وقعت في سنة 288 هجرية العديد من الأحداث التي أثرت على الناس في الدولة الإسلامية الكبيرة والممتدة، منها أوبئة وزلازل وعواصف، فما الذي يقوله التراث الإسلامي؟
يقول كتاب البداية والنهاية لـ الحافظ بن كثير تحت عنوان "ثم دخلت سنة ثمان وثمانين ومائتين":
اتفق فى هذه السنة آفات ومصائب عديدة منها: أن الروم قصدوا بلاد الرقة فى جحافل عظيمة وعساكر من البحر والبر، فقتلوا خلقا وأسروا نحوا من خمسة عشر ألفا من الذرية.
ومنها: أن بلاد أذربيجان أصاب أهلها وباء شديد حتى لم يبق أحد على دفن الموتى، فتركوا فى الطرق لا يوارون.
ومنها: أن بلاد أردبيل أصابها ريح شديدة من بعد العصر إلى ثلث الليل، ثم زلزلوا زلزالا شديدا، واستمر ذلك عليهم أياما تهدمت الدور والمساكن، وخسف بآخرين منهم، وكان جملة من مات تحت الهدم مائة ألف وخمسين ألفا، فإنا لله وإنا إليه راجعون.
وفيها: اقترب القرامطة من البصرة فخاف أهلها منهم خوفا شديدا، وهموا بالرحيل منها فمنعهم نائبها.
وفيها توفى من الأعيان:
بشر بن موسى بن صالح أبو على الأسدي
ولد سنة تسعين ومائة، وسمع من روح بن عبادة حديثا واحدا، وسمع الكثير من هودة بن خليفة والحسن ين موسى الأشيب وأبى نعيم وعلى بن الجعد والأصمعى وغيره، وعنه ابن المنادى وابن مخلد وابن صاعد والنجاد وأبو عمرو الزاهد والخلدى والسلمى وأبو بكر الشافعى وابن الصواف وغيرهم.
وكان ثقة أمينا حافظا، وكان من البيوتات وكان الإمام أحمد يكرمه.
ومن شعره:
ضعفت ومن جاز الثمانين يضعف ** وينكر منه كل ما كان يعرف
ويمشى رويدا كالأسير مقيدا ** يدانى خطاه فى الحديد ويرسف
ثابت بن قرة بن هارون - ويقال: ابن زهرون - بن ثابت بن كدام بن إبراهيم الصائبى الفيلسوف الحرانى صاحب التصانيف، من جملتها أنه حرر كتاب إقليدس الذى عربه حنين بن إسحاق العبادي.
وكان أصله صوفيا فترك ذلك واشتغل بعلم الأوائل، فنال منه رتبة سامية عند أهله، ثم صار إلى بغداد فعظم شأنه بها، وكان يدخل مع المنجمين على الخليفة وهو باق على دين الصابئة، وحفيده ثابت بن قرة بن سنان له تاريخ أجاد فيه وأحسن، وكان بليغا ماهرا حاذقا بالغا.
وعمه إبراهيم بن ثابت بن قرة، كان طبيبا عارفا أيضا.
وقد سردهم كلهم فى هذه الترجمة القاضى ابن خلكان.
الحسن بن عمرو بن الجهم أبو الحسن الشيعى - من شيعة المنصور لا من الروافد - حدث عن على بن الممديني، وحكى عن بشر الحافي.
وعنه أبو عمرو بن السماك
عبيد الله بن سليمان بن وهب وزير المعتضد
كان حظيا عنده، وقد عز عليه موته وتألم لفقده وأهمه من يجعله فى مكانه بعده، فعقد لولده القاسم بن عبيد الله على الوزارة من بعد أبيه جبرا لمصابه به.
وأبو القاسم عثمان بن سعيد بن بشار المعروف بالأنماطى أحد كبار الشافعية.
وقد ذكرناه فى طبقاتهم.