يبدأ شهر توت أول شهر بالتقويم القبطى الثلاثاء المقبل 12 سبتمبر، حيث تحتفل الكنيسة فيه بعيد النيروز، وجاء تسمية شهر توتنسبة إلى الإله "تهوت" أو "تحوت" إله الحكمة والعلوم والفنون والاختراعات ومخترع الكتابة ومقسم الزمن، ويصور بشكل رجل رأسه رأس طائر اللقلق.
وكان يحتفل باليوم الأول منه ويستمر الاحتفال به أسبوعًا، حتى أيام الظاهر بيبرس الذى منع الاحتفال به عام 1100 م. لتطرف الغوغاءفى استخدام الحرية، ثم عاود الأقباط إحيائه فى وقت الراحل تادرس بك شنودة المنقبادى فى مصر ويسمى (النيروز) وهى كلمة فارسيةمعناها اليوم الجديد، ومن أبرز أمثال الشهر: توت رى لا يفوت، ومن أشهر محاصيله: رطب توت.
وأختار الإله تحوت بداية السنة المصرية مع موسم الفيضان لأنه وجد نجمة الشعرى اليمينية تبرق فى السماء بوضوح فى هذا الوقت من العام، مما يعنى أنالسنة القبطية، سنة نجمية وليس شمسية، وبالتالى لم تتأثر بهذا التعديل وذلك لأن الشمس تكبر الأرض بمليون وثلث مليون مرة والشعرى اليمينية تكبر الشمسبـ200 مرة، مما يعنى أنها أكبر من الأرض بـ260 مليون مرة مما يجعل السنة النجمية أدق عند المقارنة بالشمسية.
ومع عصر دقلديانوس احتفظ المصريين بمواقيت وشهور السنة التى يعتمد الفلاح عليها فى الزراعة مع تغيير إعداد السنوات لجعله السنة الأولى لحكمدقلديانوس والتى تساوى 82 ميلادية و1 قبطية و4525 توتية (فرعونية)، ومن هنا أرتبط النيروز بعيد الشهداء، حيث كان فى تلك الأيام البعيدة يخرج المسيحيينفى هذا التوقيت إلى الأماكن التى دفنوا فيها أجساد الشهداء مخبئة ليذكروهم، وأحتفظ الأقباط بهذه العادة حتى أيامنا، وهى أن عيد النيروز هو أقدم عيدلأقدم أمة.
أصل التسمية
ويعتبر عيد النيروز عيد رأس السنة المصرية هو أول يوم فى السنة الزراعية الجديدة، حيث أتت لفظة نيروز من الكلمة القبطية nii`arwou (نى - يارؤو) = الأنهار، وذلك لأن ذاك الوقت من العام هو موعد اكتمال موسم فيضان النيل سبب الحياة فى مصر، ولما دخل اليونانيين مصر أضافوا حرف السىللأعرابكعادتهم (مثل أنطونى وأنطونيوس) فأصبحت نيروس فظنها العرب نيروز الفارسية، ولارتباط النيروز بالنيل أبدلوا الراء بالأم فصارت نيلوس ومنها أشتقالعربلفظة النيل العربية.
وحملت الشهور القبطية أسماء مصرية قديمة باللغة الهيروغليفية، ثم حُوِّرَتْ إلى القبطية، وشهر توت سمى بذلك نسبة إلى الإله المصرى توت أو تحوت (إلهالحكمة والعلم والكتابة وحامى الكتبة).
واحتفظ التقويم القبطى بأسماء الشهور القديمة التى عرف بها التقويم الفرعونى منذ الأسرة الخامسة والعشرين فى عهد الاحتلال الفارسى لمصر، وهذهالأشهر هى "1 توت – 2 بابه – 3 هاتور – 4 كهيك – 5 طوبة – 6 أمشير – 7 برمهات – 8 برمودة – 9 بشنس – 10 بوؤنة – 11 أبيب – 12 مسرى".
استخدامه فى الزراعة
ويستخدم الفلاحون المصريون هذا التقويم فقط فى حياتهم لارتباطه بالزراعة: من فيضان النيل وجفافه إلى زراعة المحاصيل وحصدها.
