صدر أخيرًا العدد (83)، لشهر سبتمبر (2023م)، من مجلة "الشارقة الثقافية"، التي تصدر عن دائرة الثقافة بالشارقة، حيث تتناول الافتتاحية اهتمام الشارقة باللغة العربية والأدب والثقافة، والتي تعتبر من أساسيات مشروعها الثقافي والحضاري، ومن أهم الوسائل الفاعلة في تحقيق التواصل والتقارب بين الشعوب والثقافات، بوصفها ناقلاً للمعارف والعلوم، وحاملاً للقيم والثقافات والإبداعات، وأنّ الاهتمام باللغة ليس محصورًا في مجالات أو أمكنة محددة، ولا يقتصر فقط على مبادرات محلية ووطنية، بل يمتد إلى العالم أجمع، برؤية متقدة وجهود متواصلة في نشرها ودعمها والارتقاء بها، من خلال الأنشطة والفعاليات والمنشورات والملتقيات، التي تعزز حضورها ومكانتها العالمية.
أما مدير التحرير نواف يونس؛ فيكتب عن (الحضارة.. ومشكلات العصر)، لافتًا إلى أننا جميعًا قد راهنا على أن التطور العلمي التكنولوجي، سوف يلعب دوره الفاعل والمؤثر إيجابيًا في تطور الحياة البشرية، وتسهيل أمورها المعيشة في العمل والتنقل والعلاج والتعليم.. إلا أننا ما نعيشه الآن يخالف كل التوقعات تلك، وخصوصاً أن بعض القوى المتقدمة، وظفته في حساباتها الخاصة والملحة واستغلال العلم والعلماء في الفوز والنصر على خصومها، وذلك باللجوء إلى التسليح الأكثر فتكاً، ومهما كان الثمن باهظاً واستغلال ما يمنحها هذا التطور من السيطرة على وسائل وإمكانية التواصل بين البشر، وبالتالي تعيق استفادتهم كمجتمع إنساني من فوائده في حيواتهم المعيشية، متناسين ما قد يحدث، إذا ما فشلنا في التوافق مع أهدافه ومراميه المتطورة.. أو في غفلة ما، فقدنا السيطرة على هذا التطور التكنولوجي الذي حققناه، وقد تحول من نعمة إلى نقمة.
مجلة الشارقة الثقافية
وفي تفاصيل العدد، يسلط يقظان مصطفى الضوء على إسهامات (جابر بن أفلح) الذي أنشأ أول مرصد فلكي في الأندلس، ويكتب الكتاني حميد عن مشروع إعادة كتابة التاريخ العربي الذي يؤسس له سلطان القاسمي، ويتناول وليد رمضان المستشرق فرانسيسكو كوديرا الذي اهتم بالتراث الأندلسي كحلقة وصل مع الثقافة العربية، فيما يتوقف أحمد سليم عوض عند تاريخ مدينة (الزقازيق) التي تعتبر مفترق طرق زاهراً في إقليم دلتا مصر، ويضم العدد أيضاً بانوراما عن مدينة (المنستير) التونسية، وهي شبه جزيرة تطل على البحر المتوسط، وقد اتخذها يوليوس قيصراً مقراً له.
في باب (أدب وأدباء)؛ إضاءة على منجز وسيرة إلياس أبو شبكة الذي ترك (40) كتاباً في الأدب والفكر والترجمة بقلم: ذكاء ماردلي، وإطلالة على تراثنا العربي والوعي الثقافي في عصر المعلوماتية بقلم: أيمن أحمد شعبان، إضافة إلى وقفة مع سيرة البشير خريّف.. الأب الروحي للرواية التونسية والذي لقبوه بـ (ماركيز العرب) بقلم: أمل محمد علي، ومداخلة حول الشاعر خالد أبو خالد.. فارس الحلم النبيل بقلم: رفاه هلال حبيب، بينما يكتب د. يحيى عمارة عن رواد التيار الشعري الرومانسي في المغرب الذين قدموا تصوراً تأسيسياً جديداً، ويحتفي خليل الجيزاوي بجريدة (أخبار الأدب) في عيدها الثلاثين، حيث رفدت وأثرت الساحة الثقافية العربية، ويقف أنور الدشناوي عند إرث الكاتب والأديب عبدالمعين الملوحي وهو من رواد النهضة الثقافية، وفارس دافع عن اللغة العربية، أما محمد محمد مستجاب فيكتب عن محمد البساطي الذي اهتم بالإنسان أولاً في جل أعماله، وتقدم أمل ناصر مداخلة حول الأدب العربي الحديث بين التقليدي والرومانسي الرمزي، ويتناول عزت عمر رواية دوستويفسكي (الأبله) كنص تجريبي رائد، ويرصد أحمد أبوزيد أشهر الصحف في الزمن الجميل، والتي أسهمت في ظهور كوكبة من الأدباء والظرفاء، وتتناول قمر صبري الجاسم الشاعر مصطفى خضر فارس الرؤية وعراف الريح الذي اشتغل على الذات وإعادة اكتشافها، ويحاور وفيق صفوت مختار الأديبة منال رضوان التي أكدت أن التخصص يقيد ويحد من الإبداع، ويكتب أحمد أبو دياب عن الشاعر عبيد عباس الذي يصور سحر الشعر وجمال الكلمة، ويتطرق يسري الغول إلى الكتابة والواقعية السحرية عند بارغاس يوسا الذي ينتمي إلى حركة الازدهار الأدبية اللاتينية، بينما يتوقف السيد حسن عند القرية المصرية التي تعد إحدى أهم مصادر الإلهام الحقيقي لكثير من الروائيين المصريين، ويستعرض د. محمد الخياري مسيرة الأديب سعيد سالم الذي قدم إنتاجاً غزيراً في الرواية والقصة، وتكتب عبير محمد عن الدكتور يوسف نوفل صاحب مشروع ريادي في النقد الأدبي الحديث، ويحاور أشرف قاسم الشاعرة فوزية شاهين التي رأت أن الشعر مرآة تعكس حياتنا العربية، وتقدم هدى الهرمي قراءة في ديوان (الـ 45 بتوقيت أبي) للشاعرة سنيا الفرجاني وفيه شاعرية التفاصيل وتجاوز المعنى، وتقرأ رويدا محمد تجربة الشاعر إسكندر الخوري صاحب أول ديوان شعري فلسطيني.
