يحتفل المطران جورج شيحان، رئيس أساقفة إبروشية القاهرة المارونية لمصر والسودان، والرئيس الأعلى للمؤسسات المارونية فى مصر، والزائر الرسولى على ىشمال أفريقيا، اليوم العاشر من سبتمبر الجارى بالذكرى الحادية عشر على اختياره مطرانا لكرسى ابرشية القاهرة المارونية.
المطران شيحان ليس غريبا على مصر، فآل شيحان عائلته كانوا من أكبر عائلات مدينة المنصورة، الذين عملوا بالتجارة والصناعة هناك ولا سيما تجارة القطن، وكان أبرزهم حيدر باشا شيحان (ابن عم جده) والذى كان صديقا للامام محمد عبده، ورجال عصره من السياسيين والمفكريين، ومازال له شارع يحمل اسمه فى حى الحسينية فى المنصورة ويعرف بـ"شارع حيدر".
المطران من مواليد جونيه (شمال بيروت) عام 1953، ودرس فى المدرسة الأكليريكية فى "غزير" ثم درس الفلسفة واللاهوت فى جامعة "الروح القدس الكسليك"، ثم التحق بالجامعة الكاثوليكية فى باريس، ونال إجازة فى التربية والشئون الرعوية، وسيم كاهنا عام 1979، وجاء مطرانا لإبرشية القاهرة المارونية لمصر والسودان عام 2012، قادما من عمان بعدما أسس أول رعية مارونية فى المملكة الأردنية على اسم "مار شربل".
وألف المطران شيحان كتابه الأول: "أول كنيسة مارونية فى مصر" عام 2021، وينتظر هذا العام صدور عدة مؤلفات وكتب عن "المركز المارونى اللبنانى للثقافة والإعلام بالقاهرة".
الزميل محمد الأحمدى مع المطران جورج شيحان
والتقى اليوم السابع المطران جورج شيحان فى كنيسة القديس يوسف بالظاهر وإلى نص الحوار:
متى بدأ تاريخ الطائفة المارونية فى لبنان ، ومتى جاءت إلى مصر؟
- الطائفة المارونية تنتسب إلى أبو الطائفة وهو القديس مارون الناسك، الذى عاش فى القرن الرابع الميلادي. ومن ثم حملت اسمه الطائفة، ثم كان أول بطريرك مارونى للكنيسة وهو مار يوحنا مارون الذى عاش فى القرن السابع في كفرحى (البترون)، وأسس أول بطريركية مارونية هناك عام 685.
جاءت الطائفة المارونية إلى مصر عام 1745 حيث كرس الراهب الحلبى (المريمي) موسى هيلانة أول كنيسة مارونية فى دمياط، وهى كنيسة البارجة وهى أول كنيسة مارونية فى مصر وأفريقيا.
هى أبرز أماكن تواجد الطائفة فى الوطن العربي. وما اهم وأبرز أبنائها من رجال الفن والفكر؟
- بالتأكيد أكبر تجمع مارونى موجود فى لبنان، ويوجد موارنة فى سوريا والأردن ومصر والأراضى المقدسة، ولنا كنيسة مارونية فى الخرطوم. كما منحنى قداسة البابا فرنسيس صفة زائر رسولى على شمال أفريقيا لمتابعة أحوال بعض أبنائنا الموارنة فى دول الشمال الأفريقى كالمغرب والجزائر وليبيا وتونس. هناك كثيرون من أبناء الطائفة المارونية هم الرواد والمؤسسون وأصحاب النهضة الثقافية والفكرية والفنية فى مصر والعالم العربى، وكلها أسماء غنية عن التعريف، أبرزهم: مى زيادة، آسيا داغر، لور دكاش، داود بركات، أنطون الجميل، يوسف الخازن، سليمان البستانى (اول وزير مسيحى فى الخلافة العثمانية)، فؤادالشمالى، كريم تابت (مستشار الملك فاروق)، إسكندر الشلفون (مؤسس معهد الموسيقى)، مارون وسليم نقاش من رواد المسرح العربى، وكثيرين غيرهم.
