تحت عنوان "المناظر الملونة من معبد وادي السبوع للملك أمنحتب الثالث،" افتتح منذ قليل، مؤمن عثمان رئيس قطاع المتاحف بالمجلس الأعلى للآثار، وTobias Krause نائب السفير الألماني بالقاهرة معرض أثري دائم بالمتحف المصري بالتحرير، وذلك بالتعاون بين المتحف وجامعة ميونخ ومتحف هيلدسهايم بألمانيا.
حضر الافتتاح كل من الدكتور على عبد الحليم مدير عام المتحف المصري بالتحرير والدكتور ديتريش راو مدير المعهد الألماني للآثار بالقاهرة، والدكتورة Martina Ullmann أستاذ الآثار المصرية بجامعة ميونخ، والدكتورة Regine Schlz مدير معهد هيلدسهايم بألمانيا، وعدد من أساتذة الآثار بالجامعات المصرية والألمانية.
وأوضح مؤمن عثمان أن المعرض يعد استمرار لأوجه التعاون القائم بين المجلس الأعلى للآثار والجانب الألماني والذي يمتد لسنوات طويلة، واصفًا إياه بثمرة نجاح المشروع البحثي الذي تضمن الدراسة الأثرية والترميم لعدد سبع لوحات أثرية من معبد الملك أمنحتب الثالث بوادي السبوع بعد إنقاذه ضمن حملة إنقاذ آثار النوبة، وتم نقلها للمتحف المصري بالقاهرة حيث ظلت محفوظة في البدروم حتى عام 2010، عندما بدأ المتحف المصري التعاون مع متحف هيلدسهايم في دراسة وترميم وصيانة هذه القطع النادرة تمهيدًا لإعادة عرضها.
وأعرب مؤمن عثمان عن سعادته بافتتاح هذا المعرض لاسيما وأنه حضر بدايات أعمال ترميم هذه اللوحات حيث كان يتولي رئاسة فريق عمل مشروع الترميم قبل توليه رئاسة قطاع المتاحف، لافتا إلى أن هذا المشروع يعد أحد أهم مشروعات الترميم والذي أيضا تضمن الدراسة الأثرية والثوثيق للوحات، وذلك باستخدام أحدث الوسائل العلمية.
ومن جانبه أكد د. على عبد الحليم مدير عام المتحف المصري بالتحرير على أهمية هذه اللوحات من الناحية الأثرية والتاريخية حيث أنها تعبر عن سيطرة الملك أمنحتب الثالث على الجنوب، فضلا عن أنها تعكس أسلوب مميز للفن والعقيدة المصرية القديمة خلال فترة حكم هذا الملك.
وأضاف أن هذه اللوحات عبارة عن طبقة من الطين يعلوها مناظر ملونة للملك أمنحتب الثالث يقدم القرابين للآلهة العديدة وعلى رأسها الإله آمون "سيد الطريق".
ومن جانبه أثني الدكتور ديتريش راو على هذا المجهود الكبير الذي بذله فريق العمل لترميم هذه اللوحات، معربا عن كامل تقديره للتعاون المثمر بين مصر والجانب الألماني في مجال العمل الأثري والمتحفي، متمنيا استمرار هذا التعاون خلال الفترة القادمة وتحقيق المزيد من الإنجازات.
وحرصتا كل من. Dr. Martina Ullmann و Dr.Regine Schulz على استعراض مراحل المشروع من خلال عرض تقديمي بدءا من نقل اللوحات إلى المتحف ودراستها أثريا وتوثيقها مرورا بأعمال الترميم حتى آخر مراحله والتي أثمرت عن افتتاح هذا المعرض الهام.
تجدر الإشارة إلى أنه تم اختيار القاعة رقم 13 بالدور الأرضي من المتحف المصري بالقاهرة ليقام بها المعرض حيث أنها في المنطقة الواقعة خلف ما يعرف بالبركة وتحديدا خلف التمثالين العملاقين للملك أمنحتب الثالث وزوجته تي وهي المنطقة ذاتها من المتحف التي تؤدي إلى آثار ابنه الملك اخناتون.
وقد تم اختيار هذا المكان خصيصا بناء على فلسفة خاصة تعكس المرحلة الانتقالية للفن المصري القديم ما بين بداية حكم الملك أمنحتب الثالث وبين الفترة المعروفة باسم فن العمارنة، ولذلك يحتوى المعرض أيضا على تماثيل من البازلت الأسود لأمنحتب الثالث ببطن ممتلئة تعبيرا عن بداية فترة ما يعرف بالفن الآتونى، هذا فضلا عن تمثال للملكة تي زوجة أمنحتب الثالث تحمل فوق رأسها تاجا مميزا عليه خراطيش باسم زوجها أمنحتب الثالث.