كنت ابنًا لأوسكار وايلد.. كتاب لـ فايفيان هولاند، صدر عن منشورات تكوين، ونقلته إلى اللغة العربية المترجمة رغد قاسم، وهو كتاب أشبه بالسيرة الذاتية، للابن الثانى لـ أوسكار وايلد.
يقول فايفيان هولاند فى كتابه: شبح أبي ظل حاضرًا على الدوام. خضعتْ كل خطواتنا للمراقبة عن كثبٍ كما لو أنَّنا نعاني خَطْبًا ما، بينما كُنَّا مجرد صبيين صغيرين تعيسي الحظ، وطبيعيين للغاية. كانتِ العائلةُ من نبلاء إسكتلندا، وقد افتخروا بذلك أيَّما افتخار، ومسألة أنني وأخي كنا أيرلنديين لم تكن في مصلحتنا جدًّا. نُهِينا بشدةٍ عن الإشارة إلى أصلنا الأيرلندي خوفَ أن يقدِّمَ ذلك فكرةً عن هُويتنا دونَ قصدٍ.
كنت ابنًا لأوسكار وايلد
تقول المترجمة رغد قاسم فى مقدمتها لكتاب "كنت ابنًا لأوسكار وايلد": عملٌ للتاريخ، ولرصد تلك اللحظات التي لا مجال لإدراكها إلاَّ من خلال شهودها. كتابةٌ صادمة بما تكشفه وبما تتجنب بذكاءٍ الخوض فيه أيضًا، وبالأخصِّ مقدار الصدق والمظلومية المحيطينِ بمسار مؤلفه فايفيان هولاند الذي يقدم شهادةً بالغة الخطورة عن فترة إبداعية تأسيسية ومحورية في الوعي البشري، ونعني بها فترة نهايات العصر الفيكتوري، آنَ عاش أبوه، الكاتب المسرحي والشاعر والروائي الأيرلندي - الإنكليري أوسكار وايلد، وملأ الدنيا بأخبار إبداعه ومغامراته.
كما يشير فايڤيان فى كتابه إلى مظالم ونكايات مجتمع هذه الفترة، وإلى نفاقه كذلك، من خلال قراءة جديدة - أو لنقل سردًا جديدًا - لمأساة أبيه، ومسيرة عائلته الشاقَّة التي غيرت حيواتهم إلى الأبد، إذْ كان بالإمكان تجنُّبها، وتجنيب أسرته كل هذا الأسى الذي رغم مدامعه فإنَّه لم يخلُ من لحظات سعادة بدتْ وكأنها ألوان دافئة في لوحة بالأبيض والأسود.
يشار إلى أن أوسكار فينجال أوفلاهرتي ويلز وايلد ولد فى 16 أكتوبر 1854 ورحل عن عالمنا فى 30 نوفمبر 1900، وعرف بكونه مؤلفا مسرحيا وروائيا وشاعرا إنجليزيا إيرلنديا. احترف الكتابة بمختلف الأساليب خلال ثمانينات القرن التاسع عشر، وأصبح من أكثر كتاب المسرحيات شعبية في لندن في بدايات التسعينات من نفس القرن. أما في وقتنا الحاضر فقد عرف بمقولاته الحكيمة ورواياته وظروف سجنه التي تبعها موته في سن مبكر.