ارتفعت أسعار الذهب مع بداية تداولات الأسبوع، وذلك بعد الخسائر التي شهدتها خلال الأسبوع الماضي، يأتي هذا التعافي في أسعار الذهب قبل صدور بيانات التضخم عن الاقتصاد الأمريكي التي تصدر هذا الأسبوع، والتي من شأنها أن تؤثر على قرار البنك الاحتياطي الفيدرالي في اجتماعه الأسبوع المقبل.
وتتداول أسعار الذهب الفورية وقت كتابة التقرير الفني لجولد بيليون عند المستوى 1926 دولار للأونصة بعد أن ارتفع الذهب اليوم بنسبة 0.4% ليسجل أعلى مستوى عند 1930 دولار للأونصة، يأتي هذا بعد أن انخفضت أسعار الذهب خلال الأسبوع الماضي بنسبة 1.1%.
استطاعت أسعار الذهب حتى الآن الحفاظ على مستوياتها أعلى المستوى النفسي 1900 دولار للأونصة، واكتسبت المرونة الكافية التي دعمتها في تخطي التوقعات أن البنك الفيدرالي الأمريكي قد يلجأ إلى رفع جديد في أسعار الفائدة قبل نهاية العام.
التوقعات في الأسواق حالياً تصبح صالح ثبات أسعار الفائدة خلال اجتماع البنك الفيدرالي الأسبوع المقبل، ولكن القرار التالي للبنك في نوفمبر وديسمبر يظل هو العقبة أمام توقعات الأسواق خاصة أن توقعاتهم تتغير بتغير البيانات الاقتصادية التي تصدر عن الولايات المتحدة.
هناك تسعر حالياً باحتمال بنسبة 94% أن يقوم الفيدرالي بتثبيت الفائدة في اجتماع سبتمبر، واحتمال آخر بنسبة 41% أن يقوم البنك برفع الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس خلال اجتماع البنك في نوفمبر القادم.
وكشف التحليل الفني لجولد بيليون، أن ارتفاع أسعار الفائدة لا يبشر بالخير بالنسبة للذهب، لأنه يزيد من تكلفة الفرصة البديلة للاستثمار في الأصول التي لا تدر عائدا. وقد تسبب هذا خسائر للذهب خلال العام الماضي، وحدت من أي انتعاش كبير في المعدن الأصفر حتى الآن في عام 2023.
بيانات التضخم الأمريكي هذا الأسبوع ستساعد بشكل كبير على تحديد خطوة البنك القادمة خاصة قبل اجتماع البنك الفيدرالي، التوقعات تشير إلى ارتفاع مؤشر أسعار المستهلكين عن شهر أغسطس بنسبة 3.6% على المستوى السنوي من القراءة السابقة 3.2%.
وانخفض التضخم في الولايات المتحدة الذي يُقاس بمؤشر أسعار المستهلكين من أعلى مستوى له منذ أربعة عقود بأكثر من 9% سنويًا في يونيو 2022 إلى مستوى منخفض بلغ 3% في يونيو من هذا العام. ولكن اعتبارًا من شهر يوليو بدأ في الارتفاع مرة أخرى حيث وصل إلى 3.2%.
وأدى ذلك إلى زيادة احتمال أن يتحول بنك الاحتياطي الفيدرالي الذي أضاف بالفعل 5٪ إلى أسعار الفائدة على مدار الـ 18 شهرًا الماضية، إلى سياسة عدوانية مرة أخرى بشأن السياسة النقدية. وأدت المخاوف بشأن ذلك إلى ارتفاع مؤشر الدولار إلى أعلى مستوياته في ستة أشهر الأسبوع الماضي.
بيانات التضخم قد تساهم في حركة الذهب بشكل كبير هذا الأسبوع، ففي حالة تراجع أرقام التضخم مقارنة مع القراءة السابقة سيزيد هذا من فرص الذهب في الارتفاع لأنه هذا سيزيد من فرص توقف الفيدرالي عن رفع الفائدة، ولكن ارتفاع التضخم بأكثر من التوقعات سيزيد الضغط السلبي على أسعار الذهب كونه يزيد من فرص عودة الفيدرالي إلى رفع الفائدة في اجتماع نوفمبر.
مع بداية تداولات الأسبوع انخفض الدولار الأمريكي في حركة تصحيحية بنسبة 0.4% وفقاُ لمؤشر الدولار الذي يقيس أداؤه مقابل سلة من 6 عملات رئيسية، ليسجل أدنى مستوياته في أسبوع، وذلك بعد أداء قياسي خلال الفترة الماضية التي شهدت ارتفاع لثمانية أسابيع متتالية دفعت الدولار إلى أعلى مستوى 6 أشهر.
وبعد أن لامس الدولار المستوى 105 نهاية الأسبوع الماضي توقع الجميع بحدوث تصحيح سلبي هذا الأسبوع، وقد ساعد هذا على تعافي الذهب اليوم في ظل العلاقة العكسية التي تربط بينهما منذ كون الذهب سلعة تسعر بالدولار.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة