أعلنت منظمة اليونسكو، أن عدد الأطفال والشباب غير الملتحقين بالمدارس ارتفع بمقدار 6 ملايين منذ عام 2021، مؤكدة على أن هذا الرقم يقوض أهداف الأمم المتحدة الخاصة بالتعليم.
ودعت أودري أزولاي، المديرة العامة لليونسكو، الدول إلى اتخاذ إجراءات على وجه السرعة، مؤكدة على "أنَّ مستقبل ملايين الأطفال بين أيديكم".
وقالت أودري أزولاي، يمر التعليم بحالة طوارئ، وفي حين بُذلت جهود كبيرة على مرِّ العقود الماضية من أجل ضمان التعليم الجيد للجميع، فإنَّ بيانات اليونسكو تظهر أنَّ عدد الأطفال غير الملتحقين بالمدارس آخذ في الازدياد حالياً. ويجب على الدول إعادة حشد جهودها بصورة عاجلة إن كانت لا تريد التفريط بمستقبل ملايين الأطفال.
تُبيّن الأرقام الجديدة التي أصدرتها اليونسكو مؤخراً ارتفاع عدد الأطفال والشباب غير الملتحقين بالمدارس بمقدار 6 ملايين منذ عام 2021، ويبلغ إجمالي عددهم اليوم 250 مليوناً. وتُعزى هذه الزيادة جزئياً إلى الاستبعاد الجماعي للفتيات والشابات من التعليم في أفغانستان، وكذلك إلى استمرار ركود التقدم في مجال التعليم في جميع أنحاء العالم.
وتقوض هذه النتيجة الهدف الرابع من أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة المتمثل في توفير تعليم جيد للجميع بحلول عام 2030. ويُشير تحليل صادر عن اليونسكو إلى أنه لو كانت البلدان تسير على الطريق الصحيح لتحقيق غاياتها الوطنية الخاصة بالهدف الرابع من أهداف التنمية المستدامة، لكان هناك اليوم في مرحلة التعلم قبل المدرسي 6 ملايين طفل إضافي ممن هم في عمر الدخول إلى المدرسة الابتدائية، ولكان هناك أيضاً في المدرسة اليوم 58 مليون طفل ومراهق وشاب إضافي، ولكان قد خضع 1,7 مليون معلم إضافي على الأقل من معلمي المدارس الابتدائية للتدريب.
وجوب الوفاء بالالتزامات المقطوعة
شهدت قمة الأمم المتحدة لتحويل التعليم العام الماضي التزام 141 بلداً بإحداث تحول في نظمها التعليمية للتعجيل في تحقيق الهدف 4 من أهداف التنمية المستدامة. ومن بين هذه البلدان، سعت 4 من كل 5 بلدان إلى تعزيز تدريب المعلمين وتنمية قدراتهم المهنية، والتزمت 7 من كل 10 بلدان بزيادة أو تحسين استثمارها في مجال التعليم، والتزم بلد واحد من كل 4 بلدان بزيادة الدعم المالي والوجبات المدرسية.
وقالت المديرة العامة لليونسكو، أودري أزولاي: "لقد حان وقت تحويل هذه الالتزامات إلى إجراءات ملموسة، فلم يَعد لدينا وقت نضيعه، فإن أردنا تحقيق الهدف 4 من أهداف التنمية المستدامة، يجب ضمان التحاق طفل جديد بالمدرسة كل ثانيتين من الآن وحتى عام 2030.". ولكي تتمكن البلدان من بلوغ غاياتها، لا بدّ من تسجيل 1,4 مليون طفل في برامج التعليم للطفولة المبكرة سنوياً من الآن وحتى عام 2030، ويجب أن يتضاعف التقدم المُحرز في معدلات إتمام المرحلة الابتدائية بمقدار ثلاث مرات تقريباً.
التقدّم المُحرز منذ عام 2015 بطيء للغاية
يبين التقرير العالمي لرصد التعليم لعام 2023 الذي أصدرته اليونسكو أنَّ نسبة الأطفال الذين يتمون المرحلة الابتدائية قد ارتفعت بمقدار يقل عن 3 في المائة وأصبحت 87 في المائة، وأنَّ نسبة الشباب الذين يتمون المرحلة الثانوية قد ارتفعت بمقدار يقل عن 5 في المائة وأصبحت 58 في المائة.
من بين 31 بلداً من البلدان المنخفضة الدخل والمتوسطة الدخل من الشريحة الدنيا التي تقيس التقدم المحرز في التعليم في نهاية المرحلة الابتدائية، فييت نام هو البلد الوحيد الذي يتمتع فيه معظم الأطفال بالحد الأدنى من مستويات الكفاءة في القراءة والرياضيات. وقد تحسنت مهارات القراءة والكتابة بمقدار يقل عن 1 في المائة على الصعيد العالمي، وانخفضت نسبة التحاق الكبار بالتعليم (النظامي وغير النظامي) بمقدار 10 في المائة، ويرجع سبب هذا الانخفاض بصورة رئيسية إلى تفشي جائحة كوفيد-19.
دعا إطار العمل الخاص بالتعليم حتى عام 2030 البلدان إلى وضع مؤشرات مرجعية مؤقتة خاصة بمؤشرات هدف التنمية المستدامة 4، وفي إطار نهج شامل، قُدمت مساعدة إلى البلدان على وضع مؤشرات مرجعية للعمل على تحقيقها حتى عام 2025 وعام 2030 وهي تتعلق بسبعة مؤشرات للهدف 4 من أهداف التنمية المستدامة: التعليم قبل الابتدائي، والمواظبة على المدرسة، وإتمام المدرسة والتعلم، وتدريب المعلمين، والإنصاف بين الجنسين، والإنفاق العام.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة