ضمن سلسلة لوحات عالمية نشاهد معا لوحة "The Monk by the Seaراهب على البحر ، التي أبدعها الفنان الألماني كاسبار ديفيد فريدريش في سنة 1818 ، تدعو إلى التأمل والتفكر.
اللوحة متسعة ليس بها سوى راهب وحيد يقف وجها لوجه أمام البحر، بما يمثله من غموض واتساع، وهذه اللوحة نستطيع أن نفهمها بصورة جيدة إذا ما نظرنا إلى سيرة الفنان نفسه ورغبته العارمة في التفكر والتدبر.
راهب على البحر
وكاسبر ديفيد فريدريش( عاش في الفترة من 5 سبتمبر 1774 – 7 مايو 1840) ، وهو من أهم فناني جيله، ولد الفنان كاسبار فريدريش كاسبار فريدريش في جرايسفالد في العام 1798 ، وطوال حياته كان شخصا متأملا مع شيء من التشاؤم والسوداوية توفيت أمه وهو في السابعة من عمره وبعد ست سنوات توفي شقيقه بينما كان يحاول إنقاذ كاسبار من الغرق هذا الحادث ترك آثرا عميقا على شخصية هذا الفنان الكبير، فظل طوال حياته واقعا تحت هاجس الموت والطبيعة والخالق وفي بقعة منعزلة من الطبيعة الجميلة وجد كاسبار بعض العزاء والإلهام كان يسافر إلى ساحل البلطيق ويزور منطقة الجبال هناك، ويبدو أن تلك المناظر الجليلة وفرت له موضوعات غنية للرسم وخلال أسفاره كان فريديريش يرسم لوحات ذات موتيفات محددة مثل أقواس قزح واشجار السنديان الضخمة الخ وحيث أنه وهب القدرة على ملاحظة الطبيعة وتأملها فقد كان ميالا للتعبير عنها بعيني مؤمن تقي، وهذا التعبير انتج لوحات ذات قوة تعبيرية وروحية هائلة وفي جميع أعماله تقريبا يؤكد فريدريش على أن الموت لا ينتظرنا في المقبرة فقط، انه يترصدنا خلف السحب الداكنة أو أمام قارب اختفى نصفه في السديم أو وراء المدخل المؤدي إلى أعماق الغابة أسهمت لوحات كاسبار فريدريش وموسيقى بيتهوفن معا وبشكل كبير في التعبير العميق عن الرومانتيكية الألمانية.
جلبت أعمال فريدريش الشهرة عليه في وقت مبكر من حياته المهنية، وذكره معاصروه، كالنحات الفرنسي ديفيد د. أنجرز على أنه الرجل الذي اكتشف "تراجيديا المشهد الطبيعي".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة