بداية من هذا الأسبوع، تشهد فرنسا جدولا حافلا بالأحداث والفعاليات الرياضية وأيضا بالزيارات الرسمية بدءا بزيارة الملك تشارلز الثالث ملك بريطانيا في الفترة من 20 إلى 22 سبتمبر، ثم يعقبها زيارة البابا فرنسيس بابا الفاتيكان إلى مارسيليا (جنوب البلاد)، الأمر الذي يحتم وجود تعزيزات أمنية مكثفة.
وتأتي هذه الزيارات الرسمية لملك بريطانيا وبابا الفاتيكان في خضم بطولة كأس العالم للرجبي المقامة حاليا في البلاد منذ مطلع الشهر الجاري، لذا تواجه الشرطة تحديا أمنيا غير عادي لضمان استتباب الأمن خلال تلك الفعاليات الرسمية المهمة.
وفي هذا الصدد، أعلن وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانين عن "تعبئة استثنائية" للشرطة وبعث برسالة إلى مديري الأمن لإبلاغهم بترتيبات أمنية "غير مسبوقة" مقررة خلال هذه المناسبات، قائلا: "نحن نقترب من أسبوع مكثف بشكل خاص فيما يتعلق بالنظام العام وسنحشد لهذه المناسبة، جميع الموارد المتاحة من وحدات القوة المتنقلة والدرك".
وتم الاعلان عن نشر ما يصل إلى 30 ألف فرد من أفراد الشرطة خلال تلك الأيام المقبلة، حيث أشار الوزير إلى تعزيزات أمنية بداية من يوم الأربعاء المقبل، وهو اليوم الذي يصل فيه الملك تشارلز الثالث إلى فرنسا، سيتم في البداية حشد 8 آلاف من أفرد الشرطة، وسيزيد العدد تدريجيا في الأيام التالية حتى يصل إلى 30 ألفا يوم السبت المقبل، مع القداس الذي سيقيمه البابا فرنسيس في ملعب "فيلودروم" في مارسيليا، بحضور الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.
وتعهد دارمانين بتعزيزات أمنية مكثفة بل "تعبئة استثنائية" من أجل ضمان أمن وأمان تلك الشخصيات المهمة وأيضا من أجل ضمان سلامة الزوار والمواطنين.
وبالاضافة إلى هاتين الزيارتين الرسميتين، سيكون هناك العديد من الأحداث الرياضية العالمية، منها بطولة كأس العالم للرجبي، التي انطلقت مطلع سبتمبر الجاري ومستمرة حتى 28 أكتوبر القادم، مع تنظيم مباريات في تسع مدن فرنسية تجذب العديد من المشجعين من فرنسا ومن بقية دول العالم.
وفي هذا الصدد، أضاف دارمانين أنه من الضروري ضمان نفس المستوى من الحشد الأمني للجمهور والمشاركين.
كما من المقرر أيضا إقامة مباراة بالدوري أبطال أوروبا مساء يوم الثلاثاء المقبل على ملعب "بارك دي برينس" بين باريس سان جيرمان وبوروسيا دورتموند، بالإضافة إلى مباراة اخرى في الدوري الفرنسي الأحد بين باريس سان جيرمان وأولمبيك مارسيليا، وهما مباريتان لهما جمهور غفير من عشاق كرة القدم.
وأخيرا، ستنظم يوم السبت مظاهرة تحت عنوان "ضد عنف الشرطة"، بدعوة من حزب "فرنسا الأبية"، ومن المتوقع أيضا تنظيم عدة مظاهرات ضد خطوط القطارات فائقة السرعة يوم الأحد القادم في منطقتي "بوردو" و"داكس" (جنوب غرب البلاد).
وبسبب كل هذه الأحداث والفعاليات المرتقبة في البلاد، يدعو وزير الداخلية إلى ضرورة توخي الحذر واليقظة، مؤكدا أهمية ضمان الأمن الكامل للمواطنين وعرقلة أية محاولة من قبل المجرمين باستغلال هذه الظروف وحشد عناصرهم خلال تلك الفعاليات لارتكاب أعمال عنف أو جرائم أو تصفية حسابات.
كما حذر دارمانين في رسالته من أن مستوى التهديد الإرهابي الذي يثقل كاهل البلاد يتطلب أيضا التحلي بأعلى درجات اليقظة.
وسيقوم الملك تشارلز الثالث ملك بريطانيا بزيارة إلى فرنسا في الفترة من 20 إلى 22 سبتمبر الجاري، بعد أن تم تأجيلها في نهاية مارس الماضي على خلفية احتجاجات كانت تشهدها البلاد ضد قانون إصلاح نظام التقاعد.
وكانت الرئاسة الفرنسية قد أكدت في بيان لها، "سيقوم جلالة الملك تشارلز الثالث والملكة كاميلا بزيارة دولة إلى فرنسا (إلى باريس وبوردو) في الفترة من الأربعاء 20 إلى الجمعة 22 سبتمبر 2023. وستحتفي هذه الزيارة بالتاريخ والثقافة والقيم المشتركة للمملكة المتحدة وفرنسا".
وأضافت الرئاسة أن هذه الزيارة "شرف كبير لفرنسا، وتأتي في وقت تستضيف البلاد أيضا كأس العالم للرجبي، وستشهد هذه الزيارة على عمق الروابط التاريخية التي توحد البلدين والشعبين".
وكان تشارلز الثالث قد اختار فرنسا لتكون أول زيارة رسمية له بعد توليه العرش بعد وفاة الملكة إليزابيث الثانية، حيث كان من المتوقع أن يصل إلى باريس الأحد 26 مارس في زيارة دولة رسمية هي الأولى له إلى الخارج منذ توليه العرش، إلا أن الزيارة تم تأجيلها بسبب المظاهرات التي كانت تجتاح فرنسا في ذلك الوقت على خلفية قانون إصلاح نظام التقاعد.