تمر، اليوم، ذكرى رحيل الإمام البخارى، أحد أشد الأئمة وأدقهم نقلا عن النبى محمد صلى الله عليه وسلم، حتى أصبح صحيح البخارى من الثوابت والمعتمد عند المسلمين، إذ رحل فى يوم 30 من شهر رمضان عام 256هـ الموافق 1 سبتمبر من عام 870 ميلادية، عن عمر ناهز الاثنين وستين عامًا.
ويعد الإمام البخارى واحدًا من أهم علماء الحديث على مر التاريخ عند أهل السنة والجماعة، لكنه أيضًا أحد أكثر العلماء إثارة للجدل حتى الآن، رغم أن كتابه صحيح البخارى يعد فى رأى كثير من الفقهاء أصح كتاب بعد القرآن والسنة.
اسمه أبو عبد الله محمد بن إسماعيل البخارى، ولد فى بخارى إحدى مدن أوزبكستان الحالية عام 194 هجرية (الموافق 810م)، وحصل البخارى على مكانته بسبب جمعه للحديث النبوى، حيث صنفه فى النص المعروف بـ صحيح البخارى، والذى يعتمد عليه أهل السنة بصورة كبيرة مؤكدين أنه أصح كتاب إسلامى بعد القرآن الكريم.
وحصل البخاري على شهرة ومكانة واسعة بسبب جمعه للحديث النبوي، والذي صنفه في النص المعروف بـ "صحيح البخاري"، ويعتمد أهل السنة على هذا الكتاب بشكل كبير، ووفقا لكتاب "مدخل إلى صحيح البخاري" فإن شهرة البخاري جاءت كونه، حدَّث بكتابه في عدة بلاد أمام جموع تصل إلى الآلاف، كذلك روى عن البخارى كتابه عدد كبير من التلاميذ نقلوه إلى الطبقة التي بعدهم.
ويوضح الكتاب سالف الذكر أنه هكذا رُوي طبقةً بعد طبقة من قبل جمع عن جمع، حتى وصل إلينا بطريق التواتر، وما يزال الكتاب من زمان مؤلفه إلى هذا اليوم يُقرأ ويُدرَّس في المساجد والمدارس الإسلامية في كل مدينة من مدن الإسلام الكبرى.
وبحسب موسوعة "قصة الإسلام" فإن الإمام البخاري كان دائما محلَّ قبولِ وثناء عامة الأئمة عبر التاريخ، ولا يوجد كتاب لدى المسلمين، نال الحظوة والسمعة والشهرة عند جمهور الفقهاء والشيوخ كصحيح البخاري، ونال بنفس القدر والقسط من التبجيل والتكريم والتعظيم، فهو أصح كتاب بعد القرآن (فيما يخص نصوص الشرع)، وقد انعقد إجماع الأمة على أن التراجم التي وضعها البخاري تدل عن فهم عميق ونظر دقيق في معاني النصوص، فهو محل اتفاق بين عامة العلماء عبر القرون بعد أن أصبح البخاري محل قَبول منهم على كثرة دراسته والكتابة عنه أو عن جانب منه.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة