خلل جديد تعرضت له حركة الطيران داخل المملكة المتحدة ، أسفر على مدار الأيام الثلاثة الماضية عن إلغاء أكثر من ألفين رحلة جوية، ويهدد السلطات وشركات الطيران بتعويضات ربما تكسر حاجز الـ100 مليون إسترلينى، وذلك بعد عطل أصاب أنظمة جداول الرحلات، وصفه مسئول بريطانى بـ"النادر الحدوث"، مشيرًا إلى احتمالية تكراره هى مرة كل 15 مليون مرة، بحسب ما نشرته هيئة الإذاعة البريطانية بى بى سي.
وألقى مسئولون باللوم على "مجموعة نادرة للغاية من الظروف"، حيث فتحت هيئة تنظيم الطيران تحقيق فى الانهيار الذى تسبب فى فوضى للركاب، بما فى ذلك العائلات التى تقضى عطلتها الصيفية بعد عمليات الإلغاء والتأخير المرتبطة بخلل فى النظام.
ووفقا لهيئة الإذاعة البريطانية، أعلنت هيئة الطيران المدنى عن مراجعتها المستقلة حيث قدمت تقرير أولى من "ناتس" مزود خدمات مراقبة الحركة الجوية، حول الحادث إلى وزير النقل مارك هاربر.
وأكد التقرير الفنى من Nats أن خطة طيران واحدة تحتوى على بيانات مربكة أدت إلى توقف نظام البرامج المخصص لها فى 28 أغسطس، وأدى الخطأ إلى إجبار النظام على التوقف عن معالجة خطط الطيران تلقائيا.
وذكر تقرير ناتس أن الفشل كان بسبب "مجموعة نادرة للغاية من الظروف" مع وجود علامتين متماثلتين ولكن منفصلتين خارج المجال الجوى للمملكة المتحدة - وهو سيناريو يحدث "مرة من كل 15 مليون" ـ على حد وصف التقرير ـ فى خطط طيران تمت معالجتها سابقًا خلال السنوات الخمس التى نفذها النظام الحالي
ودعت شركات الطيران إلى تعديل قواعد التعويضات وحقوق الركاب بعد الحادث، الأمر الذى ربما يصل إلى 100 مليون جنيه إسترلينى من تكاليف رعاية العملاء والإيرادات المفقودة، وفقًا لمنظمة الضغط العالمية لشركات الطيران IATA.
وقال روب بيشتون، القائم بأعمال الرئيس التنفيذى لهيئة الطيران المدني: "يعتمد ملايين الركاب كل عام على مراقبة الحركة الجوية للعمل بسلاسة وأمان.. وأثر حجم التعطيل على ما يقدر بنحو 250 ألف مسافر واضطر الكثير منهم إلى الانتظار عدة أيام للحصول على رحلات بديلة، وقالت هيئة الطيران المدنى إن تفاصيل المراجعة المستقلة سيتم نشرها بحلول نهاية سبتمبر.
وقالت شركة رايان إير يوم الاثنين، إن فشل النظام أدى إلى إلغاء أكثر من 350 رحلة جوية، مما أثر على 63 ألف مسافر.
وفى لقاء مع صحيفة الاندبندنت، كشف مارتن رولف رئيس مراقبة الحركة الجوية تفاصيل الفوضى التى اندلعت داخل غرفة التحكم بعد أن أدى خلل فى جداول الرحلات الجوية إلى الانهيار وترك آلاف المسافرين عالقين.
وقال رولف أن مهندسو خدمات الحركة الجوية الوطنية (ناتس) سابقوا الزمن لإعادة النظام إلى العمل بعد انقطاعه وفشل التحكم فى الحركة الجوية بسبب تضارب بيانات الرحلات التى تلقتها خدمات الحركة الجوية الوطنية.
وأضاف رولف أنه تم التعرف على الخلل لأول مرة فى الساعة 8.30 صباحا، أى قبل ثلاث ساعات من توقف النظام الآلى عن العمل.
وتابع: "كنا نعمل على جدول زمنى لاستعادة النظام قبل الساعة 12:30 ظهرًا وما تلا ذلك كان اتصالات متبادلة مع شركات الطيران، ووزارة النقل، وهيئة الطيران المدنى لإدراك أن هناك احتمالًا لحدوث مشكلة كبيرة".
وتعرضت "ناتس" لخطأ مماثل فى عام 2014، وواجه الركاب أزمة كبرى رغم اغلاق المجال الجوى بالكامل لمدة ساعة كاملة.
وشكك حزب العمال والديمقراطيون الليبراليون فى استجابة الحكومة البطيئة قبل أن ينشر وزير النقل، مارك هاربر، على موقع X بعد ظهر يوم الاثنين أن الوزراء "يبذلون كل ما فى وسعهم"، وقال هاربر وقتها: "المجال الجوى للمملكة المتحدة لا يزال مفتوحا ولكن القيود المفروضة على تدفق حركة المرور موجودة. يعمل ناتس بوتيرة سريعة لإصلاح هذا الأمر، وأنا ووزير الطيران شارلوت فير نبذل كل ما فى وسعنا لدعمهم.