نحتفل هذه الأيام بالذكرى المئوية على ميلاد واحد من أسطوات صاحبة الجلالة، "الأستاذ" الذي جعل من مهنة "الجورنالجي" فخرًا للأجيال، الكاتب الذي استطاع أن يكون شاهدًا على عصور، ومحللاً للأحداث بنظرة صحفية وإبداعية وسياسية بديعة، أنه الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل، الذى ولد فى 23 سبتمبر عام 1923.
ويعتبر محمد حسنين هيكل أحد أشهر الصحفيين العرب والمصريين فى القرن العشرين، ساهم فى صياغة السياسة فى مصر منذ فترة الملك فاروق حتى وفاته سنة 2016، فقد تولى مناصب صحفية هامة مثل رئيس تحرير جريدة الأهرام، قدم عشرات الكتب التى كان فيها صحفيا وكاتبا ومُحللا وشاهدا على التاريخ، لكن في كل هذه الكتب لم يكتب "هيكل" سيرته الذاتية، قبل رحيله.
وكان هيكل رد على هذا التساؤل ربما في إحدى أحاديثه مع الإعلامي الراحل مفيد فوزى قائلا: طاف بذهنى خاطر أن أكتب سيرتى الذاتية، ولكن تقديرى أن السيرة الشخصية يجب أن تكون خاتمة مشوار، وما دمت تتحرك فأنت عرضة لأشياء كثيرة قد تضاف وربما تحذف، ومن يكتب سيرته الذاتية يجد نفسه ربما يغير وقائع أو يعيد النظر فيها بحكمة لم تكن موجودة وقت وقوع الحوادث، وأنا أتصور أن كل إنسان – فى سيرته الذاتية – يعيد على نحو أو آخر اختراع نفسه من جديد، ليس على الصورة التى كانت، وإنما على الصورة الملائمة، والأمر يحتاج إلى شجاعة لقول الحقيقة مجردة.
وبحسب الأديب يوسف القعيد: فأنه كل ما كتبه هيكل بقلمه عن نفسه لم يكن يقصد الكتابة عن نفسه، لكنها كتابة جاءت فى سياقات تناوله لقضايا حياته الصحفية، وهذه الكتابة لا تغنى عن مذكراته الشخصية التى أتصور أنه كتبها وأودعها فى مكان ما من هذا العالم.
بينما قال الإعلامى محمد الباز: بعد رحلة طويلة استطيع أن أجزم أن هيكل لم يترك وراءه كتابًا مستقلًا، يمكن أن نقول إنه يحمل مذكراته أو سيرته الذاتية، لكن فى الوقت نفسه يمكننى أن أقول إن هيكل دون سيرته المهنية والسياسية والشخصية داخل مقالاته وكتبه وحواراته، وكأنه أراد بذلك أن يقول للجميع، لقد كتبت حياتى، وليس عليكم إلا أن تعيدوا ترتيبها كما تشاءون، مشيرا إلى أنه مرة واحدة فقط لفت هيكل الانتباه إلى أنه يتحدث عن حياته الشخصية، حدث هذا فى مقاله "علامات على طريق طويل".. وهو المقال الذى نشره فى 11 فبراير 1972، وكان قد مر على دخوله الصحافة ثلاثون عامًا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة