تمر اليوم ذكرى رحيل الموسيقار الكبير بليغ حمدى، إذ توفى يوم 12 سبتمبر من سنة 1993، وكان بليغ حمدى مجددا فى الموسيقى العربية، وحسبما ذكر الدكتور محيى الدين عاصم فى مقال له بعنوان "بليغ حمدى فى صياغة الألحان.. دراسة تحليلية" نشرت فى مجلة فكر وإبداع، أنه كان يفضل طريقة سيد درويش فى التجديد.
تقول الدراسة التى جاءت تحت عنوان "بعض آراء بليغ حمدى فى الموسيقى":
يرى بليغ حمدى أن التجديد والتطور الجرىء فى موسيقانا المصرية الجديدة عن طريق مزجها بأساليب الموسيقى الغربية، والذى تزعمه "محمد عبد الوهاب" هو أمر حتمى لمواكبة التطور، ولكن بليغ حمدى تحفظ على هذا الأسلوب ولم يعتمد عليه بشكل أساسى فى ألحانه ولكنه رأى أن الألحان الشعبية التى استغلها "سيد درويش" فى مسرحه الغنانى هى فى الواقع ألحان من صنع الشعب وسر نجاحها كونها نابعة من واقع حياة المصريين يرددونها عبر السنين فى تجمعاتهم وأفراحهم وفى الحقول والميادين المختلفة ولقد عمل بليغ حمدى على تطعيم موسيقانا المصرية الجديدة بتيمات من الألحان الشعبية المصرية الأصيلة وقدمها فى فترة الستينيات، العصر الذهبى للشعبيات.
كما اهتم بليغ حمدى بجانب التراث الشعبى المصرى الأصيل بالتنويع فى استخدام الضروب العربية غير المطروقة أو ضروب من موازين مركبة ولكنها ما زالت حية بين المصريين فى الريف أو فى الأحياء الشعبية وكيف يؤثر اللحن على المستمع إذا ما استخدم ضربا جديدا غير مطروق أو مستهلك مع طبيعة اللحن ويظهره بشكل جيد، وخير الأمثلة على ذلك لحن أغنية "خدنى معاك" الذى غنته شادية. صاغ بليغ له ضربا مركبا غير مألوف فى ميزان 46 على خلاف الميزان الأصلى للحن الشعبى "خدنى معاك" وكان ميزان 4/4 فجاء الميزان جديدا على الأذن المصرية وأضاف للحن حيوية وطابعا مؤثرا.