعلاقات والمراسم برئاسة الحرس الوطني ومسؤولاً إعلاميًا للمهرجان الوطني للتراث والثقافة، عمل في الملحقية الثقافية السعودية في فرنسا من عام 1985 إلى عام 1988م، وشغل منصب سكرتير لجنة العلاقات الثقافية الدولية.
وكرم المهرجان من العراق الناقد والكاتب المسرحي الكبير عواد على، وهو صاحب العديد من المؤلفات الهامة في النقد المسرحي، منها: المألوف و اللامألوف في المسرح العراقي، شفرات الجسد: جدلية الحضور والغياب في المسرح، غواية المتخيّل المسرح، المعرفة والعقاب: قراءات في الخطاب المسرحي العربي: المؤسسة العربية للدراسات، قام بإخراج العديد من الأعمال المسرحية منها: ملحمة داعش والغبراء، مسرحية طقوس الأبيض، قدم وأشرف على عدد من الورش المسرحية داخل وخارج الدولة، في الإخراج، والسينوغرافيا، والتمثيل، ومبادئ القيادة المسرحية.
ومن المملكة المتحدة كرم المهرجان جايلز فورمان، وهو أحد المدربين الرائدين في التمثيل في المملكة المتحدة والولايات المتحدة وفي جميع أنحاء الاتحاد الأوروبي وهو متخصص في النهج المنهجي للتمثيل ولا سيما في تقنية Yat Malmgren Laban المعروفة باسم الراقص السويدي لتحليل الشخصية أو علم نفس الحركة، والحاصل مؤخرا على جائزة في حفل توزيع جوائز الأفلام السويسرية لعام 2023 تقديرًا لمساهمته في الصناعة السويسرية.
ومن أوغندا كرم المهرجان كذلك، أسيموي ديبوراه كاوي، وهى كاتبة مسرحية حائزة على جوائز ومنتجة وفنانة مؤدية، وحاليًا، المدير الفني المنتج لمؤسسة تيبير للفنون والمدير الفني لمهرجان كمبالا الدولي للمسرح، عملت مع معهد صن دانس لبرامج المسرح، قسمت وقتها بين مدينة نيويورك ومدن مختلفة في شرق أفريقيا، وقادت مبادرة صن دانس شرق أفريقيا، حصلت كاوي على دبلومة في الموسيقى والرقص والدراما، ودرجة الماجستير في الفنون الجميلة وفي الكتابة للأداء من معهد كاليفورنيا للفنون، تشمل مسرحيات السيدة أسيموي الأخيرة: التلال الحمراء، والعالم المنسي، هل يعرفون أنه الكريسماس؟، أرض الميعاد، فازت مسرحيتها الإذاعية (تبدو ك ويل سميث/ ويل سميث يبدو شبه)، بجائزة في مسابقة الكتابة المسرحية من بى بى سي خدمة عالمية للأداء الافريقي.
وفي لافتة إنسانية كرم مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي خلال حفل إفتتاح الدورة 30، الناقدة الشابة الراحلة رانا أبو العلا، التي وافتها المنية الأسبوع الماضي بعد تعرضها لحادث سير.
وعرضت مسرحية "تشارلي" إخراج أحمد البوهي، وتأليف الدكتور مدحت العدل، ويعرض على خشبة المسرح الكبير بدار الأوبرا المصرية، والذي وقع عليه اختيار اللجنة العليا للمهرجان، ليكون عرض الافتتاح.
وتتناول المسرحية حياة الممثل البريطاني الأصل تشارلي شابلن (1889-1977)، أيقونة السينما الصامته، حيث أصبح "تشابلن" أيقونة في جميع أنحاء العالم من خلال شخصيته الشهيرة "المتشرد، الصعلوك أو المتسَكِّع"، ويعتبر من الشخصيات الأبرز في تاريخ صناعة السينما. امتدت حياته المهنية لأكثر من 75 سنة، من بداية طفولته في العصر الفيكتوري وحتى قبل وفاته بسنة، شملت التملق والجدل.
وتحاكي مسرحية "تشارلي شابلن"، جوانب إنسانية من حياة أسطورة السينما الصامتة، من خلال الغناء والاستعراضات، بالإضافة إلى عرض أبرز أفلامه التي ساهمت في خلق جماهيريته وشعبيته الجارفة.
عرض تشارلي عبارة عن مسرحية غنائية استعراضية تدور أحداثها حول حياة واحد من أشهر ممثلي السينما في العالم "تشارلي شابلن" ومدى تأثيره في صناعة الأفلام العالمية، وتروي المسرحية قصته من جانبها الإنساني، وتلقي الضوء على المراحل والصعوبات التي تخطاها في رحلته ومشواره الفني.