تعودنا فيما مضى على أن خطابات الرؤساء مجرد كلمات بروتوكولية عابرة؛ لكن مع الرئيس السيسى تغير ذلك وأصبحت لقاءاته بالناس فسحة للمكاشفة ومنصة لإطلاق برامج العمل، وفيها يُرتب الأولويات ويقترح الأحلام ويُبشر بالمنجزات، وضمن اهتماماته كان الحفاظ على هوية وثقافة المصريين وخزائن أمجاد مصر فى المقدمة، وقد بدأ ذلك منذ كان مرشحا لرئاسة الجمهورية فى 2014م، خلال استقباله وفدا من الفنانين المصريين من أجل الحديث عن مستقبل الفن والإبداع خلال المرحلة المقبلة، ودور الفنون فى النهوض بمستوى ثقافة المواطنين، وتشكيل جزء كبير من الوعى لديهم، ولم يأت ذلك من فراغ، بل هو صادر من منبع الشخصية المصرية المثقفة التى تملك وعيا كاملا بأهمية القوى الناعمة داخل المجتمع.
لنجد الرئيس السيسى خلال كلمة سيادته أمام الجمعية العامة للمحكمة الدستورية العليا فى 2014، بمناسبة أدائه اليمين الدستورية، يعلنها بشكل صريح وواضح أن الهوية المصرية على رأس أولوياته.
كما خاض الرئيس عبدالفتاح السيسى معارك ضارية لمواجهة الإرهاب، ودحر الجماعات المتطرفة، فقد كان ذلك الأمر يمثل تحديا كبيرا واجه مصر، من أجل الحفاظ على الهوية المصرية وتحقيق الأمن والأمان والاستقرار والتنمية للمواطن المصرى، لتنتصر مصر فى تلك المعركة، التى عملت على استعادة الهوية المصرية.
وظل الرئيس عبدالفتاح السيسى يؤكد على استعادة الهوية المصرية، بالعديد من المناسبات، ففى أكتوبر 2016، وجه السيسى، خلال توصيات مؤتمر الشباب بشرم الشيخ، الحكومة بالتعاون مع الأزهر والكنيسة وجميع الجهات بالدولة بوضع ورقة عمل وطنية تمثل استراتيجية لوضع أسس سليمة لتصويب الخطاب الدينى فى إطار الحفاظ على الهوية المصرية بكل أبعادها.
كما قال الرئيس خلال المؤتمر الوطنى للشباب 2018، وبالتحديد خلال الجلسة الختامية: «إن من أولوياتى استعادة هوية الدولة المصرية بعدما حاولت بعض الأيادى طمسها، وإن عملية صياغة الإنسان المصرى ستكون شاملة وتعتمد على الأبعاد الفكرية والاجتماعية والثقافية».
وإيمانا بدور الفن والتراث فى حماية هويتنا وجه الرئيس بإنشاء مدينة فنون عالمية على أرض العاصمة الإدارية الجديدة، والتى أقيمت على مساحة 127 فدانا، وتضم عددا من المسارح وقاعات العرض والمكتبات والمتاحف والمعارض الفنية، لكل أنواع الفنون التقليدية والمعاصرة، من موسيقى ورسم ونحت ومشغولات يدوية وغيرها. وتضم المدينة قاعة احتفالات كبرى تستوعب 2500 شخص مجهزة بأحدث التقنيات، والمسرح الصغير به قاعتان تستوعبان 750 فردا للعروض الخاصة.
هذا وقد عملت وما زالت تعمل الدولة على رفع شعار حماية الهوية المصرية من خلال توجيه الرئيس السيسى بتنفيذ مشروعات عملاقة وتخصيص ميزانيات ضخمة من أجل إزالة العقبات ومنعا لتعطيل العمل خلال تطوير المواقع والمتاحف الأثرية، وهو ما أحدث صدى كبيرا حول العالم وتصدرت تلك الأحداث الصحف الأجنبية، منها افتتاح المتحف القومى للحضارة المصرية ونقل المومياوات الملكية، إلى جانب الحفل المهيب لافتتاح طريق الكباش.
ومن أجل تربية الأجيال الجديدة على حفظ الهوية المصرية ورفع روح الانتماء استطاعت الدولة فى عهد السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى، رئيس الجمهورية، من إصدار قانون بجائزة الدولة للمبدع الصغير، لتكون الأولى من نوعها على مستوى الشرق الأوسط، والتى تهدف إلى منح جوائز للمبدعين فى مراحل النشء والشباب من سن 5 إلى 18 سنة فى مجالات الثقافة والفنون والابتكارات العلمية، وهو ما يمثل اعترافا كاملا من الدولة برعاية الأطفال الموهبين وأن بلاده تقدرهم وتحترم موهبتهم فى رعايتها والحفاظ عليها وتنميتها.
وفى أمر يحدث لأول مرة وهو اهتمام القيادة السياسية بشكل خاص بما يجرى على الساحة الفنية، تحدث الرئيس خلال مداخلة تليفونية لأحد البرامج التليفزيونية عن دعمه وتقديره للفسيرة قائد ومسيرة وطن
المصرى ووجه الحديث للكاتب الكبير عبدالرحيم كمال خلال مداخلته قائلا: كلامك عن تجديد الخطاب الدينى لفت انتباهى، أنا داعم لك فى أى عمل على مستوى الدولة، إذا كان الربح سيكون عائقا أنا معاك، ومع تقديم الدعم الكامل للإبداع».
ليؤكد الرئيس عبدالفتاح السيسى على أن القيم النبيلة تولد من رحم الإبداع، وأن دور القوى الناعمة فى مصر ليس بأمر هين، ويحتاج إلى عمل جاد وشاق، معلنا دعمه ومساندته لجميع الأعمال الهادفة بهدف الحفاظ على الهوية المصرية، وهو الإثبات الحقيقى بأن الرئيس السيسى رئيس استثنائى فى تاريخ مصر وهو بحق «ابن البلد.. وحامى الهوية».
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة