أشرف مروان رجل هز تل أبيب.. كابوس يطارد إسرائيل منذ 50 عاما.. رواية إسرائيلية مضللة حول تعاونه مع الموساد فى حرب أكتوبر.. مؤرخ إسرائيلى بارز: كان عميلا مصريا بارعا.. وكيف سقطت "الموساد" فى اختبار ساعة الصفر؟

الأحد، 10 سبتمبر 2023 01:00 م
أشرف مروان رجل هز تل أبيب.. كابوس يطارد إسرائيل منذ 50 عاما.. رواية إسرائيلية مضللة حول تعاونه مع الموساد فى حرب أكتوبر.. مؤرخ إسرائيلى بارز: كان عميلا مصريا بارعا.. وكيف سقطت "الموساد" فى اختبار ساعة الصفر؟ أشرف مروان
كتب - عبد الوهاب الجندى ـ نهال أبو السعود

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
  • كيف استقبلت تل أبيب "زلزال العبور"؟

  • عقيد متقاعد فى الاستخبارات الإسرائيلية يعترف: أشرف مروان خدر قيادات تل أبيب

  • الإعلام العربى: قاد "الخدعة الكبرى" فى الحرب

  • وثائق إسرائيل السرية تكشف أسرارا جديدة لمعركة التحرير

  • "جولدا مائير" تعترف: طرد السادات للخبراء الروس "شوش أفكارى» وساهم فى قبول التقديرات التى تقلل من احتمالات "الهجوم المصرى"

خمسون عاما على ذكريات فخر وانتصار، قبل نصف قرن كان جنود مصر البواسل يعبرون خط بارليف الذى وصف حينها بـ"المنيع".. وعلى الجانب الآخر من الساتر الترابى، كان الواهمون بدولة حدودها من النهر إلى البحر على موعد مع بداية الانكسار، وكان هناك دور كبير لأشرف مروان الذى شككت إسرائيل وجهاز الموساد، فى ولائه لوطنه، لكنه يعد آخر شهداء حرب أكتوبر المجيدة، فما الذى جرى خلف خطوط العدو؟ كيف كانت الإخفاقات داخل أروقة حكومة جولدا مائير وجيش الاحتلال قبل انطلاق الحرب؟ وكيف كانت الساعات الست الأولى للقتال حاسمة للجانبين المصرى والسورى وأفقدت "العدو" توازنه فى ست ساعات؟ وكيف مر صباح اليوم التالى للهزيمة على تل أبيب ومسؤوليها؟

- دور أشرف مروان فى انتصار حرب أكتوبر

وعن دور المصرى أشرف مروان الذى ضلل إسرائيل واستخباراتها العسكرية بالمعلومات قبل الحرب، وحاولت "تل أبيب" مؤخرا فى تضارب واضح للرواية الإسرائيلية التشكيك فى ولائه لوطنه، ذكرت سائل إعلام إسرائيلية، قبل أشهر أن أشرف مروان ضلل وخدع تل أبيب، فى حرب أكتوبر 1973، والمعروفة لدى الاحتلال بـ"يوم الغفران". 
 
 
Ashraf_Marwan
 
 
وقالت صحفة إسرائيلية إن فيلم "جاى ناتيف" الذى يحكى قصة حياة رئيسة وزراء إسرائيل الراحلة جولدا مائير، سلط الضوء على جهود "الجاسوس الكبير" الذى كانت إسرائيل وظفته فى محيط الرئيس المصرى السادات – فى إشارة للعميل المزدوج أشرف مروان – والذى حذر من حرب ستندلع يوم كيبور "أى يوم الغفران"، رغم أنه قال لهم إن الحرب ستندلع فى السادسة مساء، وليس الساعة الثانية بعد الظهر كما اندلعت بالفعل، وهو بمثابة خدعة كبيرة لتل أبيب. 
 
وقال الموقع العبرى، إن مروان كان فى الواقع عميلا مزدوجا يهدف إلى تضليل إسرائيل، وفى وقت لاحق، بعد سنوات من الحرب كشف عن اسم هذا الجاسوس، وهو أشرف مروان مما أدى إلى وفاته بطريقة مريبة بـ"السقوط الغامض" من شرفة منزله بلندن. 
 
