توصلت دراسة أمريكية جديدة إلى أن البشر ربما كانوا على وشك الانقراض منذ ما يقرب من مليون عام، حيث ظل عدد سكان العالم عند نحو 1300 نسمة فقط لأكثر من 100 ألف عام.
وأضاف الباحثون أن هذا ربما لعب دورًا رئيسيًا فى تطور الإنسان الحديث وأقرب أقربائه المنقرضين، وهم إنسان النياندرتال ذو الحواجب الكثيفة والدينيسوفان الغامض.
وأشارت الأبحاث السابقة إلى أن الإنسان الحديث نشأ منذ نحو 300 ألف سنة فى أفريقيا، ومع وجود عدد قليل جدًا من الحفريات التى تعود إلى ذلك الوقت تقريبًا، لا يزال الكثير غير مؤكد حول كيفية تطور السلالة البشرية قبل ظهور الإنسان الحديث.
ولمعرفة المزيد عن الفترة القريبة من تطور الإنسان الحديث، قام العلماء بدراسة الجينوم لأكثر من 3150 إنسانًا حديثًا من 10 مجموعات سكانية أفريقية و40 مجموعة غير أفريقية، فطوروا أداة تحليلية جديدة لاستنتاج حجم المجموعة التي تشكل أسلاف الإنسان الحديث من خلال النظر في تنوع التسلسل الجيني الذي يظهر في أحفادهم.
وتشير البيانات الجينية إلى أنه منذ ما بين 813.000 و930.00 سنة مضت، واجه أسلاف الإنسان الحديث "عنق زجاجة" شديدًا، حيث فقدوا نحو 98.7% من أعدادهم المتكاثرة.
وقال وانججي هو، المؤلف الرئيسي للدراسة في كلية إيكان للطب في ماونت سيناي بمدينة نيويورك، لموقع Live Science: "لقد عانى أسلافنا من عنق الزجاجة السكاني الشديد لفترة طويلة جدًا لدرجة أنهم واجهوا خطرًا كبيرًا للانقراض".
وقال كريس سترينجر، عالم الحفريات في متحف التاريخ الطبيعي في لندن والذي لم يشارك في الدراسة الجديدة، لموقع Live Science: "الحجم السكاني المقدر لنسب أسلافنا صغير، ومن المؤكد أنه كان سيقربهم من الانقراض".
ولاحظ العلماء أن هذا الانهيار السكاني تزامن مع البرودة الشديدة التي أدت إلى ظهور الأنهار الجليدية، وانخفاض درجات حرارة سطح المحيط، وربما فترات الجفاف الطويلة في أفريقيا وأوراسيا.
ولا يزال العلماء لا يعرفون كيف أثر هذا التغير المناخي على البشر لأن الحفريات البشرية كانت متناثرة نسبيًا خلال هذا الوقت، ربما بسبب انخفاض عدد السكان.