صدّق مجلس الشيوخ الأمريكى على تعيين الجنرال تشارلز كيو براون جونيور، من القوات الجوية الأمريكية، فى منصب رئيس أركان الجيش الأمريكى، متخطيا الحصار الذى فرضه السيناتور تومى توبرفيل على تعيينات وترقيات مسئولى البنتاجون.
وجاء تصويت المجلس بموافقة 83 سيناتور ومعارضة 11 أخرين، ومن المتوقع أن تعقبه سلسلة من عمليات تأكيد تعيين قادة الجش والمارينز، والتى تم تعليقها علت مدار أشهر بسبب معارضة سيناتور ألاباما الجمهورى توبرفيل على خلفية سياسات وزارة الدفاع المتعلقة بإتاحة الإجهاض.
ومن المقرر أن يخلف الجنرال براون رئيس الأركان الحالى مارك ميلى عندما يتنحى الأخير عن منصبه بنهاية هذا الشهر.
وقالت صحيفة نيويورك تايمز إن زعيم الأغلبية الديمقراطية بمجلس الشيوخ السيناتور تشاك شومر التف حول عراقيل توبرفيل بطرح كل ترشيح لإجراء تصويت عليه منفردا من كافة أعضاء مجلس الشيوخ. إلا أن هناك المئات من الترقيات التى لا تزال معلقة بسبب اعتراضات توبرفيل.
وبحسب ما ذكر الصحيفة، فإن شومر كان مترددا إزاء إجراء تصويت على المرشحين كل على حدة، خوفا من أن يعتبر استسلاما لتوبرفيل، الذى تم تشبيه أسلوبه بأخذ الرهائن. وكان سيناتور ألاباما يعرقل سلسلة من التريات لكبار الجنرالات وقيادات الجيش فى محاولة لإجبار البنتاجون على وقف سياسة طبقها بعد قرار المحكمة العليا بإلغاء تقنين الإجهاض، بمنح وقت راحة وتعويض مالى لأفراد الخدمة الذين يسافرون للحصول على خدمات الإجهاض أو الخصوبة.
وفى حين قال توبرفيل إنه يرحب بالموافقات السريعة، إلا أنه أضاف أنه لن يتراجع عن مساعيه للتخلص من سياسة الوصول إلى الإجهاض. وكان من بين 11 جمهوريا صوتوا ضد ترشيخ براون، على الرغم من أنه كان قد أشار للصحافة فى الأشهر الأخيرة أنه سيدعمه.
وبتعيينه فى منصب رئيس الأركان، فإن الجنرال تشارلز براون، أو "سى كيو" كما هو لقبه، سيمثل استمرارا لتولى الأمريكيين من أصول أفريقية للمناصب الرفيعة فى كافة المؤسسات الأمريكية.
حيث أصبح الجنرال براون ثانى ضابط من أصل أفريقى يتبوأ أعلى منصب عسكرى فى الولايات المتحدة، إذ لم يسبقه إلى ذلك سوى الجنرال، كولن باول، فى تسعينيات القرن الماضى بين عامى 1989 و1993.
وأشارت وسائل الإعلام الأمريكية إلى أن تعيين براون يمثل أيضا سابقة فى تاريخ الولايات المتحدة، حيث أنه سيعمل تحت إمرة وزير دفاع من أصل أفريقى أيضا هو، لويد أوستن.
وفيما يتعلق بمسيرته العسكرية، أشارت التقارير إلى أن الجنرال تشارلز كيو براون هو طيار سابق سجل ثلاثة آلاف ساعة طيران، بينها 130 ساعة فى مهام قتالية.
وبعد تعيينه قائد لواء، تبوأ براون منصب قائد القوات الجوية الأمريكية فى الشرق الأوسط والمحيط الهادئ.
وبرز اسم الجنرال براون خلال موجة التظاهرات التى شهدتها الولايات المتحدة ضد العنصرية فى أعقاب مصرع جورج فلويد عام 2020 على يد ضباط شرطة من البيض. وفى هذا الوقت، نشر براون مقطع فيديو تحدث فيه عن التمييز الذى تعرض له هو نفسه، بما فى ذلك فى الجيش. وقال براون فى هذا الوقت إنه فى سلاح الجو كان غالبا الأمريكى الوحيد من اصل أمريكى فى سربه، وكضابط كبير، كان الأفريقى الأمريكى الوحيد فى الغرفة".
وأضاف "أتذكر الضغوط التى كنت أتعرض لها لكى لا أرتكب أى خطأ، لا سيما أمام رؤسائى الذين كنت أشعر أنهم لا يتوقعون الكثير منى بصفتى أمريكياً من أصل أفريقى.
وعندما قدم بايدن رئيس الأركان المقبل فى مايو الماضى، قال عنه إنه "قائد شجاع ووطنى عنيد". وأشار بايدن حينئذ إلى أن الجنرال الستينى ينحدر من عائلة لديها باع طويل فى الجيش. وقال بايدن إن "الجنرال براون محارب، ينحدر من سلالة فخورة من المحاربين".