صدر حديثا رواية عتبات السلطان للروائي خليل الجيزاوي عن المجلس الأعلى للثقافة سبتمبر 2023، وهي الرواية التاسعة في مشروع الجيزاوي الروائي، وتعتمد الرواية على تقنيّة تعدّد الأصوات في بنائها الروائي، حيث تتناوب ثلاثة ضمائر: الغائب، المتكلم، المخاطب، في سرد الأحداث، الأول صوت الراوي العليم الذي يروي الأحداث الخاصة بحياة دكتور نبيل وهدان، والثاني صوت سوزان إمام التي تروي علاقتها مع بطل الرواية دكتور نبيل وهدان، والثالث صوت عمّ حمزة بطل لعبة الانتخابات الأول في شارع مجلس الأمّة بدائرة السيدة زينب، وسط القاهرة، والرابع صوت غادة سيف الدين التي نجحت في ترويض ثورة نبيل وهدان، إلى جانب تقنيّات حديثة أخرى مثل: توظيف الحلم أو بما يُعرف بالرؤى المنامية، واسترجاع الماضي عن طريق الفلاش باك، والاستشهاد بالوثائق التاريخية: الخطط التوفيقية للدكتور على باشا مبارك، ومقالة الصحفي عباس الطرابيلي بجريدة الوفد.
ويمتد زمن الرواية لأكثر من خمسين سنة؛ ليشمل فترة مهمّة من تاريخ مصر الحديث، عقب نصر أكتوبر عام 1973، والانفتاح الاقتصادي في عهد الرئيس السادات، وهجرة آلاف العمال والفلاحين والأطباء للعمل في دول الخليج العربي بعد ارتفاع أسعار البترول، نتيجة حرب أكتوبر عام 1973، هذا السفر يُشكّل حلقة مفصلية في حياة الدكتور نبيل وهدان، الذي أغلق عيادته بشارع السلطان الحنفي بالسيدة زينب؛ ليعمل أكثر من 25 عاماً في دول الخليج العربي، ويعود من السفر؛ ليسكن فيلته الجديدة بمدينة الشروق وسط الصحراء، التي لا تزال خالية من السكان؛ لهذا لم يجد الدكتور وهدان نفسه عبر جدران الفيلا الكبيرة الباردة وسط الصحراء التي وجدها لا تختلف كثيراً عن حياته في المدن العربية الصحراوية التي عاش فيها طيلة سنوات الغربة، وصباح يوم الجمعة يتمرد على الحياة المادية المحدّدة بالساعة واليوم؛ لأول مرة منذ 25 سنة، ويغادر الفيلا دون إخبار زوجته وأولاده، يقود سيارته المرسيدس ويغلق تليفونه المحمول، وتنطلق أولى خطواته للبحث عن علاج لانكسار روحه الحزينة، ورتق الشرخ الذي أصابها، ويبدأ حياة جديدة، هكذا تبدأ الرواية وتتوالى الأحداث.
الجدير بالذكر أن الروائي خليل الجيزاوي، عضو مجلس إدارة النقابة العامة لاتحاد كُتّاب مصر، ونادي القصة بالقاهرة، ودار الأدباء، وأتيلييه القاهرة، وأصدر من قبل ثمان روايات: يوميات مدرس البنات، مكتبة مدبولي عام 2000، أحلام العايشة، الهيئة المصرية العامة للكتاب عام 2003، الألاضيش، الهيئة المصرية العامة للكتاب عام 2004، مواقيت الصمت، الدار العربية بيروت ومكتبة مدبولى بالقاهرة عام 2007، سيرة بني صالح، دائرة الثقافة والإعلام بالشارقة الإمارات عام 2015، أيام بغداد، مؤسسة دار المعارف للنشر والتوزيع بالقاهرة عام 2020، رواية خالتي بهية، الهيئة المصرية العامة للكتاب عام 2021، رواية البومة السوداء عن سلسلة إبداعات عربية عن دائرة الثقافة بالشارقة الإمارات العربية عام 2021، وثلاث مجموعات قصصية: نشيد الخلاص، هيئة قصور الثقافة بالقاهرة عام 2001، أولاد الأفاعي، الكتاب الفضي، نادي القصة بالقاهرة عام 2004، حبل الوداد، سلسلة أصوات أدبية، الهيئة العامة لقصور الثقافة بالقاهرة عام 2010، وكتابان في النقد الأدبي: مسرح المواجهة، الهيئة المصرية العامة للكتاب عام 2004، يوسف الشارونى .. عمر من ورق، الهيئة المصرية العامة للكتاب عام 2009، وصدر عنه كتابان نقديان: خليل الجيزاوي وعالمه الروائي، للناقد إبراهيم حمزة، دار سندباد للنشر والتوزيع بالقاهرة عام 2011، وسيميولوجيا الخطاب السردي عند الروائي خليل الجيزاوي، للباحثة الجزائرية راضية شقروش، دار سندباد للنشر بالقاهرة عام 2014.
حصل على العديد من الجوائز الأدبية مثل: جائزتي نادي القصة بالقاهرة في القصة القصيرة والرواية عام 1988، وجائزة محمود تيمور في القصة القصيرة من المجلس الأعلى للثقافة عام 2002، والجائزة الأولى في مسابقة إحسان عبد القدوس عن رواية أيام بغداد عام 2019.
عتبات السلطان