تنطلق من 18 وحتى 23 سبتمبر الجاري فعاليات الدورة78 من الجمعية العامة للأمم المتحدة التي تشمل خطابات لقادة العالم ومناقشات عامة حول العديد من القضايا التي تواجه العالم، ومع بداية كل دورة جديدة للجمعية العامة، تجري مراسم تسليم مطرقة رئاسة الجمعية العامة من الرئيس المنتهية ولايته إلى الرئيس الجديد.
مطرقة الأمم المتحدة
ولهذه المطرقة الصغيرة، ذات الشكل غير المألوف، تاريخ طويل ومليء بالقرارات على مدى ثمانية وسبعين عاما حيث أن صوت المطرقة يرمز إلى بدء الاجتماع أو ختامه، أو الموافقة على جدول الأعمال، أو انتخاب المسؤولين، أو اعتماد قرار، أو الدعوة إلى الصمت.
هذه المطرقة هي هدية من أيسلندا، حيث تعتبر الديمقراطية الأيسلندية هي الأقدم في العالم. ففي عام 1930 عقدت أول جلسة برلمان في بلاد الفايكنج. وفي منتصف القرن العشرين اقترح الأيسلنديون أن يتسلح الشخص الذي يترأس الجمعية العامة، برلمان العالم، بمطرقة أيسلندية.
تحتوي المطرقة على عبارة "يجب بناء المجتمع على أساس القوانين" على شكل نقش مقتضب باللغتين الأيسلندية واللاتينية، مأخوذ من إحدى المخطوطات الأيسلندية القديمة التي يعود تاريخها إلى القرن العاشر.
على غير حجم المطارق الخشبية الصغيرة التي تحتويها كل قاعة من قاعات المؤتمرات في مقر الأمم المتحدة في نيويورك ، فإن المطرقة الموجودة في مبنى الجمعية العامة ضخمة ومنحوتة أما لونها فيميل إلى البني.
المطرقة فى الأمم المتحدة
ويطلق على مطرقة رئيس الجمعية العامة أيضا اسم مطرقة "ثور" وعن سبب تلك التسمية قال هجالمار هانيسون، الممثل الدائم السابق لأيسلندا لدى الأمم المتحدة:بمناسبة افتتاح مبنى مقر الأمم المتحدة الجديد المطل على ضفة النهر هنا في نيويورك في العام 1952، أهدى الممثل الدائم لأيسلندا ثور ثورز المطرقة لرئيس الجمعية العامة. وهذا هو سبب تسميتها بمطرقة ثور."
ويضيف هانيسون أن المطرقة "ظلت في الجمعية العامة لمدة ثماني سنوات." قبل أن تقع حادثة 1960،حيث كسرها رئيس الجمعية العامة آنذاك، الأيرلندي فريدريك بولاند، عندما ضرب بها على الطاولة في محاولة لتهدئة الزعيم السوفييتي نيكيتا خروشوف، حيث كانت هناك ضوضاء كبيرة في القاعة، وحاول بولاند وضع الأمور في نصابها فضرب بقوة على الطاولة بالمطرقة وكسرها."
وأضاف هاجلمار أن العديد من وفود الدول أرسلت مطارق لبولاند رئيس الجمعية انذاك تضامنا معه، بعد تلك الحادثة. لكن القرار في الأمم المتحدة كان هو الطلب من أيسلندا صنع نسخة طبق الأصل من المطرقة المكسورة. وعلى عكس النسخة الأصلية، تمكنت النسخة الجديدة من الصمود في الأمم المتحدة لمدة نصف قرن تقريبا.
ووفق الممثل الدائم لأيسلندا السابق إن حادثة كسر المطرقة في العام 1960 لم تكن نهاية القصة، ففي العام 2005، اختفت المطرقة وتم الإبلاغ عن الواقعة أبلغنا مسؤول كبير في الأمم المتحدة بذلك، ليتم الطلب مرة أخري من أيسلندا بصناعة نسخة أخرى من المطرقة، بيد سيجريدور كريستجانسدوتير، وهي واحدة من أشهر النحاتين في البلاد" مشيرا إلى أن الحكومة طلبت من سيجريدور أخذ حادثة كسر المطرقة بعين الاعتبار وصنع أخرى قوية. وهو ما تم بالفعل حيث اختارت النحاتة خشب شجرة الكمثرى لإنجاز المهمة.