أعرب وزير خارجية ليبيا السابق محمد الهادي الدايري، الخميس، عن امتنان الشعب الليبي بما قدمته وما ستقدمه الدولة المصرية رئيسا وحكومة وشعبا تجاه أبناء الشعب الليبي عقب كارثة درنة، مؤكدا أن ما قامت به مصر ليس غريبا بالدعم البحري والجوي والبري لليبيين، مشيدا بالعمل المضنى الذي تقوم به الفرق المصرية.
وطالب وزير خارجية ليبيا السابق في حوار لتليفزيون "اليوم السابع" باستمرار مصر في دعم جهود الإنقاذ والإغاثة واستقرار الأوضاع السياسية في ليبيا، وذلك للذهاب لتشكيل حكومة وتلبية مطالب الشعب بإجراء الانتخابات تخرج ليبيا من حالة عدم الاستقرار وإنهاء المراحل الانتقالية في البلاد.
ولفت إلى حاجة أبناء الشعب الليبي الإنقاذ والإغاثة في مدينة درنة لحين الانتهاء من انتشال ودفن جثث الضحايا، مضيفا "نحن على أبواب شتاء قارس في منطقة الجبل الأخضر ودرنة جزء منه."
وأوضح أن الدعوات لمؤتمرات إعادة إعمار درنة سابقة لأوانها حيث التركيز أولا على مواجهة الكارثة والاستجابة لها على أن يكون التوجه لإعمار مدينة درنة وهو مطلع شعبي وحيوي هام بعد انتهاء فرق الإنقاذ والإغاثة من عملها.
وأكد "الدايري" عدم حاجة الدولة الليبية لأية مؤتمرات دولية لإعادة الاعمار خلال هذه الفترة، مشددا على ضرورة الاستمرار في الإغاثة والإنقاذ وتقديم الدعم النفسي للناجين خاصة أنهم فقدوا الكثير من أسرهم بعد كارثة الاعصار.
ولفت إلى أن الشعب الليبي غاضب بسبب اهمال مدينة درنة نتيجة الفساد المالي المستشري في أجهزة الدولة الليبية على مدار الحكومات المتعاقبة سواء خلال فترة حكم النظام السابق أو بعد 2011، لافتا إلى أن الليبيون خاصة أهالي درنة مستاؤون من نهب المال العام في البلاد، معربا عن أسفه من محاولات تجري من شخصيات ليبية مسؤولة لاستقطاب شركات خارجية لتحقيق مكاسب مالية شخصية دون أن تحقق هذه الشركات النفع للشعب الليبي خاصة في مدينة درنة المنكوبة.
وحول تصريحات النائب العام الليبي المستشار الصديق الصور حول محاسبة المتورطين في كارثة درنة، أكد وزير خارجية ليبيا السابق أن النائب العام الليبي أشار إلى أن التحقيق سيتطرق للإهمال وعدم الاهتمام بصيانة سدي درنة ومشاريع أخرى، موضحا أن التحقيق سيكون سيتناول فترة زمنية امتدت لعقدين كاملين،
وحذر وزير خارجية ليبيا السابق من محاولات أطراف سياسية ليبية لتسييس الكارثة التي حدثت في درنة، مؤكدا ان المساعدات العاجلة تتدفق إلى درنة من جنوب وغرب ليبيا، مضيفا "ما حدث في درنة خلق حالة وحدة شعبية بين أبناء الشعب الليبي."
وعن الجهة التي تتحمل كارثة درنة، أوضح أن الحكومة التي رصدت لها الأموال في 2012 لصيانة وترميم سدي درنة وكذلك الحكومات المتعاقبة بدون استثناء تتحمل المسؤولية، فضلا عن الأموال التي خصصت لبلدية درنة لإعادة اعمار المدينة
ولفت إلى أن مدينة درنة عانت كثيرا خلال حرب الجيش الليبي ضد القوى الظلامية في درنة خلال عامي 2017 و 2018، مؤكدا أن المطالبة العاجلة في الوقت الحالى هي تشكيل حكومة وحدة فعالة تشارك فيها كافة الأطراف الليبية كي تكون ليبيا قادرة على تنظيم انتخابات مستقبلية، مضيفا: لن تستقر الأوضاع مالم تتشكل حكومة وحدة تواكب الوحدة الوطنية التي عبر عليها الليبيين في الداخل.
وحول آثار وتداعيات التدخلات الخارجية في الشأن الليبي، أكد "الدايرى" أن ليبيا تعاني من التدخلات الخارجية في شؤونها، مشيرا إلى عدم وجود توافق بين القوى الإقليمية والدولية التي تتدخل في الشأن الليبي، مشيرا إلى حدوث انتكاسة بالعملية السياسية في ليبيا عقب مؤتمر برلين.
وأعرب عن تطلع الشعب الليبي لتوافق دولي لتشكيل حكومة وحدة والذهاب لانتخابات وطنية رئاسية وتشريعية، مؤكدا ضرورة مواصلة الشعب الليبي للضغط على الأطراف السياسية من أجل الذهاب للم الشمل وتشكيل حكومة وحدة وتفعيل المصالحة الوطنية، مؤكدا أن المجلس الرئاسي لم يحقق أي شيء ملموس في ملف المصالحة الوطنية، مشددا على أهمية انصات الأطراف السياسية الليبية لنبض الشارع الليبي الذي يطالب بوحدة سياسية واقتصادية واجتماعية في البلاد.
