رصدت دراسة صادرة عن المرصد المصرى التابع للمركز المصرى للفكر والدراسات الاستراتيجية، خطوات على طريق تأهيل الشباب، جاء فيها أنه من منطلق رؤية القيادة السياسية بأن الاستثمار في الشباب اليوم سيغير العالم غدًا؛ كانت دائمًا رسائل الرئيس السيسي لقادة العالم أن "اسمعوا لشبابكم وسلحوهم بخبراتكم وإيمانكم بهم ولا تتركوهم فريسة لدعاة الكراهية"، "واجعلوا الشباب سبّاقين وليسوا تابعين، وافتحوا لهم أبواب الثقة وأعطوهم مفاتيح القيادة".
وأضافت الدراسة أن القيادة السياسية عملت على تهيئة الظروف اللازمة لتوحيد جيل الشباب، وجعله متقدمًا فكريًا وقادرًا على حماية حقوقه والإيفاء بالتزاماته، وتعميق الإصلاحات الديمقراطية والسياسية والمجتمعية لهم، والذي بدوره يحقق المصالح المشروعة لجيل الشباب ودعم تطلعاتهم الوطنية ويؤدي إلى الوئام المجتمعي.
وجاءت خطوات الدولة المصرية لتأهيل الشباب كالآتى :
البرنامج الرئاسي لتأهيل الشباب للقيادة PLP:
أعلنت مؤسسة الرئاسة المصرية عن انطلاق البرنامج الرئاسي لتأهيل الشباب للقيادة في عام 2015، والذي كان نواة لتدريب وتأهيل من أجل تمكين واندماج حقيقي للشباب في تولي المناصب القيادية التنفيذية، حيث تم إنشاء قاعدة قوية من الكفاءات الشبابية المؤهلة سياسيًا وإداريًا ومجتمعيًا بعد تمكنهم بالدراسة والاطلاع على أحدث نظريات الإدارة والتخطيط العلمي والعملي، وزيادة قدرتها على تطبيق الأساليب الحديثة لمواجهة المشكلات التي تحيط بالدولة المصرية.
الأكاديمية الوطنية للتدريب (NTA):
تم إنشاءها بقرار رئيس الجمهورية رقم 434 لسنة 2017، على غرار المدرسة الوطنية الفرنسية للإدارة، من منطلق التزام الإدارة المصرية بالتعلم المستمر وتدريب وتأهيل الكفاءات من كل الفئات والطبقات الاجتماعية، لخلق مجموعة من المسؤولين يتمتعون بالكفاءة العالية وتمكينهم من شغل الوظائف والمناصب العليا في مؤسسات الدولة، والارتقاء بكفاءة موظفي الجهاز الإداري بالدولة من خلال تقديم برامج تعلّم رائدة.
المشروع القومي لتأهيل الشباب للمحليات والمشاركة السياسية
عمل المشروع على تدريب الشباب على الدور الذي تقوم به المجالس المحلية، تحت رعاية وزارات الشباب والرياضة والتنمية المحلية والتعليم العالي والمعهد القومي للحوكمة والتنمية المستدامة ومبادرة شباب مصر 2030، وبالشراكة مع الأكاديمية الوطنية لمكافحة الفساد، وأكاديمية ناصر العسكرية، ويهدف المشروع إلى التدريب على الإدارة المحلية ومشاركة الشباب في المجالس المحلية، والنزاهة والشفافية ومكافحة الفساد وتحقيق أهداف التنمية المستدامة، من خلال المجالس المحلية والاستراتيجيات والأمن القومي والتثقيف السياسي.
ويأتي التدريب على دور المجالس المحلية من منطلق إفراد الدولة المصرية نسبة 25% من إجمالي مقاعد المحليات إلى الشباب؛ حيث نصت المادة 180 من دستور 2014 على أن كل وحدة محلية تنتخب مجلسًا محليًا بالاقتراع السري المباشر لمدة أربع سنوات، ويجب ألا يقل سن المرشح عن 21 عامًا، ويخصص ربع المقاعد للشباب دون سن 35 سنة، وربعها للمرأة، على ألا تقل نسبة تمثيل العمال والفلاحين عن خمسين بالمائة من إجمالي عدد المقاعد، وأن تتضمن تلك النسبة تمثيلًا مناسبًا للمسيحيين وذوي الهمم، على أن ينظم القانون شروط الترشح الأخرى وإجراءات الانتخاب.
المؤتمرات الوطنية ومنتديات شباب العالم
من أجل توسيع دائرة الحوار المباشر بين رئيس الجمهورية وشباب مصر على المستوى المحلي من ناحية من خلال المؤتمرات الوطنية للشباب، والتي ما زال يحرص رئيس الجمهورية على انعقادها حتى اللحظات الراهنة، وبين رئيس مصر وشبابه مع شباب العالم من خلال منتديات شباب العالم التي عززت مكانة مصر ودورها القيادي في مصاف الدول ذات التأثير الدولي؛ إذ نال منتدى شباب العالم العديد من الإشادات الدولية، فقد أشاد مجلس حقوق الانسان بالأمم المتحدة في دورته الحادية والأربعين بالتجربة المصرية لتمكين الشباب سياسيًا واقتصاديًا، وذلك خلال مناقشة التقرير الوطني لحقوق الإنسان. وكذلك تم اعتماد المنتدى في المجلس الاقتصادي والاجتماعي للأمم المتحدة في الدورة التاسعة والخمسين كإسهام مصري عالمي يفتح مجال الحوار بين الشباب حول العالم، بالإضافة إلى اعتماد منتدى شباب العالم بنسخه الثلاث السابقة من قبل الأمم المتحدة كمنصة دولية لمناقشة قضايا الشباب.
كما بات منتدى شباب العالم منصة حوار شبابية عالمية، فهو مفتوح لجميع الشباب من جميع الدول الذين يؤمنون بقدرتهم على إحداث التغييرات، ولديهم حلم وإرادة وتصميم لإحداث تغيير حقيقي في عالم اليوم وعالم الغد، كما أنه فرصة للشباب من جميع أنحاء العالم للتواصل مع الشباب الواعدين في المنطقة والعالم الذين يحلمون بجعل العالم مكانًا أفضل للجميع، بالإضافة إلى التفاعل مع صناع القرار والشخصيات المؤثرة.