حذر مسئولو هيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطانية من أن إضرابات الأطباء هذا الأسبوع من المحتمل أن تتسبب في تعطيل رعاية المرضى بشكل غير مسبوق، حيث سيشهد الأربعاء قيام الاستشاريين والأطباء المبتدئين بإضراب مشترك لأول مرة في النزاع المتصاعد حول الأجور، وفقا لصحيفة "الجارديان" البريطانية.
وسيضرب الأطباء المبتدئون في إنجلترا، الذين نظموا بالفعل خمسة أيام من الإضراب الصناعي هذا العام، مرة أخرى في الفترة من 20 إلى 22 سبتمبر - والذي يتزامن اليوم الأول منه مع إضراب الاستشاريين.
مع تأجيل ما يقرب من مليون موعد وعلاج في إنجلترا منذ بدء العمل الصناعي في ديسمبر، ووصول قوائم الانتظار إلى مستوى قياسي، أعرب قادة هيئة الخدمات الصحية الوطنية عن مخاوف جدية بشأن التأثير على رعاية المرضى.
وقال نائب الرئيس التنفيذي لمقدمي الخدمات الصحية الوطنية، سافرون كورديري: " من المرجح أن يتسبب الإجراء الصناعي هذا الأسبوع، بما في ذلك الإضراب المشترك للاستشاريين والأطباء المبتدئين لأول مرة، في تعطيل رعاية المرضى على عكس أي شيء رأيناه من قبل. إن النزاع المستمر - وغياب الحوار الهادف بين الجانبين - يثير قلق المرضى، ويثبط معنويات الموظفين، ويضر بهيئة الخدمات الصحية الوطنية".
وفي الأسابيع الأخيرة، كانت هناك تقارير عن تأخير عمليات المرضى عدة مرات. وقامت مؤسسة واحدة على الأقل بنشر متطوعين لأول مرة لدعم المرضى بالوجبات والمشروبات وتوفير الرفقة في قسم الطوارئ أثناء الإضرابات.
وقال آخرون إنهم يشعرون بالقلق من أن كبار الأطباء غير راغبين بشكل متزايد في تغطية نوبات عمل الأطباء المبتدئين عندما يضربون عن العمل.
وأضاف كورديري: "لقد تُرك المرضى يدفعون الثمن، مع تزايد المخاوف بشأن تدهور نوعية الحياة لأولئك الذين ما زالوا يواجهون تأخيرات طويلة في رعايتهم. لقد أخبرنا قادة الصناديق أن الإضراب الشهري تلو الآخر له أيضًا تأثير كبير على معنويات الموظفين ومرونتهم وعملهم الجماعي، مع تزايد إرهاق الموظفين في الخطوط الأمامية مع استمرار هذا النزاع".
وتقول الجمعية الطبية البريطانية إن هناك حاجة إلى زيادة في رواتب الأطباء المبتدئين بنسبة 35% لتعويض ما تقول إنها زيادات في الأجور أقل من التضخم على مدى 15 عاما.
تشير التقديرات إلى أن تكلفة الإضرابات فى هيئة الخدمات الصحية الوطنية وصلت إلى ما لا يقل عن مليار جنيه إسترليني حتى الآن، وفي الأسبوع الماضي، قال ريشي سوناك، رئيس الحكومة البريطانية إن هدف الحكومة المتمثل في تقليل قائمة انتظار المستشفيات في إنجلترا كان موضع شك. وأضاف أنه سيكون "من الصعب للغاية" تقليص قائمة الانتظار بحلول مارس المقبل كما وعد، وأضاف: "التحرك الصناعي سبب مهم لذلك."
وكانت قالت صحيفة "الأوبزرفر"، إن هيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطانية تتجه إلى أزمة مالية غير مسبوقة، مع توقعات بتجاوز ميزانيتها المخصصة بما لا يقل عن 7 مليارات جنيه استرليني العام المقبل، حيث تؤدي آثار التضخم والإضرابات إلى دفع صناديق المستشفيات إلى مستويات مثيرة للقلق من الديون، وفقًا لخبراء مستقلين بارزين.
واعتبرت الصحيفة البريطانية أن مشكلة العجز تضرب عدداً متزايداً من الصناديق في جميع أنحاء إنجلترا قبل الانتخابات العامة المحتملة في غضون 12 شهراً، وسوف تثير المزيد من الشكوك الجدية حول فرص رئيس الوزراء البريطاني، ريشي سوناك في الوفاء بتعهده بخفض قوائم الانتظار القياسية.