وكشف موقع "مكور راشون" الإخبارى الإسرائيلى، عن أضخم إنتاج سينمائى لفيلم جديد عن رئيسة وزراء إسرائيل الراحلة جولدا مائير، وتفاصيل جديدة تسرد لأول مرة عن حياتها خلال حرب السادس من أكتوبر. 
 
وذكر الموقع الإسرائيلى، أن معظم الإسرائيليين ينتظرون فيلم "جاى ناتيف" الجديد بمناسبة الذكرى الخمسين لحرب السادس من أكتوبر بين مصر وسوريا، والجيش الإسرائيلى عام 1973م، حيث يقدم زاوية جديدة حول شخصية المرأة الوحيدة التى كانت رئيسة وزراء إسرائيل. فى السياق ذاته، قال شمعون منديس العقيد المتقاعد فى سلاح الاستخبارات الإسرائيلى، "إن أشرف مروان خدر قياداتنا وكل ما يقال عنه من الجانب الإسرائيلى بلا قيمة".
 
وأكد "منديس" أن "كل ما يحتفظ به فى إسرائيل عن أشرف مروان من صور وإثباتات لا قيمة لها"، وأضاف فى محاضرة، أن "الجميع فى إسرائيل يعتقد أن أشرف مروان قدم لنا معلومات، وأن الإسرائيليين اعتقدوا أن مروان لا يعلم أننا نقارن المعلومات من أكثر من مصدر".
 
وأشار إلى أن الرئيس الراحل أنور السادات، "لم يبن جهاز استخبارات ليكون "ديكور"، فقد عمل على محوريين رئيسيين فى ذلك، الأول استراتيجى والثانى تكتيكى" بحسب وصفه. ومع حلول الذكرى الخمسين لانتصارات السادس من أكتوبر التى غيرت مجرى التاريخ، نشرت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" وثائق وشهادات لجنرالات تل أبيب التى عكست فشلا استخباراتيا وعسكريا على كل الأصعدة داخل معسكرات الاحتلال وخلف خطوط العدو.
 
وحملت الوثائق الجديدة شهادات من الأرشيف الإسرائيلى وبعض وثائق ملفات لجنة "أجرانات" التى تولت التحقيق فى حرب أكتوبر 1973 ، ومن بين تلك الوثائق شهادة لضابط يدعى يرماهو يوفال، ذكر خلالها أنه "اكتشف منذ اليوم الأول للمعركة مأزق الجيش الإسرائيلى وهو يتعرض لضربات قاتلة من قبل الجيش المصرى".
 
وبحسب "تايمز أوف إسرائيل" تتألف الملفات التى رفع عنها السرية من جانب وزارة الأمن الإسرائيلية حديثا من 15301 صورة و6085 وثيقة و215 مقطع فيديو و 40 تسجيلا صوتيا و 169 خريطة تتعلق بحرب 6 أكتوبر، بعضها لم يُسمح بنشره إلا مؤخرا.
 
وتضمنت الوثائق محاضر يومية لرئيسة الحكومة الإسرائيلية فى ذلك الوقت جولدا مائير، كما تضمنت الوثائق اجتماعات لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست المتعلقة بمسار الحرب وبإفادات مائير ووزير الأمن موشى ديان وكبار قادة الجيش أمامها.
 
وشملت الوثائق دراسات وتحقيقات أجراها الجيش بعد الحرب، حول مسارها وأداء المؤسسة العسكرية على المستويين العملياتى والاستخباراتى، بجانب المقتطفات التى قدمتها الجهات العسكرية والاستخباراتية من التقييم الأخير للمخابرات العسكرية للجيش الإسرائيلى قبل الحرب.
 
10034999094_b8b6fb6664_o
 

- جولدا وأخواتها.. ارتباك وتضارب معلومات قبل أيام من العبور

تظل الوثائق الخاصة بما جرى قبل أيام من العبور تحمل أهمية خاصة ، فبخلاف ويلات الهزيمة، تعكس المستندات الخاصة بمحاضر اجتماعات الحكومة الإسرائيلية قبل أيام وأسابيع من الحرب أن مظاهر الارتباك كانت حاضرة بقوة، وأن ثقة قادة الاحتلال فى قدراتهم لم تكن فى محلها. 
 
ومن بين الوثائق التى تم نشرها اعترافات رئيسة حكومة إسرائيل أثناء الحرب جولدا مائير، التى كشفت واحدة من هذه المستندات أنها أقرت أمام أعضاء لجنة التحقيق بالحرب "لجنة اجرانات" بقلة تجربتها وفشلها فى قراءة معلومات استخباراتية تنذر بالحرب، قائلة إنه "كان عليها أن تتخذ قرارا باستدعاء جيش الاحتياط بخلاف توصيات الاستخبارات".
 
ووفقا للوثائق، اعترفت مائير أن قرار الرئيس الراحل أنور السادات بطرد الخبراء الروس من مصر عشية الحرب بدا غير منطقى، وأسهم فى تشويش أفكارها وقبولها التقديرات التى استبعدت هجوما مصريا. 
 
وأضافت مائير إنها "لم تجرؤ" على مجابهة قائد الجيش ورئيس الاستخبارات العسكرية اللذين نفيا احتمال نشوب الحرب فى 1973، مؤكدة أن أيا منهما "لم يطالب بتجنيد الاحتياط".
 
وتتابع "طالما قالوا لى إن إسرائيل ستتلقى إنذارا مبكرا بشأن أى هجوم عربى عليها، وقد كرسنا أموالا طائلة بالاستخبارات لهذا الغرض ومع ذلك فشلنا".
 
ارتباك مائير لم يكن منفردا، فعلى صعيد الاستخبارات، ذكر تقييم سرى أعد قبل يوم واحد من الحرب ، أن احتمال تجديد المصريين لنية القتال ضعيفة جدا وأن احتمال تحرك سورى مستقل بدون المصريين غير موجود.
 
كما أعرب العميد يوآل بن بورات قائد إحدى وحدات التجسس فى ذلك الحين عن أسفه لأن الموساد عرف قبل أسبوع كامل أن مصر كانت تخطط لشن هجوم مفاجئ 1973، لكنها لم تنقل المعلومات بطريقة منظمة وصريحة إلى رئيسة الوزراء جولدا مائير أو مسؤولين آخرين.
 
وقال بورات: "بالفعل يوم الجمعة الساعة 2:30 صباحا "قبل 36 ساعة من القتال"، وصلت برقية إلى الموساد مشفرة بكلمات رمزية غامضة، لكن كلمتين منها كانتا واضحتين تماما: "الحرب وشيكة" وباستثناء الثلاثة "رئيس الموساد ، ومدير المكتب ، ورئيس المخابرات العسكرية"، لم يسمع أحد بالمعلومات - لا رئيس الوزراء ، ولا وزير الدفاع ، ولا رئيس الأركان".
 
 
1280px-Egypt_flag_on_6oct_war
 

- 120 دقيقة قبل زلزال أكتوبر

حسب إحدى الوثائق، فإنه قبل 120 دقيقة من اندلاع الحرب فى السادس من أكتوبر 1973، وتحديدا فى الساعة الثانية عشرة ظهرا، عرضت شعبة الاستخبارات العسكرية "معلومات استخبارية" وصفت بـ"المربكة" وحملت الرقم "433"، حيث أشارت إحدى هذه المعلومات إلى أنه تم رصد توجه لدى المصريين والسوريين لشن حرب فورا، لكن محللى المعلومات فى الشعبة قدروا أنه لم يتخذ قرار بعد فى القاهرة ودمشق بشن الحرب من منطلق أن المصريين والسوريين "يعون أنه لا يوجد احتمال لتحقيق انتصار فى الحرب".
 
وحسب الوثائق، فإن الدوائر العليا فى اسرائيل أصرت على تقديراتها غير الجازمة بشأن نوايا مصر وسوريا رغم أنه حصل على معلومات موثوقة حول نوايا الجانبين لشن الحرب، فبحسب وثيقة منفصلة لضباط برتب متوسطة داخل جهاز الاستخبارات العسكرية ، ذكر خلالها أن الاعتقاد الذى كان سائدا هو أن مصر وسوريا تتجهان لشن حرب على إسرائيل، بخلاف تقديرات رئيس الجهاز الجنرال إيلى زعيرا".
 
ومن هذه الشهادات التى عكست تحذيرات لم يلتفت إليها القادة فى إسرائيل شهادة قائد وحدة التنصت يوئيل بن بورات، التى يؤكد فيها توفر معلومات "تكفى لاستطلاع نوايا العدو آنذاك لم يكن هناك سبب لكى نفاجأ".
 
