تولى الخليفة المكتفى بالله، خلافة المسلمين، في سنة 289 هجرية، وذلك بعد وافاة أبيه فكيف سارت الأمور، وما الذي يقوله التراث الإسلامي؟
يقول كتاب البداية والنهاية لـ الحافظ بن كثير تحت عنوان "خلافة المكتفى بالله أبى محمد":
على بن المعتضد بالله أمير المؤمنين، بويع بالخلافة عند موت أبيه فى ربيع الأول من هذه السنة، وليس فى الخلفاء من اسمه على سوى هذا وعلى بن أبى طالب.
وليس فيهم من يكنى بأبى محمد إلا هو والحسن بن على بن أبى طالب والهادي، والمستضيء بالله.
وحين ولى المكتفى كثرت الفتن وانتشرت فى البلاد.
وفى رجب منها زلزلت الأرض زلزلة عظيمة جدا، وفى رمضان منها تساقط وقت السحر من السماء نجوم كثيرة، ولم يزل الأمر كذلك حتى طلعت الشمس.
ولما أفضت الخلافة إليه كان بالرقة، فكتب إليه الوزير وأعيان الأمراء فركب فدخل بغداد فى يوم مشهود، وذلك يوم الاثنين لثمان خلون من جمادى منها.
وفى هذا اليوم أمر بقتل عمرو بن الليث الصفار - وكان معتقلا فى سجن أبيه - وأمر بتخريب المطامير التى كان اتخذها أبوه للمسجونين، وأمر ببناء جامع مكانها، وخلع فى هذا اليوم على الوزير القاسم بن عبيد الله بن سليمان ست خلع وقلده سيفا، وكان عمره يوم ولى الخلافة خمسا وعشرين سنة وبعض أشهر.
وفيها: انتشرت القرامطة فى الآفاق وقطعوا الطريق على الحجيج، وتسمى بعضهم بأمير المؤمنين.
فبعث المكتفى إليهم جيشا كثيرا، وأنفق فيهم أموالا جزيلة، فأطفأ الله بعض شرهم.
وفيها: خرج محمد بن هارون عن طاعة إسماعيل بن أحمد الساماني، وكاتب أهل الرى بعد قتله محمد بن زيد الطالبي، فصار إليهم فسلموا البلد إليه فاستحوذ عليها، فقصده إسماعيل بن أحمد السامانى بالجيوش فقهره وأخرجه منها مذموما مدحورا.
قال ابن الجوزى فى المنتظم: وفى يوم التاسع من ذى الحجة منها صلى الناس العصر فى زمن الصيف وعليهم ثياب الصيف، فهبت ريح باردة جدا حتى احتاج الناس إلى الاصطلاء بالنار، ولبسوا الفرا والمحشوات، وجمد الماء كفصل الشتاء.
قال ابن الأثير: ووقع بمدينة حمص مثل ذلك، وهب ريح عاصف بالبصرة، فاقتلعت شيئا كثيرا من نخيلها، وخسف بموضع فيها فمات تحته سبعة آلاف نسمة.
قال ابن الجوزي، وابن الأثير: وزلزلت بغداد فى رجب منها مرات متعددة ثم سكنت.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة