"المواقف أصدق من الأقوال"، هذا القول ينطبق دائمًا على التعبير عن الوحدة الوطنية في مصر، فهي لا تحتاج للكثير من الكلام لتذكير الجميع بأننا نعيش نسيجًا واحدًا، وإنما تكفي بعض المواقف العابرة العفوية التي تستوقفنا وتنعش قلوبنا بتذكيرنا بمدى تماسك نسيج المجتمع المصري بقطبيه، ومن بين هذه المواقف البسيطة ما حدث في حالة بيتر أنور صاحب الـ 25 عامًا الذي لفت أنظار الكثيرين بتعليق بسيط وعرض مخلص لحل مشكلة تثبيت السجاجيد بأحد المساجد، عارضًا أن ينفذ الحل بنفسه دون أن يفكر لحظة في أن هذا المكان الذي يحتاج لهذا الحل مسجد أم كنيسة قائلاً: "كلها بيوت ربنا".
المنشور المتداول
كلنا واحد وكلها بيوت ربنا
بدأت القصة بسؤال على واحد من مجموعات فيس بوك من أحد القائمين على أحد المساجد، يواجه مشكلة في تثبيت سجاد الصلاة في الأرضية، وببساطة اقترح بيتر حلاً للتثبيت باستخدام عود بلاستيكي يستخدم في تثبيت الموكيت في الأرضيات، وعرض أن يبحث عن أماكن لبيعه وأن يقوم بتركيبه بنفسه.
التعليق البسيط من "بيتر" لفت أنظار الكثيرين، ولقى الكثير من الحفاوة والاستحسان، وهو ما دفع اليوم السابع إلى التواصل مع بيتر أنور خريج كلية الهندسة جامعة القاهرة والذي قال لـ "اليوم السابع" أن الأمر كله لا يستدعى حفاوة أو شكر ولكن أي شخص كان لديه هذه المعلومة سوف يشرحها لصاحب المنشور، وأضاف ابن محافظة سوهاج الذي درس أيضاً في جامعة سان خوسيه بولاية كاليفورنيا: "حد بيسأل علي حل للمشكلة وانا جاوبته عادي وعرضت عليه المساعدة فيها، وعارف أنه جامع عادي و مش هايفرق معايا سجاد جامع من سجاد كنيسة ماهي كلها بيوت ربنا"، كما أوضح حل المشكلة حيث قال: "فيه أنبوب يباع هو بيكون مثل عود بلاستيك أو الومونيوم أو الرابر بيتثبت ف الأرض والسجاد سوا يخليها متتحركش".
مثبت السجاد
وأضاف عن رد فعل المتابعين على تعليقه قائلاً: "بالنسبة للكومنتات 90% منها كانت بتشكرني علي رد فعلي وعلي أخلاقي وحسن تربيتي رغم إني شايف رد فعلي طبيعي جدًا وأعتقد اي حد مكاني كان هايعمل كده"، حالة من الترابط القوي وتذكر لكل ما يربط المصريين ببعضهما البعض، بالرغم من أن البعض اعتقدوا أنه بالفعل يعمل في التصليحات أو ما شابه ولكن الأمر بالكامل غير ذلك.
بيتر أنور
وأكد أن 99% من أصحابه مسلمين يحبهم ويحبونه "عمرنا ما قولنا أنت مسيحي وأنت مسلم والحاجات دي"، وأختتم حديثه قائلاً: "إحنا بنصوم رمضان سوا وبنفطر سوا ومتعايشين عادي وبنكن لبعض كل حب واحترام زي أي بشر أسوياء عادي".
