قبل نحو عام من موعد انتخابات الرئاسة الأمريكية القادمة، يبدو الرئيس السابق دونالد ترامب ثابت الخطى فى طريقه نحو العودة إلى البيت الأبيض. ولا يدفع بهذا الأمر فقط أنصاره ومؤيديه، بل يعترف بتلك الحقيقة حتى أنصار منافسيه على ترشيح الحزب الجمهورى، وحتى الديمقراطيين أنفسهم.
فقد قالت صحيفة واشنطن بوست، إن العديد من مراقبى الحزب الجمهورى بدأوا يعترفون أن الرئيس السابق دونالد ترامب من المرجح للغاية أن يصبح مرشح الحزب للرئاسة فى انتخابات 2024.
ومع تبقى أقل من أربعة أشهر على بدء السباق التمهيدى الجمهورى فى أيوا، فإن العديد من قادة الحزب المنتخبين مثل رئيس مجلس النواب كيفين مكارثى، ومسئولى الحزب الجمهورى المحليين وعملاء الحزب يقولون بشكل أكثر مباشرة إنهم يتوقعون أن يقود ترامب التذكرة الجمهورية فى العام المقبل. وحتى بين هؤلاء الذين يعارضونه، يقول البعض إنهم يتجهون نحو هذه النتيجة.
وفى ظل مواجهته 91 تهمة جنائية فى أربع قضايا، استطاع ترامب أن يبنى تقدما هذا العام على عدد من المنافسين الذين يتحدون هيمنته على الحزب. وصور ترامب نفسه كضحية لمعركة قانونية مسيسة، وهو السرد الذى كان له ثدى بين الناخبين الجمهوريين. لكن المدعين المشاركين فى هذه القضايا يقولون إنهم يتحركون وفقا للقانون وليس السياسة.
وتقول واشنطن بوست أن التفاؤل بشأن فرص ترامب يمتد إلى أعلى مستويات قيادات الحزب الجمهورى فى الكابيتول. فقد قال مكارثى فى مقابلة مع فوكس نيوز تم بثها الأسبوع الماضى، أنه يعتقد أن ترامب سيكون المرشح. وفى يونيو الماضى، قال مكارثى أنه لا يعرف ما إذا كان ترامب سيكون المرشح الأقوى، وهى التصريحات التى أغضبت ترامب، وتراجع مكارثى عن موقفه. وقال السيناتور باتريك ماكنرى، الحليف المقرب من مكارثى، أن رئيس مجلس النواب يتفهم بشكل قوى جدا ما يريدوه الناخبون الجهوريون، ومن الواضح فى استطلاعات الرأى العام أن تامب هو الأقوى.
وقال مستشار لترامب أن الأخير لم يتحدث مع مكارثى فى الأيام التى تلت مقابلة رئيس مجلس النواب مع فوكس نيوز، مشيرا إلى أن الرئيس لا يتعامل مع السباق التمهيدى على أنه محسوم، لكنه يستعد لإعادة التسابق مع الرئيس بايدن.
من ناحية أخرى، قالت صحيفة ذا هيل أن الديمقراطيين الذين يعتقدون أن الرئيس السابق دونالد ترامب لن يتم انتخابه فى سباق 2024 ربما يتعين عليهم أن يعلقوا آمالهم على شخصيته وسلوكه السابق وليس سياساته الفعلية.
وأضافت الصحيفة أنه ربما يبدو ترامب منبوذا من الكثير من الناس بشكل لا يجعله يفوز فى الانتخابات العامة. وربما تكون محاولتى العزل السابقتين وإرث أحداث اقتحام الكونجرس والمحاكمات الجنائية الأربع التى يواجهها سببا فى غرق ترامب.
لكن من اللافت أنه فى ثلاثة من أبرز القضايا المثيرة للجدل التى تواجه الولايات المتحدة، وهى الإجهاض والهجرة والحرب فى أوكرانيا، فإن ترامب قد يغير موقفه بشكل يتوافق مع الانتخابات، أو أن الرأى العام يتغير فى اتجاهه.
ويشعر بعض الديمقراطيين بالقلق من أن رفاقهم فى الحزب راضون للغاية عن فرص الرئيس جو بايدن فى الفوز لو كان ترامب منافسه، وذلك نظرا لحجم التحديات التى يواجهها بايدن فى الوقت الراهن.
وقال الخبير الاستراتيجى الديمقراطى هانك شينكوف أنه ظل يتحدث عن هذا الأمر لأسابيع وأشهر. فالخبر الجيد الوحيد لبايدن فى الوقت الراهن هو احتمال الإغلاق الحكومى والحديث عن العزل.
وأضاف أن هناك تحديات متزايدة منها ارتفاع معدلات الجريمة، والاقتصاد فى وضع ردئ مهما كان ما يقوله بايدن. كما ينظر إلى بايدن على أنه متقدم فى العمر بينما لا تحظى كامالا هاريس بشعبية. ولو أجريت الانتخابات غدا، فإن ترامب سيفوز.
