بعودة زراعة القطن المصرى، بقوة فى آخر 4 سنوات بمحافظة الشرقية، تحولت الحقول إلى لوحة جميلة بيضاء تتزين بمحصول الذهب الأبيض، وعادت مع زراعته ذكرى أغنية يا قطن يا حرير يا حزام أبو إسماعيل" التى تتغنى بها عاملات اليومية أثناء موسم الجنى، فمع بزوغ فجر يوم جديد تستيقظ عاملات اليومية لخروجهن من بيوتهن إلى الحقول الزراعية للعمل فى جنى محصول القطن، فى مشهد يومى اعتدنا عليه طوال موسم حصاد الذهب الأبيض خلال شهرى سبتمبر وأكتوبر من كل عام، سعيا وراء لقمة العيش بالحلال.
فى أجواء مبهجة تحمل فى طياتها الفرحة والسعادة لأهالينا المزارعين بالشرقية، بارتفاع سعر قنطار القطن هذا العام، انطلقت الزغاريد مع بداية حصاد القطن المصرى بحقول قرى مركز بلبيس، حيث شهدت المحافظة هذا العام إقبالا على زراعة الذهب الأبيض هذا العام بعد نجاح منظومة تسويق القطن الجديدة، وذلك بعد قيام الشركة القابضة للغزل والنسيج بإعلان منظومة جديدة لتسويق القطن يتم خلالها بيع القطن بالمزاد العلنى بين شركات الأقطان والذى شهد تنافسا شرسا بين تلك الشركات، ومنذ تلك اللحظة أيقن مزارعو القطن أهميته ومدى الجدوى الاقتصادية والأرباح التى يحققها فازداد الإقبال على زراعته.
" بأزرع محصول القطن منذ 15 عاما وربنا يراضينا منه" بابتسامة مرسومة على الوجه سرد المزارع " مصطفى غريب" من قرية الشغانبة مركز بلبيس، لـ"اليوم السابع" رحلته مع زراعة محصول القطن منذ 15 عام منوها أن الإرشاد الزراعى متعاون مع الفلاح وان القطن محصول مكلف فى زراعته لكنه مجزى من الناحية الاقتصادية، كما أنه مفيد للتربة الزراعية من حيث الزراعة.
فيما قال العم " سعيد غريب" مزارع من قرية الشغانبة، أن القطن محصول استراتيجى وبازرعه منذ 50 سنة لكونه مخصب للتربية ومعروف بالذهب الأبيض وربنا بيراضى الفلاحين منه.
" عبد الرحمن الصافى" من أبناء قرية الشغانبة، أن القطن أصبح محصول مجزى فى ظل الأسعار الحالية، وبعد اهتمام الرئيس السيسى، بتطوير منظومة المحالج، كما أن تكلفة زراعة القطن أقل من زراعة محصول الأرز ومفيد للتربية، وبعد وصول سعر القنطار 11 ألف جنيه فى أول مزارع بوجه قلبى بالفيوم منذ أيام، سوف يضاعف المساحات المنزرعة العام القادم.
ومن جانبه قال المهندس "قطب عبد السميع" مدير عام الإدارة الزراعية بمركز بلبيس، أن إجمالى المساحة المنزرعة بالمركز 856 فدان، صنف جيزة 94 الذى يتميز بنموه الثمرى، والموسم مبشر بالخير، وذلك بمتابعة وإشراف المهندس حسين طلعت، وكيل وزارة الزراعة بالشرقية، والمهندس أشرف نصير، مدير عام مديرية الزراعة بالشرقية، منوها أن المزارع البلبيسى مدرك القيمة الاقتصادية لمحصول القطن، والعام القادم سوف تزيد المسلحة بعد ارتفاع سعر قنطار القطن هذا العام، وتابع المهندس" نبيل عرام" مدير عام المكافحة بإدارة بلبيس الزراعية، أن الصنف المنزرع بمركز بلبيس جيزة 94 طويل التيلة، والمزارع البلبيسى يتبع تعليمات المكافحة والإرشاد وذلك لزيادة الإنتاجية ونتابع مع الفلاح منذ لحظة وضع البذرة فى الأرض حتى عملية الحصاد.
ويقول المهندس حسين طلعت وكيل وزارة الزراعة بالشرقية مدير عام الزراعة أنه تم زراعة 43 الف و500 فدان بمحصول القطن هذا العام، بتقاوى منتقاة من صنف جيزة ٩٤ الذى يتميز بالنمو الثمرى عن الخضرى وغزارة ثماره وملاءمته للظروف الجوية ومقاومته للأمراض بالإضافة إلى نضجه مبكرا عن الأصناف الأخرى. هذا علاوة على تحقيقه إنتاجية مرتفعة، موضحا أن هذا الصنف مطلوب فى الأسواق العالمية، منوها إلى تجهيز 26 حلقة تسويقية لتجميع القطن من المزارعين.
