"حيانى يا بلح حيانى.. والبلح طرح".. كلمات أغنية شعبية شهيرة قديما كان يتغنى بها العاملون بموسم حصاد البلح "الحياني" بمنطقة القلج بمدينة الخانكة بمحافظة القليوبية، والتى تشتهر بزراعة أنواع من الفاكهة على راسها "البلح"، فبمجرد أن تطأ قدمك المنطقة التى تعتبر ظهيرا صحراويا للمدينة تجد النخل العالى يشق عنان السماء، وتجد الحركة الكثيرة فى المزارع المتلاصقة بالنخيل وكأن الحياة تعود من جديد من خلال موسم حصاد البلح بالمنطقة، لتعلو أصوات المنادين بالأسواق وتفتح المزادات بين التجار لشراء الكميات من المزارعين لنقلها للمحافظات الأخرى، بل وانطلق المحصول إلى خارج مصر بعدد من الدول.
البلح الأحمر
"اليوم السابع" حرص على عمل معايشة لموسم الحصاد بمزارع النخيل بمنطقة القلج بالخانكة فى القليوبية، حيث تتميز بمساحات كبيرة بالنخيل لإنتاج البلح، حيث يبدأ موسم الحصاد منتصف أغسطس الماضى ويستمر حتر نهاية سبتمبر الجارى أو أكتوبر المقبل حسب حالة الجو، فكلما كانت درجات الحرارة عالية كلما كان الحصاد أسرع، ومع الانخفاض بدرجات الحرارة يتأخر الحصاد.
البلح الرطب
فى البداية قال الحاج محمد كمال الزياتى، من قرية القلج بالخانكة، إنه يعمل بمحصول البلح منذ فترة كبيرة، حيث ورث هذه المهنة عن والده الذى ورثها هو الأخر عن جده، مشيرا إلى أن القلج "بلد الفاكهة عموما، حيث كانت تشتهر بزراعة ألمانجو والبرتقال والجوافة"، لكن مع تغير أحوال الأرض الزراعية زادت مساحة الأرض المزروعة بالنخيل وقلت باقى الفواكه الأخرى، موضحا أن أشهر أنواع التمر بالقلج هو البلح العمرى، والبلح الحيانى الأحمر والرطب.
الحصاد
وأوضح "الزياتي" خلال حديثه لـ"اليوم السابع"، أن موسم حصاد البلح يبدأ منتصف أغسطس من كل عام، وفى الفترة السابقة للموسم يتم التجهيز والذى يمر بمراحل مختلفة بداية من شهر فبراير من كل عام، حيث تكون المرحلة الأولى التقليم لنظافة النخيل من الجريد، ثم المرحلة الثانية وهى التلقيح والتى يتم خلالها تلقيح يدويا لأشجار النخيل المؤنثة بمشيج مذكر لتبدأ عملية الإنتاج للمحصول، وبعدها مرحلة "التقويص" والتى يتم خلالها ربط "سباطة البلح" برباط حتى يكون المحصول الجديد بها للأسفل بدلا من أن يكون موجها للأعلى.
العمل بالمزارع
وتابع "الزياتي"، أن موسم الحصاد لمحصول البلح الحيانى يستمر حتى نهاية شهر سبتمبر من كل عام وقيد يمتد حتى نهاية شهر أكتوبر، موضحا أن عملية زراعة النخيل من الزراعات التى تحتاج أيدى عاملة كثيرة على مدار العام سواء بمراحل التجهيز للمحصول مرورا بمرحلة الحصاد وحتى بعد الحصاد، مشيرا إلى أن يأتى عمالة كثيرة إلى منطقة القلج للعمل بالموسم من خارج المحافظة من أبناء محافظات دمياط والإسماعيلية والفيوم والإسكندرية، وخاصة "طالعى النخيل".
تعبئة المحصول
أما عن طريقة بيع البلح.. أشار "الزيات"، إلى أن أصحاب المزارع يبدأون حصاد المحصول، ويقوم العمالة بالمزارع بتنقية المحصول وتصنيفه "أول وثانى وأحمر"، وتعبئته بأقفاص من الجريد، بعد أن يتم وضع أوراق داخل الأقفاص للحفاظ على المحصول حتى يصل ليد المستهلك فى صورة جميلة والحفاظ عليه من التلف، ثم يأتى التاجر للمزرعة ويقوم بالشراء مباشرة، أو طريقة أخرى بعد الانتهاء من التعبئة بالمزارع يتم نقل المحصول لـ"السويقة" ويتم فتح المزاد بين التجار وصاحب السعر الأعلى يفوز بالمحصول.
جانب من التعبئة
واستطرد، أن بلح القلج الحيانى طاف جميع محافظات الجمهورية كما أنه طاف خارج مصر بول الخليج والمملكة العربية السعودية، مشيرا إلى أن البلح يتميز بتعدد أنواعه بمحافظات الجمهورية منها "الزغلول والسمانى الأصفر، وبلح عرابى، والبارحي"، وبعد انتهاء الموسم بالحصاد فى القلج يبدأ الحصاد بمحافظة دمياط نظرا لانخفاض درجات الحرارة بها عن المنطقة الصحراوية بالقلج.
جانب من عملية الحصاد
وبدوره قال المهندس كمال الزياتى، إن عملية الحصاد تبدأ من خلال رصدها عبر المرور اليومى بالمزرعة على النخيل وفى حالة العثور على بعض البلحات أسفل النخيل يتم معرفة أن عملية نضج المحصول تمت وتبدأ عملية الحصاد، مشيرا إلى أن درجات الحرارة سواء ارتفاعا أو انخفاضا هى من تتحكم بجودة ونضج المحصول.
خلال البيع بالمزارع
وأشار المهندس كمال خلال حديثه لـ "اليوم السابع"، أن يوم العمل يبدأ من خلال التحرك من المنزل للمزرعة عقب صلاة الفجر، وعقب الوصول يتم أولا تجهيز العبوات التى سيتم التعبئة بها، وتوريقها "أى وضع ورق بداخلها للحفاظ على المنتج"، ومع أول ضوء للنهار يبدأ طالعى النخل فى العمل حتى يمكنهم التمييز بين أنواع البلح سواء الرطب أو الأحمر، ومعرفة أيضا مدى كثافة النخلة التى سيتم الصعود عليها.
خلال التعبئة داخل المزارع
طالع النخل
عملية التعبئة
عملية التعبئة والتنظيف للمحصول
فرحة لمة الطعام بالمزارع وقت الحصاد
نخيل القلج