هنا سيدى عبد الرحيم القنائى وهناك فى وسط مدينة قوص أعرق مساجد الصعيد وفى الشمال بمدينة فرشوط مسجد شيخ العرب همام التاريخى وبجوراه فى مدينة نجع حمادى مسجد هو، جميعها شاهدة على آثار مدينة قنا الإسلامية والتى تعد قبلة العديد من الزوار داخل المحافظة وخارجها، وتحكى عن تاريخًا طويلًا عاشته المحافظة والأماكن التى بنيت فيها تلك المساجد وكذلك تسرد حكايات من أشرف على بنائها والعصور التى بنيت فيها، وبعضها ارتبط اسمه باسم حكام تلك الفترة مثل شيخ العرب همام حاكم الصعيد وقتها، ليظل بقائها مرتبط بالآثار الإسلامية.
ويعد قصر الأمير يوسف كمال من الآثار الإسلامية أيضًا، فهو واحد من التحف المعمارية المطلة على النيل، ويستقبل الزوار بشكل يومى للاطلاع على معالم القصر والقطع الأثرية المتواجدة داخلها، وشيد على نظام السلاملك لاستقبال الضيوف وقصر للإقامة له ولوالدته، مكون من طابقين يحتوى بداخله على حجرات نوم واستقبال بها مشربيات خشبية وشرفات من الرخام المفرغ ومن ضمن ملحقات القصر فسقيه للمياه وسبيل رخامى.
مسجد سيدى عبد الرحيم القنائي
بنى المسجد فى عصر الدولة الأيوبية، ويتكون المسجد من صحن مربع مغطى بسقف به "شخشيخة" تعلو قبة صغيرة ضحلة، ويحيط بالصحن أربعة إيوانات عميقة متعامدة، أكبرها إيوان القبلة ويقع فى الجهة الشرقية من المسجد ويتقدم كل إيوان عمودان كل منهما مكون من عمودين ملتصقين، ويعلو العمودين ثلاثة عقود تكون واجهة الإيوان.
والمدخل الرئيسى للمسجد يقع فى الجهة الجنوبية وهو مرتفع إذ يصعد إليه بـ6 درجات وتتقدمه مظلة ذات أعمدة، وفى الركن الجنوبى الشرقى للمدخل توجد مئذنة الجامع وخلف الإيوان الشمالى يوجد الضريح، وهو عبارة عن غرفة كبيرة مربعة تعلوها قبة ترتكز على رقبة تقوم على دلايات قصيرة فى أركان المربع. وخلف الإيوان الغربى توجد دورة المياه.
وتبلغ مساحة المسجد من الداخل 1250 مترا مربعا، ومع التوسعات التى دخلت بلغت المساحة التى يتم الصلاة بها 2058 مترا مربعا، شاملة المسجد والصحن الخارجى، فيما تبلغ المساحة الكلية للمسجد 12، 259 مترا بما يعادل 3 أفدنة تقريبا، ومضى عبد الرحيم القنائى طفولته فى تحصيل العلم فى جامع ترغاى الكبير على يد والده كما تتلمذ على يد كبار العلماء، فلم يكد يصل الثامنة من عمره حتى كان قد حفظ القرآن الكريم وجوده تلاوة وفهما، وتوفى والده وهو فى سن الثانية عشر لذلك مرض مرضا شديدا،
ولد عبد الرحيم القنائى، فى قرية ترغاى التابعة لمدينة سبته التى تقع فى إقليم غمارة فى المغرب سنة 521 هجرية/ 1127 ميلادية، وكان اسمه أسدًا وغير اسمه فى مصر إلى عبد الرحيم، وولد من أبوين كريمين ينتهى نسبهما إلى سيدنا الحسين، وأمه السيدة الشريفة سكينة بنت أحمد بن حمزة الحرانى، وهى من بنى حمزة الذين كانوا نقباء الشام وشيوخه وكانوا من ذوى العلم.
المسجد العمرى بقوص
يرجع تاريخ المسجد العمرى إلى العصر الفاطمى، وتغير كثير من عقوده الداخلة فى إيوان القبلة فى العمارة التى قام بها محمد بك قهوجى سنة 1233 هجرية، كما أن التجديد التى حدث للمئذنة أفقد الجامع وجهاته الرئيسية، ويوجد فى هذا الجامع منبر أنه يعتبر من أقدم منابر مصر المؤرخة فقد أنشئ سنة 550 هجرية، وهو من الخشب الساج الهندى المحفور حفرا بارزا والمزخرف كذلك بالحشوات المجمعة التى بدأت تظهر فى أواخر العصر الفاطمى فى القرن السادس الهجرى.
ويوجد لوحة تسجل تاريخ المنبر مكتوبة بالخط الكوفى المزهر وتحتوى سبعة سطور، كما يوجد أمام المحراب المملوكى عمود من الرخام تعلو تاجه "طبلية" خشبية عليها نصان من الكتابة الكوفية، نقلت إلى متحف الفن الإسلامى بالقاهرة، ويحيط بالمحراب كتابة بالخط الثلث المملوكى "إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر وأقام الصلاة وآتى الزكاة ولم يخش إلا الله فعسى أولئك أن يكونوا من المهتدين"، وحول طاقية المحراب قوله تعالى "قد نرى تقلب وجهك فى السماء".
وفى النهاية البحرية للبائكة الرابعة والخامسة من إيوان القبلة توجد مقصورة من الخشب الخرط، فالجانب الشرقى من المقصورة باقى على صورته الأولى، ويتكون من حشوات بها زخارف محفورة حفرا عميقا وكذا الجانب الغربى، وباب المقصورة مكون من حشوات سداسية الشكل يحيط بها من أعلى وأسفل أشرطة من خشب الخرط الذى انتشر استعماله فى العصر المملوكى.
مسجد شيخ العرب همام
يقع المسجد فى مدينة فرشوط وأمر بتشييده الأمير همام يوسف أحمد فى الفترة من 1765_ 1769م، وهو الابن البكر للشيخ يوسف زعيم قبائل الهوارة، تلك القبائل التى استقرت فى صعيد مصر وتمتعت بقدر كبير من الثروة والنفوذ وسيطر شيوخها على مقاليد الأمور فى الصعيد، وبعد تولى الشيخ همام الحكم بعد وفاة والده يوسف عام 1767 م لم يمض قدما فى توسيع ومد سلطانه على كافة أقاليم الصعيد، من المنيا إلى أسوان.
يتكون المسجد من صحن أوسط مكشوف تحيط به الأروقة من جهاته الأربعة، أكبرها وأعمقها الرواق المقابل لرواق القبلة، ويشغل المبنى من الداخل 559 متر، وكتلة المدخل الشمالية والشرقية استخدم فى بنائها الحجر والطوب المحروق ويشمل كل منها على عتب خشبى، ويحتوى النص التأسيسى على أبيات من الشعر منفذة بالحفر البارز.
وبنيت مأذنة المسجد بالطوب المحروق فى جميع جهاته من الداخل والخارج، عدا واجهات كتلتى المدخل الشرقى والشمالى وعقود المحاريب وأروقة الجامع، واشترك الحجر الجيرى والطوب المنجور فى بناء وزخرفة واجهتى كتلتى المدخل الشرقى والشمالى، أما عقود المحاريب وأروقة المسجد فقد بنيت من الطوب المنجور والآجر بطريقة المشهر، وقد استخدم البناء فى لصق الوحدات البنائية مونه مكونة من الطين والجير والحمرة بنسب مختلفة فى أماكن مختلفة.
المسجد العمري بقوص
قصر الأمير يوسف كمال بقنا
قصر الأمير يوسف كمال
قطع أثرية بالقصر
قطع أثرية بقصر الأمير يوسف كمال
مدخل المسجد
مسجد سيدي عبد الرحيم القنائي
مسجد شيخ العرب همام
مقام مسجد القنائي