ما بين أوراق خضراء وأغصان مدببة بالأشواك، يمد يده ليقطف الثمرة من الأشجار ويستخدم للحبات البعيدة، عصا طويلة، مثبت فى طرفها، قطعة حديدية معروفة باسم "خطاف"، ليجنى بها محصول الليمون، إنه عم عبد الحميد الكوبانى من محافظة أسوان ويعد من أقدم مزارعى الليمون فى أقصى جنوب مصر.
ورصد "اليوم السابع" رحلة العم عبد الحميد، فى جنى محصول الليمون الأخضر من الأشجار التى تنتشر فى قرية الكوبانية بمركز أسوان، والتى تقع مزارعها على نهر النيل وتروى بماء عذب، ليحكى قصى الحصاد وصولاً إلى بيعه فى الأسواق.
قال عبد الحميد أبو زيد محمد، 75 سنة، مزارع من قرية الكوبانية بأسوان، إنه تعلم زراعة الليمون فى سن مبكرة، وورث مهنة الزراعة من أبيه وجده، موضحاً أن زراعة الليمون تستغرق نحو 3 سنوات حتى تظهر حباته وتنور على أشجاره وينتج ثماره ثم يتم جنيه على مدار 12 سنة متواصلة لهذا المحصول الوفير.
تجميع-الليمون-وفرزه
وتابع، أن أشجار الليمون بعد هذه المدة يبدأ محصولها فى خفض إنتاجه، إلا أنه يتعامل معه بطريقة احترافية للحفاظ عليه وتسمى "بربره"، وهى عبارة عن قطع الأغصان والأوراق الكثيفة والتى امتدت إلى جانبى الشجرة وفرشت الأرض، وذلك عن طريق استخدام منشار حديدى "حش" لنظافة الشجرة ورعايتها بعد أن طال عمرها الافتراضى، مؤكداً أن هذه الطريقة تساعد على إعادة الشجرة لرونقها وإنتاجها مرة أخرى، بعد أن لاقت العناية المطلوبة من المزارع .
وأوضح أقدم مزارعى الليمون فى أسوان، أن الشجرة الواحدة من الليمون تنتج ما بين 5 إلى 10 أجولة حسب العناية والاهتمام بالشجرة ومدها بالسماد والغذاء المطلوب لها، لافتاً إلى أن الضعيف من أشجار الليمون ينتج نحو 3 أجولة فقط، بينما تنتج المخصبة نحو 10 أجولة.
وأشار إلى أنه قبل الحصاد يتابع أشجاره ويراقب ثماره التى "تبشر" على الأشجار و"تنور" وبعدها بـ4 أشهر يمكن قطفها وحصادها، موضحاً أن يوم الحصاد يبدأ مبكراً من طلوع الشمس ويستخدم فى الحصاد عصا أو جريدة نخيل طويلة مثبت فى طرفها قطعة حديدية تسمى "خطاف" لقطع الثمار البعيدة، ويهز بها أحد أغصان الشجرة لتتساقط حبات الليمون على الأرض، مضيفاً أن شجر الليمون مملوء بالأشواك ومع ذلك يمد يده لقطف بعض الثمار القريبة.
وأضاف العم عبد الحميد، أنه يتم تجميع محصول كل شجرة فى أكوام وجمعهم فى مقطاف كبير وتعبئته داخل أجولة خفيفة لنقلها إلى الأسواق بعد بيعها للتجار، مشيراً إلى أنه يتم تصفية محصول الليمون على ثلاث مراحل حسب الحجم، منها الأول "الفاخر" كبيرة الحجم ثم الوسط ثم الحبات صغيرة الحجم والتى يمكن استخدامها فى صناعة "المخللات"، وأسعارها تتراوح ما بين 5 إلى 30 جنيهاً للكيلو حسب الأنواع والأحجام فى الليمون، وحسب أسواقها أيضاً.
وعلق قائلاً: "نتحمل الأشواك لأن الليمون مصدر رزق لى ولأولادى، وأنا مزارع وأحب أن أكل من زراعة يدى سواء ليمون أو غيرها من الزراعات الأخرى، لذا وجب علىّ رعاية واهتمام زراعتى، ويومياً أتى إلى الأرض الزراعية فى حوالى الساعة السابعة صباحاً وأغادرها الساعة 9 مساءً، لأن الزرع لابد أن تصبح عليه وتمسى عليه، وأوقات نجلس طول اليوم فى الأرض بعد أن نأتى بكل متطلبات الأكل والشراب، ونقوم بإعداد الشاى تحت ظل الأشجار برفقة أولادى وأحفادى.
حصاد-الليمون-فى-أسوان
حصاد-الليمون-للعم-عبدالحميد-بأسوان
زراعات-الليمون
عم-عبدالحميد-يقطف-الليمون-من-الشجر
مزارع-الليمون