كيف أثرت التغيرات المناخية على مناحى الحياة المختلفة ؟، وكيف يتكيف الإنسان مع البيئة المحيطة وتغيراتها المناخية ؟ وكيف انتبهت الدولة لمخاطر التغيرات المناخية؟ أسئلة أجاب عنها الدكتور على قطب نائب رئيس هيئة الأرصاد الجوية الأسبق وأستاذ المناخ وخبير الأرصاد الجوية، فى لقاء خاص مع "اليوم السابع"، نستعرض تفاصيله فى السطور التالية.
فى البداية أكد أستاذ المناخ وخبير الأرصاد الجوية، أن المناخ هو الحياة والمناخ له عدة عناصر وظواهر جوية تؤثر على الإنسان وحياته ككل على الكرة الأرضية وهذا التأثير ليس بكمية أكسجين نتنفسها أو ثانى أكسيد كربون ينطلق من استخدام الوقود الأحفورى.
وأضاف أن هناك أشياء عديدة تمس الحياة على كوكب الأرض من ضمنها الظواهر الجوية التى تتأثر بها سطح الكرة الأرضية سواء كانت هذه الظواهر الجوية متمثلة فى أمطار غزيرة ورعدية أو شبورة كثيفة تصل لحد الضباب تؤثر على الطرق، بالإضافة إلى الأمطار الغزيرة التى تؤثر على البنية التحتية والمبانى السكنية والغذاء بصفة عامة سواء من حيث ندرة أمطار أو من أمطار غزيرة تؤثر على الغذاء بالسلب.
وأشار الدكتور على قطب، إلى أن أكبر ظاهرة تؤثر على سطح الكرة الأرضية هى الأعاصير التى تضرب العديد من الدول المطلة على البحار والمحيطات مثل الولايات المتحدة الامريكية أو اليابان أو الصين والهند حتى الخليج العربى ينوبه تأثير من هذه الأعاصير نتيجة تكونها فى المحيط الهادى والهندى واتجاهها لعمان، لافتا إلى أن التغيرات المناخية بدأت تعنف الظواهر الجوية وتؤدى إلى تطرف مناخى وهذا التطرف المناخى مرتبط بالحياة على سطح الكرة الأرضية.
ولفت إلى تأثيرات التغيرات المناخية على إفريقيا من خلال الموجات الشديدة الحرارة التى تحدث فى أفريقيا وتقتل الكثير من البشر وتأثيرها على ندرة الغذاء العالمى والهجرة التى تتم من أفريقيا لأوروبا بسبب المناخ.
وتابع : ليس فقط الأمر يتعلق بارتفاع درجات الحرارة وتأثر العيش والحياة للمواطن الأفريقى التى هى قائمة على الزراعة وثروة حيوانية وسمكية فكلها مرتبط بالمناخ ودرجة الرطوبة وكميات الأمطار، لافتا إلى أن التغير فى العناصر الجوية يؤدى إلى الى تغير فى التنوع البيولوجى للكائنات الحية ويتسبب فى الكثير من الأمراض التى تؤثر على الإنسان فى أفريقيا.
وأشار إلى أن هناك الكثير من الأمراض التى تتنشر بسبب البعوض والملاريا والتى تنتشر فى أوغندا وكينيا بسبب موجات الحر الشديدة هناك، وأيضا موجات البرودة الشديدة التى تؤثر على المناطق القطبية الشمالية فى سيبريا والمناطق القطبية الجنوبية ولها تأثير على الكائنات الحية هناك.
وأكد أستاذ المناخ وخبير الأرصاد، أن كل ما هو موجود على سطح الكرة الأرضية وفى طبقات الغلاف الجوى مرتبط بمناخ ومناخ محدد وإذا حدث اختلاف فى كميات الغازات ونسب الغازات الموجودة أدى ذلك إلى خلل فى منظومة الهواء الموجودة فى الغلاف الجوى وبالتالى تتأثر الحياة على كوكب الأرض.
وفيما يتعلق بتأثير التغيرات المناخية على مصر، أشار إلى أن مصر جزء من العالم والموقع الجغرافى يلعب دور كبير جدا فى المناخ، وموقع مصر الجغرافى متميز ما بين الكتلة الهوائية الباردة من جنوب أوروبا والكتلة الهوائية الساخنة من المناطق المدارية من تأثيرات منخفض السودان ومنخفض الهند الموسمى.
وأشار إلى أن التنوع الموجود فى الكتل الهوائية التى تؤثر على مصر، يؤدى ذلك إلى تنوع فى الزراعات، لافتا إلى أن موجات الحر فى مصر تكون مرتفعة فى بعض فصول السنة مثل نهاية فصل الربيع وبداية فصل الصيف، أما فى فصل الخريف فهو أفضل فصول السنة على الإطلاق أما فصل الشتاء فيتأثر ببعض الموجات البادرة وشديدة البرودة والتى تمر علينا ويصاحبها أمطار تكون على المناطق الشمالية.
وتابع : تأثرنا مثل أى دولة فى العالم نتأثر بالتغيرات المناخية وما يحدث من تغير مناخى على سطح الكرة الأرضية ينوب مصر جزء من هذا التغير المناخى بالإضافة إلى أننا دولة نامية نحتاج لتكنولوجيا حديثة لمواجهة التغيرات المناخية خاصة فيما يتعلق بالمدن الساحلية تحديدا، وأيضا نحتاج تمويل اقتصادى لتنفيذ مشروعات استثمارية للتحول إلى الى المناخ الأخضر واستخدام الطاقة صديقة البيئة التى تخدم البشرية.
وأكد الدكتور على قطب، أن المشروعات التى تنفذها مصر من مترو الانفاق والقطار الكهربائى وغيرها كلها مشروعات صديقة للبيئة، مضيفا : نحن فى مصر لا نصدر انبعاثات كربونية إلا بنسبة ضئيلة للغاية لا تتجاوز 2% وأفريقيا كلها تصدر 4% بينما باقى العالم يصدر 96% نحن لا ذنب لنا فيها ورغم ذلك نحن من أكثر القارات تضررا من المناخ والتغيرات المناخية.
وأشار إلى أن الدولة منتبهه منذ أكثر من 20 سنة لتأثيرات التغيرات المناخية والدليل أننا مؤثرين فى المؤتمرات الدولية وأول مؤتمر أطراف عقد 1994 فى اليابان والبرازيل مصر كانت موقعة عليه بتنفيذ توصيات للحد من التغيرات المناخية
وأكد أنه منذ تولى الرئيس عبد الفتاح السيسى وبدأ التوسع فى انتشار المدن الجديدة وإحداث نقلة حضارية والحرص على الاعتماد على الطاقة النظيفة والمتجددة وكل هذه المشروعات التى تتم على أرض الواقع منذ تولى الرئيس السيسى تخدم المناخ.
وحول كيفية تكيف المواطن العادى مع التغيرات المناخية، أكد أنه على المواطن بعد الحكومة دور كبير فى ترشيد الاستهلاك تقليل الإضاءة وعدم ترك الفيش فى الكهرباء، وترشيد استخدام وسائل الطاقة الكهربائية، وعدم الافراط فى حرارة التكييف.
وتابع : تدوير المخلفات من الأمور المهمة للغاية فيجب أن نصنف هذه المخلفات وعدم استخدام الاكياس البلاستيكية، واستخدام أكياس البلاستيك المحللة، ودفن المخلفات فى مكان آمن ليكون دور صحى ووقاية من الأمراض وارتداء الملابس المناسبة مع كل فصل مما يجعلنا نتكيف مع المناخ والتغيرات المناخية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة