ترك الفراعنة آثارهم داخل المعابد والمقابر واهتموا بأدق التفاصيل التى مازال الكثير منها لم يكتشف بعد، وجسد الفنان المصرى القديم من خلال منقوشاته على المعابد والمقابر المختلفة الحياة فى العصر الفرعونى كما هى، وترك الفراعنة آثارا منها ما يوضح كيف كان يصطادون، وأدوات الصيد التى كانوا يعتمدون عليها قديما فى البر وفى نهر النيل الذى كان شريان الحياة للدولة المصرية القديمة.
يقول مينا مكرم وكيل الشئون الأثرية بمتحف آثار الغردقة، أن المتحف يضم بعض القطع الأثرية التى توضح عملية الصيد، وكيف كانت تتم قديما فى العصر الفرعونى ، من بينها نموذج مصغر لمركب صيد نهرى، حيث أن الفنان المصرى القديم قام بتصميمها وعليها مجموعة من البحارة والصيادين والنموذج يوثق عملية الصيد بالشباك.
وأضاف وكيل الشئون الأثرية بمتحف آثار الغردقة، أن نهر النيل كان وما زال يمثل الشريان الكبير والأساسي فى تلبية الأغراض الاقتصادية والسياسية فى مصر فقد استخدمت المراكب فى التجارة وفى نقل المواد الغذائية من كل نوع، وكذلك استخدمت فى انتقال موظفى الدولة القائمين على قياس الأراضى بعد كل فيضان، وتحصيل ضرائب من المحاصيل، والبحث عن محاجر للإتيان بأحجار البناء للأهرام والمعابد، وكذلك لنقل الجنود، وكان اقتناء المراكب محبباً لكل شخص فى مصر القديمة إذا توفرت إليه الوسائل.
وتابع: كانت حضارة المصريين وما قاموا به من بنايات عمرانية تعتمد على النقل فى المياه إلى حد كبير، وتعد النماذج الخشبية من المراكب المختلفة التى يتم العثور عليها داخل المقابر والتى تمثل الاعمال اليومية المختلفة، مثل نماذج أعمال الصيد والزراعة صناعة الخبز هى من أهم الاشياء التى تساعد فى التعرف بشكل واضح ودقيق على نمط الحياة اليومية فى مصر القديمة وطبيعة الحياة اليومية والاعمال التى كان يقوم بها المصرى القديم.
وكشف أن الفراعنة جسدوا الصيد على معابدهم ومقابرهم ، حيث يوجد بالمتحف لوحة حجرية منقوش عليها رسم لأسماك بنهر النيل وتمساح ونباتات نيلية ويسبح أعلاها قارب لصيد الأسماك، وسجل المصريون القدماء العديد من مشاهد الحياة اليومية على جدران المقابر والتى توضح اهمية نهر النيل
كما أكد أن المتحف أيضا يضم قطعه خشبية تسمى العصا المرتدة وهى أداة الصيد التى كان يستخدمها الفراعنة فى البر لصيد الحيوانات البرية ، ويرجع تاريخها للدولة الفرعونية الحديثة، وتحديدا للأسرة الـ 18، ومصنوعة من الخشب حيث كان الصيد البرى أحد الأنشطة التى تهدف إلى توفير لحوم الطرائد، كما كان من الأنشطة الترفيهية أيضًا خاصةً بين طبقات الأثرياء من المصريين القدماء.
والعصا استخدمت لصيد الحيوانات الصغيرة كالأرانب أو الطيور، بينما كانت الأقواس والسهام مخصصة لصيد الحيوانات الأكبر حجمًا، أن المصريون اصطادوا الأسود فى الصحراء المصرية، وتميزت تلك الأسود بأنها أصغر حجمًا عن مثيلاتها فى وسط إفريقيا، وكان التغلب على هذا الحيوان الشرس يعد علامة على القوة والشجاعة الكبيرة، بل وكثيرًا ما كان يقتصر على الملك وحاشيته فقط.
وأوضح أن عصا الصيد المرتدة، كانت إحدى أدوات الصيد أو الرياضة، وتتشابه مع عصا " البوميرانج " التى أستخدمها سكان أستراليًا الأصليين، وهى عبارة عن عصا ذات شكل مقوس ومصنوعة من الخشب وكانت تستخدم كسلاح لصيد الأرانب أو الطيور وغيرها من الفرائس الصغيرة الحجم، وكان يتم إلقائها إلى السماء لتسير فى مسار بيضاوى الشكل، ثم تعود إلى نقطة انطلاقها مرةً أخرى عند إلقائها بشكلٍ صحيح.
العصا المرتدة لصيد البر
تجسيد الأسماك والمراكب على المعابد
كانت أداة ترفيه للاثرياء
مراكب الصيد عند الفراعنه
نموذج لمجسم مركب يقل صيادين بمتحف الغردقة