للخيل منزلة كبيرة فى تاريخ العرب، فهى رمز للقوة، ومدحها النبى الكريم فى أكثر من موضع، وقال «ص»: «الخيل معقود فى نواصيها الخير إلى يوم القيامة»، وتشتهر محافظة الشرقية بإنتاج وتربية الخيول العربية الأصيلة، وتحتل المحافظة المرتبة الأولى فى تربية الخيول العربية الأصيلة، وقد اتخذت من الحصان العربى رمزا وشعارا لها، واستخدمه الزعيم أحمد عرابى، ابن الشرقية أثناء وقوفه ضد الخديوى توفيق وذلك للتعبير عن رمز المحافظة، ويبلغ إنتاجها 80% من إجمالى عدد الخيول بالجمهورية، ومن هذا اتجهت المحافظة، إلى رياضات وبطولات الخيل وألعاب الفروسية فى تدعيم السياحة الرياضية والصحراوية على الصعيدين المحلى والعالمى عن طريق إقامة مهرجاناً للخيول العربية، يدعو إلى حضوره والاشتراك فى فعالياته المحبين والهواة والمهتمين بالخيل ورياضاته من المصريين والعرب والأجانب.
وقال الدكتور أحمد عبدالمعطى، نائب محافظ الشرقية، والمشرف على مهرجان الخيول العربية الإصيلة، إن المحافظة تشتهر بتربية الخيول العربية الأصيلة، وشعار المحافظة هو الحصان العربى الأصيل، والمحافظة بها عدد كبير من مزارع الخيل، لافتا أن أول مهرجان للخيول فى المحافظة كان 1992 واستمر حتى عام 2009 ثم توقف عدة أعوام، وعاد مرة أخرى، ويوجد اهتمام كبير من الرئيس عبدالفتاح السيسى بالخيل العربى الأصيل، بدليل إعلانه عن وجود أكبر مربط للخيول بالعاصمة الإدارية.
وأشار إلى أن الشرقية المحافظة الأولى على الجمهورية فى تربية الخيل، وتستضيف المهرجان فى دورته الـ27 على مساحة 15 فدانا بصحراء مدينة بلبيس، ويعتبر هذا المهرجان هو الرسمى الوحيد على مستوى الجمهورية وهو مهرجان تراثى شعبى ينتظره كل أهالى الشرقية، منوها أن الدكتور ممدوح غراب، محافظ الشرقية، سوف يطلق مجموعة من الأنشطة والفعاليات فى المهرجان، من أجل توطين هذه الرياضة ونأصل تربية الخيل فى المحافظة ونأخذ على عاتقنا تربية الخيول والمحافظة على التراث فى تربية الخيول.
وأوضح، أن المهرجان يتكون بشكل عام من فعاليتين رئيسيتين هما جمال الخيل ويكون فيها عدد من المزارع التى تشارك بالخيول الجميلة فى المهرجان من أجل الفوز والتباهى من هو صاحب أجمل خيل، والفعالية الثانية خاصة بأدب الخيل، هو من التراث العربى الخاص بمحافظة الشرقية، حيث يقوم الحصان بعدد من الرقصات والحركات الممتعة، فى ووجود عدد من محكمين أدب الخيول وجمال الخيول، منوها لدينا أيضا تنسيقات مختلفة عن العام الماضى، وسوف يتم عمل حفلة الافتتاح فى يوم منفصل عن يومى المهرجان لكى نعطى فرصة ووقتا للمشاركين الاستماع بالمهرجان، موضحا أن عدد الخيول المسجلة فى المهرجان 95 فرس للجمال و60 فرس للأدب، فضلا عن التنسيقات مع كل الجهات المعنية من وزارات الزراعة والطب البيطرى والداخيلة، وعدد من الضيوف العرب وعدد من المشاهير والشخصيات العامة ومحبى الخيل ومربى الخيل على مستوى الجمهورية، نستهدف عددا من الفعاليات على هامش المهرجان بوجود عدد من الحرف التراثية وعدد من الأنشطة.
وقال محمد عبدالحميد عطوان - أحد المربين القدامى للخيول العربية الأصيلة بمركز الحسينية- إن الطريق من الجزيرة العربية إلى مصر بوابته هى محافظة الشرقية، وقديما استوطنت قبائل عربية عديدة محافظة الشرقية وارتبطوا بالخيل، وأصبحت الشرقية إحدى المناطق المهمة لتربية الخيل العربى، وهى المحطة الأولى للجزيرة العربية التى يدخل من خلالها الخيل إلى مصر، وكانت مصر من الدول الغنية وكان أهلها من محبى الحصان العربى وكانوا يشترون أفضل سلالات الخيل العربى، وتستوطن مدينة الحسينية قبائل عربية لها ارتباط كبير بالخيل من زمان طويل، وكانت المناطق المحيطة بها موطن للحصان العربى.
وقال الدكتور أحمد البحيرى، أستاذ ورئيس قسم الجراحة بكلية الطب البيطرى جامعة الزقازيق، إن من مظاهر الحصان العربى الجميل هو تناسق الأجزاء التشريحية مع بعضها، من حيث تناسق الرأس مع الجزع مع الذيل، والرأس والعينين الواسعة وتقوس الأنف وقصر الأذن مع وسع فتحتى الأنف، وصدر واسع عريض والفقرات القطنية قصيرة، والذيل منحى مرفوع لافتا إلى أن الشرقية متميزة بإنتاج الحصان بمنطقة سعود بمركز الحسيسنة، وبنى جرى مركز أبوحماد فهما مصدر انتاج الحصان العربى الأصيل، متابعا أن الخيل يعيش من حتى عمر 25 إلى 35 سنة إذا لم يصب بالأمراض، ومدة حمل الفرسة 11 شهرا، والخيل العربى لديها شموخ وعزة نفس إذا تم معاقبته يمرض ويحزن ويمتنع عن الطعام، وقديما إذا حاولوا معرفة الخيل العربى الأصيل من أى نوع آخر كان يتم تجويع الخيول، والعربى الأصيل يمتنع عن الطعام لأنه يشعر فى ذلك نوع من الإذلال، والخيل العربى الأصيل أب وأم عن نسب، إذ أحس بالإهانة والضرب أو وضعه داخل عربة كارو يحزن ويمرض ويموت.
فيما أضاف الدكتور ثروت ابراهيم قابيل، أستاذ متفرغ بمعهد بحوث الصحة الحيوانية بالشرقية، أن الحصان العربى، يتميز بالذكاء والفطنة وحب التعلم والولاء لصاحبه والتضحية من أجله، حالته الصحية جيدة ومقاومة للأمراض، ويكتفى بقليل من الطعام، حيث يتناول من 3 إلى 4 كيلو شعير يوميا لأنه لم يخلق للتسمين بل للرياضة والرشاقة، ولديه جهاز تنفسى عالى الكفاءة، ونسبة الهيموجلوبين فى كرات الدم الحمراء أعلى فيه عن أى أجناس أخرى، ولذلك معدل التنفس لديه عال، وزن الحصان العربى من 350 إلى 400 كيلة، كما أن حالات العقم به نادرة، عكس الأبقار والجاموس والأغنام نعانى من مشاكل فيها، وعملية الولادة فى الخيل تكون أسهل وأيسر عن الحيوانات الأخرى، وتسغرق عملية الولادة حد أقصى ساعتين، والخيل يعتبر ثروة قومية، والعرب فى الجاهلية كانوا يربون الخيل للسباق والحرب، وإذ تمت سرقة خيل منهم أو استبداله بخيل مهجن غير عربى كان يتم معرفة الخيل المهجن، يتم عمل حلقة تجويع وإذلال ويتم ضرب الخيل وتجويعه وآخر اليوم يتم عرض الطعام عليه كان الخيل العربى الأصيل يمتنع عن تناول الطعام ويتم معرفته من هنا.
وتابعت الدكتورة شهيرة حفنى محمود، رئيس معهد بحوث الصحة الحيوانية فرع الشرقية، أن الخيول تخضع للعديد من التحصينات الوبائية منها حيث يتم تحصين الخيل ضد أنفلونزا الخيول، وهو مرض فيروسى، وتحصين ضد التهابات الأنف والرئة بالخيل، وتحصين ضد طاعون الخيل الأفريقى، كما يتم تحصين الخيل فى عمر 6 أشهر، لوجود المناعة الأمية، إذ لم تكن الأم محصنة، تحصن المواليد عند عمر شهر وتكرر الأمر بعد 6 أشهر، ويتم تحصينه ضد مرض التيتانوس، وهو مرض بكتيرى يصيب الخيل عن طريق الجروح العميقة.
ومن جانبه قال الحاج "باز الطحاوى" من أقدم مربي الخيل العربي الأصيل بالشرقية: إن عائلته "الطحاوية" لها باع كبير فى تربية الخيول العربية الأصيلية وتم تأسيس جمعية الزهراء عام 1960، وتم أخذ سلالات من خيول الطحاوية بأسمائها العبيان والدهمة والرسن والخيل العربى موجود فى العديد من المحافظات لكن الشرقية المحافظة الأولى فى إنتاج الخيل العربي الأصيل، وأنه يعشق الخيل وأسعد لحظات حياته لحظة ميلاد الفرسة، وعلى مدار رحلته يطلق عليه أسماء متعددة مثل مهرك غالى وبشرة خير و فادي نصر على اسم حفيده، مطالبا محافظ الشرقية بإقامة مرماح للخيول بأرض بلبيس من أجل تنشط تلك الرياضة.
"الخيل العربى الأصيل جزء من حياتى".. قالها العمدة" طارق الطحاوى" عمدة قرية الجعفرية بمركز أبوحماد، إنه ورث حب الخيل أبا عن جد، وأصبح جزءا من حياته اليومية، حيث كان منزل جده مربطا بتربية الخيول العربية، وكان لكل حفيد فى العائلة فرس مسمى باسمه، وأن خيل الطحاوية مميز بحكم براعتهم فى تربية الخيل والحفاظ على سلالات نادرة من الخيل بإسم الطحاوية، مضيفا أن الخيل وفى جدا لصديقه.
الحاج--باز-الطحاوى-من-أقدم-مربي-الخيل-العربي-الأصيل-بالشرقية
الدكتور--أحمد-البحيرى،-استاذ-ورئيس-قسم-الجراحة-بكلية-الطب-البيطرى-جامعة-الزقازيق
الدكتور-أحمد-عبد-المعطى،-نائب-محافظ-الشرقية،-والمشرف-على-مهرجان-الخيول-العربية-الإصيلية
الدكتورة-شهيرة-حفنى-محمود،-رئيس-معهد-بحوث-الصحة-الحيوانية-فرع-الشرقية
الدكتور--ثروت-ابراهيم-قابيل-استاذ-متفرغ-بمعهد-بحوث-الصحة-الحيوانية-بالشرقية
العمدة-طارق-الطحاوى-عمدة-قرية-الجعفرية-بمركز-أبوحماد
المهندس--أحمد-مطر-صاحب-مزرعة-وأحد-مربى-الخيول
محمد-عبد-الحميد-عطوان-أحد-المربين-القدامى-الخيول-العربية-الأصيلة،
p