نقرأ في باب (فن. وتر. ريشة)؛ الموضوعات الآتية: فهد النعيمة.. مساحة حيوية في التشكيل العربي – بقلم محمد العامري، رنا حتمل.. فنانة تعبيرية تجريدية – بقلم أديب مخزوم، الموسيقار محمد نوح قدم لوناً مغايراً للأغنية العربية – بقلم نور سليمان أحمد، عبدالفتاح قلعجي.. علامة فارقة في المسرح العربي – بقلم مفيد فهد نبزو، فيلم (أوبنهايمر) والصراع بين العلم والأخلاق – بقلم أسامة عسل، الدراما التاريخية واللغة العربية – بقلم مروان ناصح.
من جهة ثانية؛ تضمّن العدد مجموعة من المقالات وهي: الشارقة والمعجم التاريخي – بقلم: د. محمد صابر عرب، الرحلات المغربية.. معبراً للقاء الآخر – بقلم: حسن الوزاني، عبدالرحمن بدوي.. استقبلوه بكثير من التهيب العلمي – بقلم: أحمد فرحات، النقد الأدبي.. و(وعي الذات والعالم) – بقلم: مالك صقور، بين الشعر والغناء.. والذكاء الاصطناعي – بقلم: اعتدال عثمان، الأدب الساخر.. بكاء من فرط الضحك – بقلم: وجيه حسن، شهادات.. عبده جبير في كتابه (أهم أسباب الليل) – بقلم: د. هويدا صالح، الحوار.. وثيقة حياة – بقلم: د. حاتم الصكر، تجليات المثقف.. بين الإبداع والإنجاز – بقلم: نبيل أحمد صافية، الشعر العربي.. ومنجزه الإبداعي – بقلم: منال محمد يوسف، حدود الكتابة.. ومسؤولية الكاتب – بقلم منير الإدريسي، (فراج الطيب).. وتوارث الشعر – بقلم: عبدالسلام كامل عبدالسلام، ابن خفاجة.. وشمس الأندلس الذهبية – بقلم: غنوة عباس، الرؤية الثقافية.. والكتابة الحديثة – بقلم شمس الدين بوكلوة، الفن ووسائل التواصل – بقلم: د. حاتم الفطناسي، الريف.. في فضاء الرواية العربية – بقلم: سلوى عباس، الإبداع الأدبي.. والأفكار الجديدة – بقلم: عبدالعليم حريص، إشكالية التعميم.. في الدراسات الأدبية – بقلم غسان كامل ونوس، صقر عليشي.. يرسم الملامح ويقتفي الخطا – بقلم: مفيد خنسة، عنترة.. فارس رقق الحب لغته – بقلم: رعد أمان، الشعر أسلوب حياة – بقلم: الأمير كمال فرج، تعبيرية التشكيل البصري – بقلم: نجوى المغربي.
وفي باب (تحت دائرة الضوء) قراءات وإصدارات: كتاب يستعرض مسيرة يوسف وهبي المسرحية – بقلم: ضياء حامد، السياق الثقافي والجمالي في الشعر الأموي – بقلم: أبرار الآغا، مختارات موريتانية معاصرة من أدب سيدي محمد الكنتي – بقلم: إيمان محمد أحمد، ساطع الحصري.. ودراسة مستفيضة عن (مقدمة) ابن خلدون – بقلم: ناديا عمر، إسماعيل مظهر.. وتجديد اللغة العربية – بقلم: نجلاء مأمون، مقاربات نقدية.. في دواوين (موسى حوامدة) – بقلم: انتصار عباس، (هيّا بدلتي الخارقة) الزمكانية والصراع.. بين المظهر والجوهر – بقلم: مصطفى غنايم، (نسائم لبنانية) ديوان شعري مشترك – بقلم: زمزم السيد.
ويحتوي العدد على مجموعة من القصص القصيرة، والترجمات لكوكبة من الأدباء والمبدعين العرب، وهي: رغد جديد (يمتّ للواقع بصلة) قصة، (يمتّ للواقع بصلة – المعاناة في زمن الذكاء الاصطناعي) / نقد بقلم د. عاطف البطرس، هاني بكري (قصص قصيرة جداً)، آية الفلاح (امرأة وحيدة تماماً) قصة قصيرة، حمادة عبداللطيف (على الخريطة..) قصيدة مترجمة، إضافة إلى تراثيات عبدالرزاق إسماعيل، و(أدبيات) فواز الشعار، التي تضمنت جماليات اللغة وفقه اللغة.