لكن مع تقدم تكنولوجيات الزراعة واستخدام الآلات وتنوع المحاصيل ـ بدلا من المحاصيل الحقلية التقليدية ـ تراجع استخدام الشهور القبطية.
وقبل عدة عقود، كان الفلاحون يعرفون تلك الشهور بملمح زراعى مميز حتى أصبحت أسماء الشهور مرتبطة بما يمكن وصفه الأمثال الزراعية.
أمثال الشهور القبطية
وحملت الشهور أسماء مصرية قديمة "هيروغليفية" ثم حورت إلى القبطية ويقسم الفلاح المصرى طوبة من حيث الطقس إلى 3 أجزاء: "طوبة" وهى العشرة أيام الأولى من الشهر حيث يشتد البرد، و"طبطب" حيث البرد الذى يجعلالإنسان "يطبطب" أى يرتعش، والعشرة أيام الأخيرة "طباطب" اى تقلب الجو من الصحو إلى الممطر.
الأمثال المرتبطة بالشهور القبطية والتى يحفظها الأجداد وينقلوها للأحفاد اليوم:
1- شهر "توت" بدايته من "11/12 سبتمبر" توت رى ولا تموت
2- شهر "بابة "بدايته من "10/11 أكتوبر" بابه خش واقفل البوابة "اتقاء للبرد"
3- شهر "هاتور" بدايته من 10/11 نوفمبر" يقول للبرد طور طور بمعنى أنه "بداية البرد" أو هاتور أبو الدهب منثور "أى القمح" أو أن فاتك هاتور اصبر لما السنة تدور.
4- كيهك أو كياك"10/11 ديسمبر" صبحك مساك شيل يدك من غداك، وحطها فى عشاك وهذا يرمز إلى أقصر أيام السنة"
5- طوبة"9/10 يناير" تخلى الشابة كركوبة نسبة إلى "البرد الشديد"
6- أمشير"8/9 فبراير" يفصص الجسم نسير نسير "أى من شدة الهواء" أو أمشير أبو الزعابير الكتير ياخد العجوزة ويطير.
7- برمهات "10/11 مارس" روح الغيط وهات "هو موعد نضج المحاصيل الشتوية"
8- برمودة"9 أبريل" برمودة دق العامودة "أى دق سنابل القمح بعد نضجها"
9- بشنس"9 مايو" بشنس يكنس الغيط كنس.
10- بؤونة"8يونيو" تنشف المياه من الماعونة وهذا يرمز إلى شدة الحر
11- أبيب"8 يوليو" "أبيب أبو اللهاليب" وهذا يرمز إلى "شدة الحر"
12- مسره" 7 أغسطس "مسرة تجرى فيه كل ترعة عسرة وهذا يرمز إلى ازدياد مياه الفيضان فتغمر الأرض
13- النسى أو الشهر الصغير" تزرع أى شيء حتى لو فى غير أوانه وينم"
سبب تناول البلح والجوافة
وقال الأنبا توما حبيب، مطران إيبارشية سوهاج للأقباط الكاثوليك، أن الأقباط الكاثوليك فى صعيد مصر يحتفلون بعيد النيروز مع إخوانهم الأرثوذكس يوم 12 سبتمبر المقبل، فيما بدأ الأقباط الكاثوليك فى القاهرة والجيزة ومحافظات الدلتا 29 أغسطس الماضى.
وتابع مطران إيبارشية سوهاج للأقباط الكاثوليك، لـ"اليوم السابع" أن الطقس المتبع فى قداسات الكنيسة خلال فترة الاحتفال هو الطقس الفرايحى، ويتناولفيه الأقباط البلح والجوافة وذلك لأن هذا العيد يرمز لبداية العام القبطى.
وأوضح أن البلح يرمز اللون الأحمر فيه إلى لون الشهداء الذين صمدوا فى وجه الطغيان واللون الأبيض يرمز لنقاء قلب الشهداء ونواه البلح ترمز لصمودهم،فيما يرمز نبات الجوافة من الداخل إلى اللون الأبيض دليل على نقاء الشهداء.