ما هو الدور الذى قمتم به لتوثيق تاريخ الطائفة المارونية فى مصر؟
فى البداية فتحتُ أبواب الابرشية لكل من كانوا من أبناء وأحفاد الموارنة وانتقلوا بظرف الزيجات أو العمادة أو قلة الكنائس المارونية فى الدلتا والصعيد الىطوائف مسيحية أخرى. هذه اعتبرها أولى مراحل التوثيق لأن هولاء جاءوا يحكوا أحداث وذكريات آبائهم وأجدادهم (الموارنة القدامى). ثانى خطوة قمتُ بتأسيس "المركز المارونى اللبنانى للثقافة والإعلام بالقاهرة" فى مارس 2020 ليكون منبرنا الإعلامى ومنارتنا الثقافية التى من خلالها نقوم بجمع تراث الآباء والمطارنة وتراث الأجداد من مفكرين وأدباء وصحفيين من أبناء الطائفة. وأصدرنا من أعماله عدة كتب، قمتُ بوضع كتابى الأول هو: "أول كنيسة مارونية فى مصر" يؤرخ لكنيسة البارجة أول كنيسة مارونية كُرست عام 1745 فى دمياط، وقمنا بجمع مقالات مى زيادة فى الأهرام وأصدرناها فى كتاب بالتعاون معمؤسسة الأهرام. كذلك أصدرنا كتاب "البطريرك الحويك حائك أساسات إبرشية القاهرة المارونية"، ونكمل المسيرة بإصدارات وأعمال أخرى قريبا.
ما هى أبرز قوانين الأحوال الشخصية الخاصة بالطائفة المارونية؟
الطائفة المارونية هى طائفة كاثوليكية وتخضع لقوانين الكنيسة الكاثوليكية فى العالم، كما أن هناك قانون خاص للكنائس الشرقية صادر عن الفاتيكان.
ماهو تقييم نيافتك لمؤسسات بيت العائلة المصرية ولمجلس كنائس مصر؟
- كل مؤسسة كنيسة روحية تهدف إلى خير الإنسان ونموه الروحى والاجتماعى، ولمؤسسة بيت العائلة المصرية ومجلس كنائس الشرق الأوسط دور أساسيات تقارب العائلات الروحية بعضها البعض، وكى تعيش شهادتها فى مجتمعها.
ما هى أبرز مشاركات الطائفة المارونية فى أنشطة المجتمع المصرى اجتماعيا وتعليميا وصحيا؟
- الكنيسة المارونية لها دورها المعروف منذ القدم فهى تقدم خدمتها الطبية والتعليمية. الكنيسة بجانبها المدرسة، أو المشفى. أتذكر الأب المارونى بطرس ذكره، الذى ترك الكنيسة ونزل يداوى أبناء مصر أثناء فترة الطاعون أيام الحملة الفرنسية وتوفى بعدما تعرض للإصابة به. وأتذكر أيضًا المنسينيور يوحنا طعمة الذى كرمه الرئيس الراحل جمال عبد الناصر فى عيد العلم. نحن نؤمن بأهمية التعليم ودوره ولنا مدرستان: واحدة تابعة للإبرشية فى حى الظاهر، وآخرى تابعة للرهبنة المريمية المارونية والتى لها مشفى أيضا فى حى مصر الجديدة.
نريد أن نتعرف على وضع مصر الحالى ومقارنته بوضعها أيام فترة الإخوان؟
- وضع مصر كان صعبا للغاية أيام فترة الإخوان، وكنت حزينا جدا على مصر أنا وكل اللبنانيين والموارنة المحبين لمصر وما وصلت إليه من تدنى وانهيار. وكنا نصلى كى ينقذ الله مصر وينجينا من هذا الشر، فكانت ثورة 30 يونيو التى كرست لمصر الجديدة بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسى الذى يحظى بحب كبير فى لبنان من قادتها ومن أبنائها. كما أنه يحظى أيضا بشعبية كبيرة عند كل مسيحى مصر، ودائما أذكره فى القداس وأشكره على محبته لنا.. أدعو أن يوفقه الله فى مسيرته لبناء مصر الجديده ويحفظه من كل شر.
ما هى طموحات وأمنيات المطران شيحان بالنسبة له وللطائفة المارونية فى مصر؟
أحلم بتخصيص يوم عيد للوحدة الوطنية، أو يوم للتعايش بين المسيحيين والمسلمين فى مصر. وكذلك اسعى لتدشين "بيت الحويك للثقافات الحضارات" فى مدينة الإسكندرية. ونعد الآن كتيبا لمسار الآباء الموارنة فى مصر وكنائسهم القديمة، كتشجيع للسياحة الدينية فى مصر.
الزميل محمد الأحمدى والمطران جورج
المقابلة
جانب من الحوار مع المطران جورج
جانب من الحوار
جانب من اللقاء
جانب من المقابلة
جانب من لقاء المطران
الزميل محمد الأحمدى والمطران جورج
المقابلة
جانب من الحوار مع المطران جورج
جانب من الحوار
جانب من اللقاء
جانب من المقابلة
جانب من لقاء المطران