أعلنت شبكة سى إن إن الأمريكية أن البريطانى مارك تومبسون، الرئيس التنفيذى السابق لنيويورك تايمز، والذى عمل أيضا مديرا عاما لـ BBC، سيتولى قيادة الشبكة الأمريكية فى الفترة القادمة، فيما قالت إنه يتولى زمام أمور مؤسسة الأخبار العالمية فى واحدة من أهم الأوقات لها طوال تاريخها الذى بدأ قبل 43 عاما.
وقال ديفيد زاسلاف، الرئيس التنفيذى لشركة وارنر ديسكفرى المالكة لسى إن إن ، إنه لا يوجد مدير تنفيذى أكثر خبرة واحتراما ومقدرة فى مجال صناعة الأخبار من مارك، ويسعدنا للغاية انضمام إلى فريقنا وقيادة "سى إن إن" عالميا نحو المستقبل.
وسيتولى تومسون مهام عمله رسميا بدءا من التاسع من أكتوبر المقبل، وسيكون رئس تحرير الشبكة والرئيس التنفيذى ورئيس مجلس الإدارة. من جانبه، قال تومسون فى بيان إنه متحمس للغاية بشأن فرصة الانضمام لسى إن إن بعد سنوات من مشاهدتها ومنافستها بمزيج من الإعجاب والحسد.
وشغل تومسون منصب المدير العام لـ"بى بى سي" من عام 2004 وحتى لعام 2012، ومن ثم قاد شركة نيويورك تايمز من العام 2012 وحتى العام 2020، وهي الفترة التي شهدت فيها الصحيفة الأمريكية المرموقة تحولات كبيرة إلى العصر الرقمى وارتفاع عدد مشتركيها الذي تخطى 10 ملايين فى عام 2023.
وقالت "سى إن إن" إن تعيين تومبسون، القيادى الإعلامى المخضرم الذى ينسب له الفضل فى إنقاذ صحيفة نيويورك تايمز خلال وقت مضطراب من تاريخ الصحيفة، يأتى فى وقت صاخب للشبكة الأمريكية التى تواجه سلسلة من التحديات الكبرى، والتى ستحدد طريقة معالجتها مستقبلها.
وتواجه "سى إن إن" بشكل أساسى تهديد وجودى لنموذج عملها التجارى بسبب التقلص السريع فى شكل التلفزيون التقليدى الذى يمثل المصدر الرئيسى لعائداتها. ووجاه تومسون تحديا مماثلا خلال الوقت الذى قضاه فى صحيفة نيويورك تايمز، عندما انهارت صناعة المطبوع فيها مع هجرة القراء إلى الإنترنت وإلغائهم الاشتراك فى النسخة المطبوعة من الصحيفة. واستطاع تومسون بعدها تحويل نيويورك تايمز إلى قوة رقمية.
كما أن الأوضاع السياسية فى الولايات المتحدة لا تزال تلقى بظلالها على الولايات المتحدة. فالرئيس السابق دونالد ترامب الذى سعى لجعل CNN هدفا رئيسيا له فى فرته الأولى، يسعى للعودة إلى البيت الأبيض مجددا فى الوقت الذى يواجه فيه عدد من لوائح الاتهام الجنائية، والتى من شأنها جميعا أن تدفع غرف الأخبار إلى السباحة عبر نهر ملوث من المعلومات الخاطئة والمضللة، إلى جانب التشهير من قبل ترامب وحلفائه.
واعترف تومسون بوجود ذروة الاضطراب فى صناعة الإعلام، وكتب فى أولى مذكرته للعاملين بـ CNN إنهم واجهون ضغطا من كل اتجاه، هيكلى وسياسى وثقافى. وليس هناك عصا سحرية بيده أو يد أى شخص آخر يمكن استخدامه لإزالة هذا الاضطراب. وتابع قائلا: لمن ما يمكننى قوله هو أنه عندما يرى الآخرون تهديدا، أرى أنا فرصة خاصة بالنظر إلى قوة اسم CNN وقوة صحافتها.
كما يواجه تومسون مهمة صعبة تتعلق بقيادة شركة أخبار عالمية يعمل بها 4 آلاف شخص وعانت من ضربات قوية فى الأشهر الـ 20 الماضية. فخلال تلك الفترة العصيبة، تمت إقالة رئيسها التنفيذى جيف زوكر بشكل غير متوقع فى فبراير 2022 بعدما تبين أنه على علاقة عاطفية سرية مع زميلة له. وتم إغلاق خدمة البث المباشر التدفقى CNNبلس، وتم إقالة اثنين من المذيعين اللامعين، وهما كريس كومو ودون ليمون، وشهدت أيضا تغييرات فى البرامج وحدثت عمليات تسرح جماعى للموظفين.
ويتولى تومسون المنصب خلفا لكريس ليكت، الذى تنحى فى يونيو الماضى بعد قرارات تحريرية مثيرة للجدل، كان أبرزها إجراء حوار مفتوح مع ترامب، شهد صيحات تأييد من أنصار الرئيس السابق وصيحات استهجان للمذيعة كايتلين كولينز.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة