حالة من عدم اليقين والتوتر تسيطر على الحكومة الأمريكية التى تواجه خطر الإغلاق ولدى الكونجرس مهلة حتى 30 سبتمبر لتمرير مجموعة من مشاريع قوانين الإنفاق أو التوصل لخطة قصيرة المدى لتجنب الإغلاق وسط انقسام بين الجمهوريين فى مجلس النواب حول سبل حل الأزمة وتداعياتها على الوظائف الفيدرالية.
على الجانب الآخر هاجم الرئيس الديمقراطى جو بايدن الجمهوريين وطالبهم بالتوصل لاتفاق يمنع حدوث الإغلاق، ووصف أعضاء مجلس النواب بأنهم "جمهوريون متطرفون"، قائلا إنه يتعين على مشرعى الحزب اتخاذ خطوات فورية للحيلولة دون تعطل عمل الحكومة قبل الموعد النهائى.
الإغلاق الحكومى فى أمريكا المتوقع لن يكون الأول، فإذا حدث سيكون رقم 22 فى سلسلة من إغلاقات الحكومة الفيدرالية تكررت خلال الخمسين عام الاخيرة غالبا بسبب خلافات الميزانية مثلما يحدث الآن.
شهدت ولاية دونالد ترامب ثلاث إغلاقات خلال أربع أعوام قضاها فى المكتب البيضاوى، فى 2019 استمر إغلاق الحكومة الفيدرالية لمدة 35 يومًا من ديسمبر 2018 إلى يناير 2019، وهى أطول فترة إغلاق فى تاريخ الولايات المتحدة بسبب مطالبة ترامب بتمويل جدار المكسيك الحدودى على طول الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك، وهو ما عارضه المشرعون الديمقراطيون وانتهى الإغلاق بعد أن وافق ترامب على التوقيع على مشروع قانون تمويل قصير الأجل لإعادة فتح الحكومة.
وفى عام 2018 استمر الإغلاق الثانى فى ولاية ترامب عدة ساعات فقط بسبب قيام السيناتور راند بول (جمهورى من ولاية كنتاكي) بمنع مجلس الشيوخ من التصويت على اتفاقية الميزانية لمدة عامين، والتى تتضمن تمديد التمويل الفيدرالى إلا أن الشيوخ تمكنوا من تمرير مشروع القانون فى اليوم التالى.
وفى العام نفسه استمر الإغلاق الثالث لمدة ثلاثة أيام فقط بسبب رفض الديمقراطيين التصويت على إجراء للإنفاق ما لم يكن لدى الكونجرس اتفاق لضمان حماية الأطفال الصغار بموجب DACA (الإجراء المؤجل لوصول الطفولة)، وهو برنامج يحظر ترحيل المهاجرين غير المصرح لهم الذين جاءوا إلى الولايات المتحدة وهم أطفال.
وفى عام 2013 خلال ولاية الرئيس الأسبق باراك أوباما حدث إغلاق واحد استمر 17 يوم بسبب محاولة الجمهوريين فى مجلس النواب الضغط من أجل إصدار قرار للإنفاق من شأنه أن يوقف تمويل برنامج Obamacare.
تكرر الإغلاق الحكومى اكثر من مرة أيضا فى ولاية بيل كلينتون، فى عام 1995 استمر الإغلاق الأول خمسة أيام فقط، حيث استخدم كلينتون حق النقض ضد قرار مستمر من رئيس مجلس النواب السابق نيوت جينجريتش (جمهورى من ولاية جورجيا) وزعيم الأغلبية الراحل فى مجلس الشيوخ بوب دول (جمهورى من كانساس) والذى تضمن زيادات إلى أقساط الرعاية الطبية، والتراجع عن اللوائح البيئية، ومتطلبات موازنة الميزانية فى غضون سبع سنوات.
وفى عام 1996 كان أطول ثانى إغلاق فى تاريخ أمريكا والذى استمر 21 يوم بسبب خلافات بين كلينتون والجمهوريين فى مجلس النواب حول ما إذا كان سيتم استخدام البيانات من مكتب الميزانية بالكونجرس (CBO) أو مكتب الإدارة والميزانية لمعرفة ما إذا كانت خطة ميزانية البيت الأبيض ستتوازن.
وخلال ولاية جورج بوش، دام إغلاق واحد عام 1990 لمدة أربعة أيام فقط حيث استخدم الرئيس آنذاك حق النقض ضد مشروع قانون الإنفاق المؤقت، وفقًا لصحيفة نيويورك تايمز.
كان للرئيس رونالد ريجان نصيب الأسد من الإغلاقات خلال عهده الذى شهد 8 إغلاقات حكومية أخرها كان فى عام 1987 ولم يستمر إلا يوما واحدا بسبب خلاف بين ريجان والديمقراطيين بشأن مسلحى الكونترا فى نيكاراجوا.
ووفقا للتقرير، معظم الإغلاقات التى حدثت فى رئاسة ريجان استمرت ليوم او يومين فقط إلا إغلاق عام 1983 واستمر ثلاثة أيام مع بسبب خلاف ريجان والديمقراطيين فى مجلس حول موضوعات مثل تمويل التعليم، والمساعدات، وخفض الإنفاق الدفاعى، وأخر فى 1982 حيث هدد ريجان باستخدام حق النقض ضد مسعى مجلسى النواب والشيوخ لبرنامج وظائف الأشغال العامة كما عارض مجلس النواب تمويل برامج الصواريخ إم إكس وبيرشينج 2، وهى البرامج التى كانت من الأولويات الدفاعية الرئيسية لريجان.
أيضا شهد عصر جيمى كارتر 5 اضطرابات فيدرالية، فى عام 1979 استمر إغلاق لمدة 11 يوم وفى العام الذى يسبقه استمر إغلاق أخر 17 يوم بسبب حاملة طائرات تعمل بالطاقة النووية.
وفى 1977 بدأت سلسة من 3 إغلاقات فيما يعرف بـ "إغلاقات الإجهاض"، الأول استمر 8 أيام بسبب تمويل حقوق الإجهاض وفى العام نفسه استمر الإغلاق لمدة 8 أيام أخرى حيث اضطر كارتر إلى التوقيع على تمديد قصير الأجل حيث كان الكونجرس لا يزال يناقش تمويل الإجهاض والإغلاق الأخير استمر 12 يوما للسبب نفسه.
وكان أول إغلاق حكومى فى التاريخ الأمريكى عام 1976 خلال رئاسة جيرالد فورد واستمر 11 يوم بعد أن استخدم فورد حق النقض ضد مشروع قانون تمويل وزارات العمل والصحة والتعليم والرعاية الاجتماعية، التى تم تقسيمها لاحقًا والمعروفة باسم وزارة التعليم ووزارة الصحة والشؤون الإنسانية.