أكد الدكتور بسيوني زايد، أستاذ الأرز بمركز البحوث الزراعية بسخا بمحافظة كفر الشيخ، أن الأهداف الإستراتيجية لتنمية القطاع الزراعي تحت ظروف الإجهادات البيئية والمناخية التي تتعرض لها جمهورية مصر العربية، ولضمان الأمن الغذائي المصري، والحفاظ علي استدامته، وضمن نشاط مبادرة تحسين إنتاجية الأرز تحت ظروف التغيرات المناخية والملوحة.
وأكد بسيوني، أنه تم زراعة صنف الأرز جيزة 179، وأصناف أخرى تحت ظروف الري بالتنقيط في عدة أماكن مختلفة بجمهورية مصر العربية للعام الثالث على التوالي في الأراضي الصحراوية بالمعرة والعلمين، والنوبارية بمنطقة اللحوم، وفي الوادي الجديد بالداخلة على خط عرض 25 ج، وفي أعماق الصحراء وغرب غرب المنيا تحت ظروف الري بالتنقيط.
وأضاف بسيوني، لـ " اليوم السابع"، الري بالتنقيط هي إحدى طرق الري الحديثة، ونجح الصنف جيزة 179 بصورة جيدة في بعض الاماكن، وخصوصا التي قامت بتطبيق التوصيات الفنية الصحيحة من تسميد، والري بالتنقيط تحت ظروف الأراضي الصحراوية الفقيرة، مؤكداً أنه في حالة استخدام مياه ري ذات ملوحة عالية بتربة ملحية ، تنجح زراعة الأرز تحت ظروف الري بالتنقيط كما حدث بالوادي الجديد، فتم زراعة 3 آلاف فدان بالري بالتنقيط بمياه تصل ملوحتها إلى 2000 جزء في المليون، وبها وصلت نسبة الحديد الي 35 جزء في المليون و الأرض بها نسبة عالية من الملوحة ودرجة الحرارة وصلت في بعض الأيام العاصفة إلي 50 درجة مئوية، وتروي كما تروي المحاصيل المزروعة علي التنقيط.
وأوضح بسيوني، أن الزراعة بهذه الطريقة تضمن عدم انبعاث أي نسبة من غاز الميثان، وأن الصنف جيزة 179 عالي الكفاءة في عملية البناء الضوئي، ومن ثم يقوم بامتصاص كمية كبيرة من غاز ثاني أكسيد الكربون، وبالتالي يخفف من تركيزه بالغلاف الجوي، ويقلل إلى حد كبير من البصمة الكربونية ، ويصل استهلاكه من المياه تحت هذه الظروف من 2700 -3000 متر مكعب مياه، ويتوقع ان تكون إنتاجية المحصول ما بين 2 - 2,5 طن للفدان، ولوحظ أن أهالي الوادي الجديد يحاولون زراعة الأرز رغم أنه ممنوع تماما في حالة الغمر، لأن الغمر يستهلك كميات مياه كبيرة بالإضافة إلي أنه يمكن أن يسبب تمليح للتربة، وهذا ما لوحظ من خلال الفحص العام إلا أن هذه الطريقة تحافظ على مياه الري دون إهدار والتربة من التمليح.
وأكد بسيوني أن من أهم الآثار الضارة للتغيرات المناخية هي الحرارة و الملوحة ، وزادت نسبة الأراضي المتأثرة بالأملاح بالإضافة إلى إن معظم الأراضي الجديدة تتميز بأن بها نسبة من الأملاح من خفيفة إلى متوسطة وكذلك مياه الري، وأن مثل هذه التكنولوجيات الذكية سواء الصنف أو طرق الزراعة أو التوصيات المستخدمة بها، وتتغلب على مثل هذه الظروف وظروف شح المياه، والعمل على توفيرها، وضمان الإنتاج الزراعي المستدام بشكل تنموي اقتصادي، ويضمن الأمن الغذائي للأجيال الحالية والقادمة، ويحافظ على مصادر المياه الجوفية من الاستهلاك الجائر غير الفعال ويقوم بحماية الأراضي من التملح و التصحر.