أجرى اليوم السابع حوارا مع فريق ترميم المصحف الحجازى الذى تم الإعلان عن انتهاء ترميمه مؤخرا، وهو أندر وأقدم النسخ القرآنية بالعالم، والذى يبلغ عمره 1400 عام، ويرجح أنها كتبت في عصر الخلفاء الراشدين، وضم فريق الترميم كبير الباحثين نجوى سيد وأمل محمد خبير الترميم مشرف عام على معمل الرق وشيماء مصطفى محمود باحثة ترميم.
وقال فريق العمل إن العمل تم بأيدى المرممين والباحثين بدار الكتب والوثائق القومية دون الاستعانة بأى باحث أو مرمم من الخارج، وقد استغرقت مدة العمل على ترميم المصحف عامين، والذى تم بأحدث الطرق العلمية الحديثة.
وأشاروا إلى أنه يتم اختيار المخطوط المراد ترميمه بناء على حالته، وتم اختيار المصحف الحجازى نظرا لحالته غير الجيدة التى كان عليها، وبالفعل تم إحضاره إلى معمل الرق وهى الخامة المكتوب عليها المصحف ووضع خطة العمل العلمية وتحضير الأدوات التى سيتم استخدامها.
وأكد فريق العمل الذى بذل جهدا كبيرا لخروج نسخة المصحف بأعلى مستوى، والمصحف عبارة عن صحائف وعددها ٣٢ صحيفة مسجل على ورق الرق، وهو جلد الحيوانات سواء ماعز أو غزال وهكذا، كما أنه مسجل من أقدم أنواع الخط العربى يسمى الخط الحجازى .
وأضاف فريق العمل أن المصحف الذى تم ضمه لمقتنيات دار الكتب والوثائق بعدما تم نقله من جامع عمرو بن العاص عام ١٩١١ كان بحالة غير جيدة حيث كان هناك سقوط لبعض الحروف إلى جانب سوء حالة ورق الرق.
ولتوضيح مراحل الترميم استعرض فريق العمل الذى تم على عدة مراحل قائلين:
مراحل التوثيق بدأت أولا بالتوثيق إذ تم تصوير هذه الأوراق النفيسة تصوير عالى الجودة لتوثيق وإثبات مظاهر التلف الموجودة به ثم تم إجراء فحص دقيق للتحقيق من ترقيم المصحف ومطابقة صفحاته للنص القرآنى.
ثم بعد ذلك التنظيف السطحى الجاف للرق باستخدام الفرش الناعمة وممحاة تستخدم للضرورة.
لتبدأ مرحلة ترطيب الصحائف وتليينها إذ جرت أعمال التقوية للمصحف باستخدام أدنى حد للرطوبة، وتم التليين بصورة محكمة وبشكل غير مباشر عن طريق وضع الرق بين مادة (الجورتكس) وورقة الترشيح الرطب، وتم الاستعانة فى بعض الأوراق بجهاز ترطيب يعمل بالموجات فوق الصوتية وينبعث منه تيار خفيف من بخار الماء.
ثم عملية الفرد والتى بدأت بعد أن وصل الرق لليونة المطلوبة تمكن فريق العمل من إزالة الحزوز والتشويهات وإعادة سطح الرق لشكله الأصلى .
وتأتى مرحلة ترميم الأحبار، إذ استخدم فريق العمل تقنية الترميم بالأنسجة القابلة لإعادة التنشيط باستخدام باستخدام الترطيب لتقوية صفحات المخطوط التى تعرضت للتلف وتآكل الأحبار، وتم استخدام لاصق الجلاتين لمنع حدوث مزيد من الأكسدة للأحبار الجديدة.
وإلى آخر مرحلة وهى الترميم والتجليد ليتم استكمال الأجزاء المفقودة وترميم الحواف باستخدام الورق اليابانى والجلتين كمادة لاصقة، جمعت الصحائف فى شكل ملازم وتم خياطة الملازم على الطراز الإسلامى دون دعامات كما استخدم جلد الماعز فى عمل غلاف المصحف.