ومن جانبه قال المهندس" أشرف طه نصير" مدير عام الزراعة، أن زراعة محصول القطن بدأت فى منتصف شهر أبريل، وتستمر حتى منتصف مايو ولم يسمح بالزراعة بعد هذا الموعد لتجنب الآثار السلبية للزراعات المتأخرة متمثلة فى ضعف الإنتاجية وزيادة احتمالات الإصابة بالآفات نتيجة تعرضها لموجات الحر المتتالية، منوها، أنه قد انتشرت زراعات القطن فى المراكز الشمالية بالمحافظة،وهى الحسينية ومنشأة أبوعمر وصان الحجر واولاد صقر وكفر صقر وأبو كبير وديرب نجم وبلبيس،وذلك لخصوبة التربة وتوافر الظروف المناخية الملائمة لزراعة القطن هذا علاوة على وقوعها فى نهايات الترع واكتساب المزارعين فى تلك المناطق خبرات موروثة عن آبائهم بقدرتهم على تحقيق أعلى إنتاجية، ولتحفيز المزارعين على سرعة زراعة القطن فى المواعيد المحددة تم توفير البذور المنتقاة والمبيدات المدعمة فى الجمعيات الزراعية وإجراء الحرث العميق تحت التربة وتسوية الأراضى بالليزر بسعر رمزى وتطهير المصارف والمساقى الرئيسية والفرعية.
فيما أوضح المهندس " أشرف الدمرداش" مدير عام الإرشاد الزراعى، إنه تم عقد العديد من الندوات الارشادية بنطاق القرى المنزرع بها محصول القطن، لتبصير المزارعين بأفضل طرق زراعة القطن والمقننات المائية والأسمدة لكل فدان وكذلك تقرر اعداد حقول إرشادية تتراوح مساحتها ما بين فدانين و٥افدنة لتكون بمثابة نماذج زراعة الذهب الأبيض يقوم خلالها أساتذة مراكز البحوث الزراعية والإدارة المركزية للإرشاد الزراعى بتطبيق الطرق المثلى للزراعة لتحقيق أعلى إنتاجية للفدان كما تقرر تكليف ٢٠٠٠مهندس ومشرف زراعى للإشراف على زراعات القطن منذ بذر البذور حتى جنى المحصول وتشكيل لجان من إدارات المكافحة والمتابعة والإرشاد الزراعى للمرور الدورى على زراعات القطن لاكتشاف أى إصابات مبكرة بالآفات الأولية ولطع دودة ورق القطن، ولتطبيق خطة متكاملة لمكافحة.
وأوضح مدير عام الإرشاد الزراعى أنه تم نشر مصائد وسط الزراعات لرصد فراشات ديدان اللوز وتحديد نسبة الإصابة بها ورشها على الفور،كما تم إجراء الصيانة اللازمة لمعدات وآلات الرش موضحا أنه تم رش زراعات القطن بدءا من شهر يوليو بالمبيدات الوقائية ولثلاث مرات متتالية، وسوف ينطلق موسم جنى محصول القطن،فى منتصف شهر سبتمبر المقبل ويحقق الفدان زيادة فى الإنتاجية عن العام الماضى من المنتظر أن يصل متوسط إنتاج الفدان من 9 إلى 12 قنطارا بزيادة قنطارين عن العام الماضى.
ومن جانبه قال المهندس " أحمد العساس" مدير عام المكافحة بمديرية الزراعة بالشرقية، أن رئيس مجلس الوزراء أصدر قرارا بتحديد بداية فتح المزاد هذا العام بسعر 5500 الف جنيه لقنطار القطن طويل التيلة، على غرار العام الماضى كان بداية فتح المزاد 3000 جنيه، وهذا يضمن للمزارع الشرقاوى هامش ربح عالى هذا العام من محصول القطن، منوها أن هذا القرار يأتى فى إطار الجهود التى تبذلها الدولة المصرية، وكذلك من باب حرص الدولة على تشجيعها ودعمها للفلاح المصرى فى ظل ما يمر به العالم من ظروف دقيقة، والعمل على تعزيز منظومة الزراعة التعاقدية، منوها أن سعر القنطار فى أول مزاد علنى بالفيوم حقق سعر مجزى جدا للفلاح.