أكد مقال نشرته صحيفة "الجارديان" البريطانية أنه بات من الواضح أن حرب أوكرانيا فى الوقت الراهن تقلب الموازين رأسا على عقب فى ظل التقارب بين روسيا وكوريا الشمالية.
وقال كاتب المقال جوستين ماكري" إنه على الرغم من أن الجد الأكبر لرئيس كوريا الشمالية الحالي قام بتأسيس كوريا الشمالية بمساعدة الاتحاد السوفيتي آنذاك والاعتماد على مساعدات موسكو لعدة عقود وعلى الرغم من التزام روسيا لسنوات طويلة بالعقوبات الدولية المفروضة على بيونج يانج، إلا أننا نجد روسيا في الوقت الحالي هي التي تسعى لتعزيز التعاون مع كوريا الشمالية".
وينوه الكاتب في هذا السياق أن الحرب في أوكرانيا دفعت الكرملين إلى إعادة تقييم علاقاته مع بيونج يانج من أجل الحصول على المزيد من الأسلحة لتعويض ما تفقده القوات الروسية في ساحة القتال في أوكرانيا.
ويضيف المقال أن هناك أنباء واردة عن احتمال عقد لقاء بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وزعيم كوريا الشمالية كيم جونج أون خلال الشهر الجاري في مدينة فلاديفوستوك الروسية، موضحا أنه من المرجح في ظل استهلاك القوات الروسية لكميات ضخمة من الذخيرة في حرب أوكرانيا، أن يسعى الرئيس الروسي للحصول من الجانب الكوري على قاذفات مدفعية وصواريخ مضادة للدبابات.
وفي المقابل، كما يشير المقال، تسعى كوريا الشمالية للحصول على عملة صعبة من أجل الاستمرار في تمويل برنامجها النووي الذي يمثل الورقة الرابحة للحصول على بعض المزايا خلال مفاوضاتها مع الولايات المتحدة في هذا الخصوص والتي قد تصل إلى اعتراف واشنطن بكوريا الشمالية كدولة نووية.
ويردف الكاتب إلى أن التقارب بين روسيا وكوريا الشمالية وصل إلى آفاق واسعة حيث إن مساعي الغرب لعزل موسكو عن الساحة الدولية دفعها إلى العمل من أجل تكوين جبهة قوية ضد الدول الغربية التي تناصبها العداء، موضحا أن الأركان الرئيسية لتلك الجبهة كانت تشمل الصين والآن بات من الواضح أن كوريا الشمالية، بكل قدراتها العسكرية الضخمة، انضمت لتلك الجبهة.
ويضيف الكاتب في هذا الصدد أن هناك تقارير إعلامية تشير إلى احتمال قيام كل من روسيا والصين وكوريا الشمالية بمناورات بحرية مشتركة، لافتا إلى تصريحات صحفية لوزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو خلال الأسبوع الجاري في رده على سؤال حول تلك المناورات حيث أجاب "ولما لا.. إنهما دولتا جوار لنا"، طبقا لوكالة الأنباء الروسية "إنترفاكس".
وينوه الكاتب أن التحول الملحوظ من جانب روسيا نحو كوريا الشمالية والسعي لتعزيز التعاون المشترك، يعكس تغيير في آليات العمل التي تتبناها موسكو لتطوير علاقاتها الخارجية مع الدول الأخرى.
ويشير الكاتب في ختام المقال إلى رأي بروفيسور أرتيوم لوكين من جامعة فلاديفوستوك القائل إن حرب أوكرانيا نجحت في تشكيل حقبة جديدة من الواقع الجيوسياسي والذي تمثل في التقارب الواضح بين روسيا وكوريا الشمالية إلى الحد الذي قد يسمح بإحياء التحالف السابق الذي نشأ بين الدولتين خلال الحرب الباردة.