المولد النبوى.. كعب ابن زهير: والعفو عند رسول الله مَأمول

الثلاثاء، 26 سبتمبر 2023 12:00 م
المولد النبوى.. كعب ابن زهير: والعفو عند رسول الله مَأمول قصيدة بانت سعاد
أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الكثير من الشعراء مدحوا سيدنا النبى محمد، عليه السلام، ومن أشهرهم الشاعر كعب بن زهير ، وهو شاعرعربى مسلم مخضرم، عاش عصرين مختلفين هما عصر الجاهلية، وعصر الإسلام.
 
واشتهر كعب بن زهير فى الجاهلية، ولما ظهر الإسلام هجا النبى محمد صلى الله عليه وسلم، ولما أهدر دمه، جاءه كعب بن زهير مسلما مستأمناً وأنشده لاميته المشهورة التى مطلعها: بانت سعاد فقلبى اليوم مبتول، فعفا عنه النبي، وخلع عليه بردته فسميت قصيدته تلك بالبردة.
يقول كعب بن زهير:
 
 
بانَت سُعادُ فَقَلبي اليَومَ مَتبولُ   *   مُتَيَّمٌ إِثرَها لَم يُفدَ مَكبولُ
 
وَما سُعادُ غَداةَ البَينِ إِذ رَحَلوا  *  إِلّا أَغَنُّ غَضيضُ الطَرفِ مَكحولُ
 
هَيفاءُ مُقبِلَةً عَجزاءُ مُدبِرَةً  *  لا يُشتَكى قِصَرٌ مِنها وَلا طولُ
فَما تَدومُ عَلى حالٍ تَكونُ بِها  *  كَما تَلَوَّنُ في أَثوابِها الغولُ
 
تَجلو عَوارِضَ ذي ظَلمٍ إِذا اِبتَسَمَت *  كَأَنَّهُ مُنهَلٌ بِالراحِ مَعلولُ
 
كَانَت مَواعيدُ عُرقوبٍ لَها مَثَلاً  *   وَما مَواعيدُها إِلّا الأَباطيلُ
 
أَمسَت سُعادُ بِأَرضٍ لا يُبَلِّغُها  *  إِلّا العِتاقُ النَجيباتُ المَراسيلُ
 
وَلَن يُبَلِّغها إِلّا عُذافِرَةٌ  *   فيها عَلى الأَينِ إِرقالٌ وَتَبغيلُ
 
كَأَنَّ ما فاتَ عَينَيها وَمَذبَحَها  *  مِن خَطمِها وَمِن اللَحيَينِ بَرطيلُ
كُلُ اِبنِ أُنثى وَإِن طالَت سَلامَتُهُ  *   يَوماً عَلى آلَةٍ حَدباءَ مَحمولُ
 
أُنبِئتُ أَنَّ رَسولَ اللَهِ أَوعَدَني  *  وَالعَفُوُ عِندَ رَسولِ اللَهِ مَأمولُ
 
مَهلاً هَداكَ الَّذي أَعطاكَ نافِلَةَ ال  *  قُرآنِ فيها مَواعيظٌ وَتَفصيلُ
 
لَقَد أَقومُ مَقاماً لَو يَقومُ بِهِ  *  أَرى وَأَسمَعُ ما لَو يَسمَعُ الفيلُ
 
لَظَلَّ يُرعَدُ إِلّا أَن يَكونَ لَهُ  * مِنَ الرَسولِ بِإِذنِ اللَهِ تَنويلُ
 
لَذاكَ أَهَيبُ عِندي إِذ أُكَلِّمُهُ  * وَقيلَ إِنَّكَ مَسبورٌ وَمَسؤولُ
 
مِن ضَيغَمٍ مِن ضِراءَ الأُسدِ مُخدِرَةً  *  بِبَطنِ عَثَّرَ غيلٌ دونَهُ غيلُ
 
إِنَّ الرَسولَ لَنورٌ يُستَضاءُ بِهِ  *  مُهَنَّدٌ مِن سُيوفِ اللَهِ مَسلولُ
 
في عُصبَةٍ مِن قُرَيشٍ قالَ قائِلُهُم  *  بِبَطنِ مَكَّةَ لَمّا أَسَلَموا زولوا
 
زَالوا فَمازالَ أَنكاسٌ وَلا كُشُفٌ  *  عِندَ اللِقاءِ وَلا ميلٌ مَعازيلُ
 
شُمُّ العَرانينِ أَبطالٌ لَبوسُهُمُ  *  مِن نَسجِ داوُدَ في الهَيجا سَرابيلُ
 
بيضٌ سَوابِغُ قَد شُكَّت لَها حَلَقٌ   *  كَأَنَّها حَلَقُ القَفعاءِ مَجدولُ
 
يَمشون مَشيَ الجِمالِ الزُهرِ يَعصِمُهُم  *  ضَربٌ إِذا عَرَّدَ السودُ التَنابيلُ
 
مَن سَّرهُ كَرُمُ الحَياةِ فَلا يَزَل  *  في مِقنَبٍ مِن صالِحي الأَنصارِ
 
تَزِنُ الجِبالَ رَزانَةً أَحلامُهُم  *  وَأَكُفُّهم خَلَفٌ مِنَ الأَمطارِ
 
المُكرِهينَ السَمهَرِيِّ بِأَذرُعٍ  *  كَصَواقِلِ الهِندِيِّ غَيرِ قِصارِ
 
وَالناظِرينَ بِأَعيُنٍ مُحَمَرَّةٍ  *   كَالجَمرِ غَيرِ كَليلَةِ الإِبصارِ
 






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة