يعقد مركز القاهرة الدولى لتسوية النزاعات وحفظ وبناء السلام النسخة الأولى من سلسلة دورات تدريبية حول "استجابات تغير المناخ من أجل استدامة السلام" خلال الفترة من 17 إلى 21 سبتمبر الجارى، وذلك بالتعاون مع إدارة الشئون السياسية والسلم والأمن بمفوضية الإتحاد الأفريقى، وبمشاركة الكوادر الحكومية المعنية من 15 دولة أفريقية وعدد من المنظمات الإقليمية، وبدعم من الاتحاد الأوروبى وسويسرا وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي.
تتأسس الدورة على نسخة تجريبية عقدها المركز فى شهر مارس الماضى، وتأتى ضمن أنشطته لبناء قدرات الدول الأفريقية فى المجالات المختلفة المرتبطة بالسلم والأمن، وضمن أنشطة تفعيل مبادرة تغير المناخ واستدامة السلام CRSP التى طورها المركز وأطلقتها الرئاسة المصرية لمؤتمر COP27 فى شرم الشيخ، والذى يمثل بناء القدرات الأفريقية أحد ركائزها الرئيسية.
وتتناول الدورة التأثيرات والتوقعات المستقبلية لتغير المناخ والعلاقة بين تداعياته وسبل تحقيق السلام والتنمية المستدامين فى أفريقيا، بالإضافة إلى تناول الأدوات التحليلية لتحديد المخاطر المتعلقة بتغير المناخ واستخدامها من جانب المتدربين للوقوف على الأسباب الجذرية للنزاعات ذات البعد المناخى، أخذًا فى الاعتبار مبدأ الملكية الوطنية وخصوصية السياقات. كما تتطرق الدورة إلى العلاقة بين النوع وتغير المناخ وبناء السلام، والنزوح الناجم عن تداعيات تغير المناخ، والتمويل المناخى، وتداعيات تغير المناخ على الأمن الغذائي.
فى كلمته الافتتاحية، أشار السفير أحمد نهاد عبد اللطيف، مدير عام مركز القاهرة الدولى، إلى أهمية انعقاد الدورة، والتى تعد الأولى من نوعها فى القارة الأفريقية حيث تم تصميم محتواها من جانب مركز القاهرة بما يآخذ فى الاعتبار الظروف الخاصة بالقارة الأفريقية حيث أنها القارة الأكثر تعرضا للتداعيات الكارثية لتغير المناخ فى حين أنها الأقل إسهامًا فى هذه الظاهرة، كما أنها تحصل على 4% فقط من التمويل المناخى، وقد أثنى على دعم شركاء التنمية لمبادرة CRSP ولأنشطة المركز المختلفة بما فى ذلك الدورة الحالية.
من جانبه، أعرب السفير محمدو لابرانج، سفير الكاميرون وعميد السلك الدبلوماسى الأفريقى فى القاهرة عن تقديره لحرص مصر على دعم قدرات الدول الأفريقية فى مختلف المجالات وعلى متابعة تنفيذ نتائج مؤتمر شرم الشيخ الذى وضع أولويات القارة الأفريقية على رأس اهتمامات العمل المناخى الدولي. هذا، وقد أكد الدكتور بروسبر أدو، ممثلًا عن بانكولى إديوى، مفوض الشئون السياسية والسلم والأمن بالاتحاد الأفريقى، على تقدير المفوضية للشراكة الناجحة مع مركز القاهرة الدولى، أخذًا فى الاعتبار كونه مركز تميز معتمد لدى الاتحاد الأفريقى، وجهوده لتنظيم هذه الفعالية فى هذا التوقيت الذى تزداد فيه تداعيات تغير المناخ حدة وتعقيدًا، وهو ما يتطلب حلولًا شاملة للتصدى لها.
وقد شارك فى حفل الافتتاح كل من السفيرة إيفون باومان، سفيرة سويسرا فى القاهرة، وأن سكو، نائب رئيس وفد الاتحاد الأوروبى فى مصر، وأليساندرو فراكاسيتى، الممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائى فى القاهرة، والذين أكدوا على ريادة مصر والتزامها بدعم جهود التصدى لتداعيات تغير المناخ وتعزيز وبناء السلام إقليميًا ودوليًا، وهو ما انعكس فى التنظيم الناجح لمؤتمر COP 27 ومخرجاته غير المسبوقة. وقد أعربوا عن اعتزازهم بالتعاون مع مركز القاهرة الدولى والذى يتمتع بخبرات ممتدة فى مجال بناء القدرات وأشادوا بثراء محتوى الدورة وتنوعه.
جدير بالذكر أن عددًا من المنظمات الإقليمية والدولية قد ساهمت بخبراتها فى تنفيذ الدورة وعلى رأسها البنك الأفريقى للتنمية، والمنظمة الدولية للهجرة، واللجنة الدولية للصليب الأحمر، ومكتب المبعوث الخاص للقرن الأفريقى، والمجموعة الاستشارية للبحوث الزراعية الدولية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة