يبدو أن تداعيات الحرب السودانية أطلت بظلالها على الساحة الثقافية حيث أعلنت أمانة جائزة الطيب صالح الأدبية السودانية الممنوحة من مركز عبد الكريم ميرغني الثقافي، إلغاء الدورة الحالية من المسابقة بسبب تداعيات الأحداث في السودان، وأكد المركز في بيان له أنه لم يدّخر جهداً لإقامة المسابقة في مواعيدها، وبكل حيثياتها ولكن باءت كل المحاولات بالفشل؛ نسبة لظروف الحرب وتداعياتها الكارثية على مجمل مناحي الحياة في السودان.
والحقيقة أن تاريخ إلغاء الجوائز واحد من الظواهر التي قد تحدث من حين إلى آخر، ولكن إلغاء الجوائز بسبب الحروب لعلها واحدة من أكثر الاستثناءات في التاريخ الحديث، إذ نجد أنها حرمت الأدباء من العديد من الجوائز، كان آخرها جائزة الطيب صالح الأدبية السودانية.
وبالنظر إلى جائزة نوبل العالمية، هى أرفع الجوائز التي تمنح في المجالات المختلفة ومنها مجال الآداب، فأنه لم تُمنح جائزة نوبل في أي فئة من فئات الجائزة خلال الفترة من عام 1940 إلى عام 1942، بسبب احتلال ألمانيا للنرويج. في العام التالي، مُنحت جميع الجوائز باستثناء جوائز الادب والسلام، وفى عام 1956 تم فيها إلغاء مأدبة نوبل فى عام 1956، وذلك احتجاجًا على غزو الاتحاد السوفييتى للمجر وقتها، وحصل الفائزون على وجبة غداء بدلاً من ذلك.
ومؤخرا أعلنت مؤسسة نوبل السبت أنها تراجعت عن قرار دعوة سفراء روسيا وبيلاروس وإيران لحضور حفل توزيع جوائز نوبل لهذا العام في ستوكهولم، بعد ما أثارته هذه الخطوة من غضب، وفي عام 2022، قررت مؤسسة نوبل التي تنظم الحفل والمأدبة السنوية لجائزة نوبل في ستوكهولم، عدم دعوة سفيري روسيا وبيلاروس بسبب الحرب في أوكرانيا. واتخذت قرارًا مماثلًا بالنسبة للسفير الإيراني جراء قمع موجة الاحتجاجات حينها.