تمر هذه الأيام الذكرى الثلاثين على رحيل الموسيقار الكبير بليغ حمدي، إذ رحل فى 12 سبتمبر عام 1993، وهو ملحن ومغني مصري، أحد ابرز الموسيقيين المصريين والعرب ولد في حي شبرا بالقاهرة في 7 أكتوبر 1931 وكان والده يعمل أستاذاً للفيزياء في جامعة فؤاد الأول (جامعة القاهرة حالياً). أتقن العزف على العود وهو في التاسعة من العمر، في سن الثانية عشر حاول الالتحاق بمعهد فؤاد الأول للموسيقى إلا أن سنه الصغير حال دون ذلك.
وفي عام 1984 انقلبت حياة بليغ حمدي رأسا على عقب بعد اتهامه بقتل الفنانة المغربية سميرة مليان، حيث عثر على جثتها أسفل شرفة منزله، وهرب بليغ للخارج خوفا من السجن، ولكنه عاد للوطن بعد إثبات براءته عام 1989.
دخلت المطربة المغربية سميرة مليان، الوسط الفنى من أوسع أبوابه، عن طريق الموسيقار الشهير بليغ حمدى، وهو أشهر ملحن مصرى وعربى أنذاك، وفى نفس الوقت كان يُقيم فى بيته ما يُشبه الحفلات الموسيقية، وفى تلك الحفلات كان يحضر كل نجوم ومشاهير المجتمع، بمعنى أن سميرة إذا غنت فى ذلك الجمع فسوف يذيع صيتها سريعًا، وهذا ما حدث بالفعل، إذ أنها مع أول حفلة من الحفلات لقت الإشادة والإعجاب من الجميع.
فى إحدى الليالى، وفى واحدة من الحفلات الموسيقية التى كان ينظمها بليغ حمدى لضيوفه من الأصدقاء والمشاهير فى عالم الفن، قدم بليغ سميرة ثم أخبر الجميع برغبته الشديدة فى النوم، كان الأمر غريبًا ومُدهشًا، فبليغ حفلة كهذه ويذهب للنوم، كما أن الحفلة تقام فى منزله، ويقال إنه نام لساعة واحدة فقط ثم خرج أمام الجميع فزعًا أمام صريخ الحضور - لقد عُثر على جثة سميرة مليان - تحت شرفة بليغ حمدى.
بعد العثور على جثة سميرة عارية تماماً تحت شرفة بليغ حمدى، اختفى الملحن الشهير، وسط أقاويل بين انتحار الفنانة الصاعدة، وبين تورط بليغ حمدى فى قتلها.
انتشر الخبر من الزمالك إلى مصر كلها وأصبحت قضية رأي عام عُرفت بقضية الثمانينات، والذي كان بطلها بليغ حمدي، الذي تعرض للعديد من الاتهامات بقتل هذه الفتاة مما اضطره إلى الهروب خارج مصر، وظل ما يقرب من 5 سنوات بعيدًا عن مصر، حتى صدر حكم ببراءته ليعود مجددًا إلى القاهرة، ولكن مثقلًا بالهموم والأمراض.
وعند عودته أراد أصدقائه في الوسط الاحتفال به، فاقترح صديقه سمير صبرى إقامة سهرة مفتوحة فى الفندق الذى يغنى فيه احتفالًا بعودة بليغ، وبالفعل حضرها حشد غير مسبوق من النجوم، بل إن بعضهم جاء من بلدان عربية للاحتفال بالموسيقار العائد، واعترف سمير صبرى: أصر مدير الفندق وقتها على أن يتكفل بكل نفقات الحفل إكرامًا لبليغ.
على الرغم من تبرئته وحفظ القضية ضد مجهول، إلا أنه لم يطيق نظرات الناس وألسنتهم، وبعد مضي السنوات عادت مرة آخرى ليبدأ رحلة معاناة مع مرض الكبد انتهت بوفاته في 12 ديسمبر 1993.