وجاء فى التقييم الاستخباراتى: "يبدو لنا أن مصر وسوريا تنسقان خطواتهما إن جيوش مصر وسوريا جاهزتان أساسا للحرب، والقوات القريبة من الحدود تتمتع بقوة غير مسبوقة، إذا تم اتخاذ قرار على المستوى الاستراتيجى لبدء القتال، فسيكونون قادرين على القيام بذلك من الإعداد الحالى دون الحاجة إلى استعدادات إضافية، من ناحية، نفترض أن المستوى الاستراتيجى فى مصر وسوريا على علم بذلك، ومن ناحية أخرى، نشهد استعدادات عسكرية واسعة وأخبار عن اتجاهات تشير إلى بدء حرب فى الإطار الزمنى الفورى".


- ما بعد العبور

غرور ما قبل الحرب ، وارتباك العبور فى الداخل الإسرائيلى مهدا بطبيعة الحال الطريق أمام رحلة أطول من الفوضى داخل معسكرات الاحتلال فى الأيام التالية للسادس من أكتوبر 1973، وهو ما نقلته إحدى الوثائق عن ضابط كبير عمل فى لواء الأبحاث التابع لشعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية "أمان" حيث قال: "لو كان بإمكاننا منع المفاجأة ، لكان الرأى العام قد تجاوز فشلنا فى هذه الحرب ، لكن هذا لم يحدث". وفى الوثائق الخاصة بما بعد العبور، يرد اسم آرئيل شارون فى سجل يوميات مدير مكتب رئيس أركان الجيش، الذى كان يعتزم تقديم شارون لمحاكمة عسكرية وطرده من الجيش لتجاوزاته. وتدل الوثائق على حالة اليأس لدى رئيس أركان الجيش فى التاسع من أكتوبر، أى ثالث أيام الحرب، حيث يقول: "ميزان القوى فى غير صالحنا بشكل خطير للغاية، إنهم يعيدون ترتيب صفوفهم وسيقضموننا".
 
وفى ظل هذه الأجواء السائدة فى غرفة قيادة الحرب، طُرحت أفكار مختلفة للخروج من الورطة، منها عرض رئيس أركان الجيش "مهاجمة دمشق وضربها بقوة حتى يطلبوا وقف إطلاق نار، وإذا رفضوا سنكسر سوريا"، أما ديان فاقترح "ذبحهم" فى سياق السوريين، و"الذبح بدم بارد" فى إشارة للمصريين.
 
ووفقاً للوثائق، فقد أصيب ديان بحالة هلع، وقال إن طهذه الحرب هى حرب "على أرض إسرائيل"، مطالبا بتغيير القادة الميدانيين وجلب جنود يهود من العالم، وتدريب مسنين وصغار فى السن للقتال. لكن الذروة فى ما تكشفه هذه اليوميات، هى "الفكرة المجنونة"، بحسب تعبير الموقع، التى طرحتها جولدا مائير، فى التاسع من أكتوبر ؛ وهى القيام بزيارة سرية للولايات المتحدة ولقاء الرئيس الأمريكى ريتشارد نيكسون، لمطالبته بتزويد إسرائيل وبسرعة بالعتاد والسلاح، وأن يعطوا إسرائيل دعما وسلاحا كما لو كانت ساحة القتال، أى ساحة للجيش الأمريكى ليقدموا كل ما يلزم.
 
وفى ذلك اليوم، أعرب رئيس الأركان الإسرائيلى عن أمله بالتوصل لوقف لإطلاق نار، معترفاً بأنه "يشك بإمكانية إنهاء الحرب دون خسارة أراضٍ، وأنه فى حال عرضوا اتفاقا لوقف إطلاق النار لوافقت". من جانبه، حذر موشيه ديان من فتح جبهة شرقية، يقوم بها الأردن والعراق.
 
ووفقاً للتقرير والوثائق التى كشف عنها، فإن التغيير حدث لأول مرة فى 11 أكتوبر، حيث سجلت أول تصريحات متفائلة على ضوء "تحقيق نتائج رائعة على الجبهة الجنوبية"، و"وضعنا على الجبهة الشمالية جيد إلى جيد جدا".
 
اليوم السابع - مروان أشرف
 
 









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة