بالكاد يمكنك أن ترى معالم المكان الذى كان الأكثر جذبا للسائحين، إنها مدينة "مراكش" المغربية، التى دمر زلزال"الحوز" الذى ضرب المغرب، فجر السبت، مساحات واسعة من المركز التاريخى لها أو المدينة القديمة بمراكش، فهى المدينة الأقرب لمركز الزلزال، حيث يقع إقليم الحوز على بعد حوالى 70 كيلومترا جنوب غرب هذه الدرة السياحية الغنية بتراثها المعمارى فى وسط المغرب.
فى المدينة القديمة الممتدة على مساحة 700 هكتار، بدت الأضرار مروعة فى بعض الأماكن حيث دمرت مساكن، وارتفعت بعض أكوام الركام لأمتار عدة فى الأزقة.
الدمار فى مراكش
وأشارت وسائل إعلام مغربية إلى وقوع أضرار بالغة بالمدينة المدرجة على قائمة اليونسكو للتراث العالمى منذ عام 1985، حيث أن بعض المبانى انهارت فى المدينة القديمة، وكذلك أجزاء من سور المدينة الذى يعود تاريخه إلى العصور الوسطى.
كما تسبب الزلزال أيضا فى إلحاق أضرار كبيرة بصومعة جامع الكُتبية، الذى يعد من أقدم المساجد فى المغرب، وهو من أشهر المعالم السياحية فى مراكش. إضافة إلى سقوط مئذنة مسجد أثرى وتناثر الأنقاض على سيارات مهشمة.
خطة عاجلة
وقد عقد اجتماع، صباح اليوم الاثنين برئاسة محمد مهدى بنسعيد، وزير الشباب والثقافة والتواصل، لإعداد برنامج عاجل لإعادة ترميم جميع المبانى والآثار التاريخية؛ فى مقدمتها معالم مراكش التاريخية ومسجد تنمل التاريخى الواقع بإقليم الحوز، والذى تعرض جزء منه للضرر جراء هذه الكارثة الطبيعية.
من جانبه أوضح حسن هرنان، مدير الثقافة بمراكش، أنه انطلقت عملية تفقد جميع المواقع الأثرية، والبنيات التحتية للوزارة ووصلنا، الآن، إلى سبعين فى المائة من تشخيص حالة المآثر على صعيد مراكش وباقى الأقاليم. وفق "هسبريس".
أضاف أنه تم الوقوف على الأضرار الكبيرة فى المآثر التاريخية؛ وهى تحتاج وقتا لترمم وتعود كما كانت.
الأسوار الحمراء
وقد نشر مغاربة عبر مواقع التواصل الاجتماعى مقاطع فيديو تظهر تضرر أجزاء من الأسوار الحمراء الشهيرة.
وتُعد "الأسوار الحمراء" من أشهر معالم المغرب، تلك الأسوارالتى تحيط بالمدينة القديمة فى مراكش، ويرجع تاريخ تلك الأسوار إلى الى القرن الثانى عشر 1071-1072، والتى أنشئت كعاصمة للدولة المرابطية ثم للدولة الموحدية، ويطلق عليها اسم "المدينة العتيقة".
معاينة الأضرار
قام فريق من الأمم المتحدة بمعاينة الأضرار فى المدينة القديمة، بعد ساعات قليلة من وقوع الزلزال العنيف، ومن جانبه، قال المدير الإقليمى لمكتب اليونسكو فى المغرب العربى إريك فالت: "بالفعل أن الأضرار أكبر بكثير مما توقعنا. لاحظنا تشققات كبيرة فى مئذنة جامع الكتبية البناء الأكثر شهرة، ولكن أيضا التدمير شبه الكامل لمئذنة مسجد خربوش فى ساحة جامع الفنا".
وعلى سبيل المثال، فإن ساحة جامع الفنا الشهيرة بسحرة الثعابين وبائعى الحناء، مدرجة على قائمة التراث العالمى لليونسكو، وعلى القائمة التمثيلية للتراث الثقافى غير المادى للبشرية.
أضاف فالت: علينا أن نخطط على الفور للمرحلة الثانية، والتى ستشمل إعادة بناء الأماكن الأثرية والثقافية المتضررة من الزلزال.
وتابع فالت "المنطقة الأكثر تضررا بوضوح هى الملاح (حى يهودى سابقا) حيث دمار المنازل القديمة هو الأكثر ترويعا، حيث تحولت منازل من طابق واحد مبنية بحجارة تتخذ لونا ورديا تحت أشعة الشمس، إلى ركام. ووضعت قضبان حديد أو دعامات موقتة للجدران المنهارة.
وفى حين استفادت مواقع تاريخية فى السنوات الأخيرة من عمليات ترميم وخبرة محترفين واستخدام تقنيات موروثة عن الأجداد فى طلاء الجير الذى تشتهر به مراكش، فإن هذا ليس حال كل المبانى فى المنطقة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة