قال الكاتب والأديب يوسف القعيد، إنه فوجئ باتصال هاتفي ورده في مؤسسة دار الهلال من الدكتور مهندس خالد جمال عبدالناصر قال له فيه إنه يريد المجيء لمقابلة نجيب محفوظ ومصافحته.
وأضاف "القعيد"، خلال حواره مع الإعلامي والكاتب الصحفي الدكتور محمد الباز، مقدم برنامج "الشاهد"، عبر قناة "إكسترا نيوز": "خشيت بأن تحدث مشكلة، بسبب موقف نجيب محفوظ من تجاوزات في حكم جمال عبدالناصر، وقلت له إنني سأخبره وأتمنى ألا يسافر الإسكندرية، وبذلك أردت عمل مقدمة لاعتذار نجيب محفوظ".
وتابع الكاتب والأديب: "قلت لنجيب محفوظ، فاهتمّ وقال لي معزمتهوش يقعد معانا ليه، فقلت مش من حقي، فرد وقال لي يجي في أي وقت، وهو ما أخبرت به خالد جمال عبدالناصر".
وأكد، أن خالد جمال عبدالناصر قابل نجيب محفوظ وتصافحا، وقال له معلومة غيرت موقف نجيب محفوظ من حكم جمال عبدالناصر، وهي "عندما كانت تصدر رواية جديدة لك كان يشتري نسخا من الرواية بعدد أفراد أسرته وبعد فترة يناقشنا ويكون قرأها وكانت مناقشة دقيقة ودؤوبة ومهمة".
وواصل، أن نجل عبدالناصر أكد لنجيب محفوظ أن والده لم يغضب من روايات نجيب التي كانت تنتقده، وأكد له بأنه وافق على تحويلها لأفلام سينمائية مثلما وافق على تحويل رواية "شيء من الخوف" لثروت أباظة إلى فيلم سينمائي رغم رمزيته "جواز عتريس من فؤادة باطل"، فنشأت صلة بين خالد جمال عبدالناصر ونجيب محفوظ لم تنتهِ إلا بوفاة نجل جمال عبدالناصر.
وقال الكاتب والأديب يوسف القعيد، إنّ الأديب الراحل كان يتمنى أن يصبح محررا عسكريا، وكانت معظم صداقاته من أبناء الجيش المصري، وكان الجيش هو قضية عمره الأساسية.
وتحدث "القعيد"، عن فترة خدمته بالمستشفى العسكري في غمرة، قائلا: "المستشفى كان له بابين، أمامي لزوار المرضى والأطباء والضباط، وباب خلفي كنا ندخل منه".
وتابع الكاتب والأديب: "المسؤول عن الباب الأمامي اتصل بي وتحدث إليّ من التليفون الداخلي، وقال لي إن نجيب محفوظ موجود في المستشفى، وكنت قد كتبت روايتين، وكنت الأديب الوحيد في الوحدة التي أخدم بها".
وواصل: "كان جمال الغيطاني يزورني في فترة خدمتي العسكرية بالمستشفى مرتين في الأسبوع، وكان جمال الغيطاني عشرة عمري.. أما بالنسبة إلى نجيب محفوظ وسر تواجده في المستشفى، فقد كان يزور قريبه وهو أحد ضباط القوات المسلحة الذين أصيبوا في حرب أكتوبر، وكنت معه قبلها بيوم في قهوة ريش بمنطقة وسط البلد، وذهبت إليه وسلمت عليه ورحبت به".